كثيرًا ما نسمع من معظم الأمهات نفس الشكوى من نفس المشكلة التي تحدث وتتكرر في البيوت، وهي أن الطفل الصغير الذي تجاوز الثلاث سنوات وأصبح في سن التربية لا يسمع كلام الوالدين بل إنه أصبح يصنف ضمن قائمة الأطفال غير المطيعين في العائلة وتحتار الأم خصوصاً أمام الآخرين وحيث تشعر بالحرج كيف يمكن أن يسمع طفلها كلامها بسرعة وبسهولة من أجل صحته ونجاحه في دراسته مثلًا.
يعد تكرار نفس الخطأ مشكلة كبيرة فلا يكفي أن يقع الطفل في الخطأ بل إنه يكرره وكأنه يصمم على أن يعاند الكبار، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالمرشد التربوي عارف عبد الله حيث أشار إلى الأسباب التي تجعل طفلك يكرر نفس السلوك الخاطئ رغم توجيهك له باستمرار ونصائح هامة لكي يسمع الطفل كلامك ويحترمك وذلك على شكل خطوات يجب أن تتبعها الأمهات ويمكن التعرف عليها في الآتي:
أسباب تكرار الأطفال لنفس الأخطاء
1- اعلمي أن طفلك يكرر نفس الخطأ وعدة مرات رغم أنك في كل مرة تقومين بتصحيح الخطأ وتنهينه عنه، وذلك لأن الطفل وفي سن ما بعد الثالثة وقبل دخول المدرسة بقليل يكون لديه نقص في النضج الإدراكي حيث أن الطفل يفتقر إلى القدرة على تقدير العواقب والنتائج لأي سلوك يقوم به فيكرر هذا السلوك رغم التوجيه بضرورة التوقف عنه.
2- لاحظي أن طفلك قد يكرر نفس السلوك في حال تولد شعور الإهمال لديه ورغبته في لفت انتباه الأم تحديدًا حتى لو كان هذا الانتباه سلبيًا بمعنى أن تنتبه الأم للطفل لكي تصرخ في وجهه أو تضربه أو تعاقبه بأي طريقة أخرى.
3- توقعي أن طفلك سوف يكرر نفس السلوك لأنه يقلد الكبار أو الأشخاص الذين يراهم حوله، وهنا تلعب البيئة دورًا كبيرًا في صعوبة تقويم سلوك الطفل؛ لأن الطفل لا يتعلم إطلاقًا عن طريق الوعظ المباشر والتلقين.
4- اعلمي أن غياب الحدود والقواعد الأسرية التي يجب أن تضعيها لأطفالك ومنذ عمر مبكر يؤدي إلى أن الطفل يكون حائرًا وغير مستقر بين الخطأ والصواب ولذلك فيجب أن تكوني محددة وثابتة في تعاملك مع الطفل وبأن الصواب لا يتغير والخطأ أيضًا لا يتغير.
5- لاحظي أن قدرة طفلك على ضبط نفسه تكون ضعيفة ولا يستطيع الطفل في عمر مبكر أن يربط بين الخطأ والتراجع عنه بمعنى أنه لا يجيد استخدام الفرامل، وقد تسيطر دوافع الطفل على قدرته على التحكم بنفسه ورغبته في الاكتشاف وفرط الفضول أيضًا.
6- اعلمي أن هناك بعض العادات التي يرثها الطفل ولا يستطيع أن يغيرها أو قد يرى من حوله يمارسونها رغم أنها خاطئة ولذلك فهو يكررها وهو يعلم أنها من السلوكيات الخاطئة ولكن الإقلاع عنها ليس سهلًا ولا سريعًا.
7- توقعي أن بعض المشكلات التي ترتبط بإصابة الطفل بمشكلات النمو مثل إصابة الطفل باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه أو إصابته بطيف التوحد يؤدي إلى تأخر قدرته على التحكم في تصرفاته وعدم تكرار الأخطاء والتعلم من الخطأ الأول وعدم الإصرار عليه.
خطوات هامة تساعدك لكي لا يكرر طفلك الخطأ مرتين
1- ضعي أمام طفلك خيارات لا أوامر
ضعي أمام طفلك الذي يكرر الوقوع في نفس الخطأ مجموعة من الخيارات الإيجابية والتي يشعر الطفل من خلالها أنه لا ينفذ الأوامر على الإطلاق بل أن قراره يأتي من رأسه كما يقولون وذلك ضمن خطوات ذكية.. لتربية الطفل على الاستقلالية لأن الطفل وتحديدًا وبعد عامه الثالث يحب أن يشعر بالاستقلالية الحقيقية، فيبدأ في بناء ذاته ولكنه حين يشعر أنك تفرضين عليه الأوامر فهو يزداد عنادًا، ولكنك وبقليل من الذكاء مع الطفل يمكنك أن تصلي إلى نتيجة أن ينفذ أوامرك دون أن يشعر أنه مأمور، بل إنه سوف يشعر أنه فعليًا صاحب القرار.
2- اعقدي مسابقات بسيطة حول سرعة تنفيذه للأوامر

كوني ذكية حين تطلبين من طفلك طلبًا وتريدين منه تنفيذه من أجل مصلحته وذلك ضمن نصائح للتعامل مع الطفل غير المطيع، ومن هذه النصائح أن تجعلي طفلك يخوض مسابقة ولكن يجب أن يكسبها، حيث إن طفلك وتحديدًا في هذه السن أي بعد سن الثالثة يبدأ في تكوين وبناء ثقته بنفسه، وبأنه يريد أن يشعر أنه قادر على القيام بأعمال الكبار مثلهم تمامًا ولذلك فبدلًا من أن تطلبي منه بصيغة الأمر: هيا ..قم بترتيب ألعابك بسرعة"، فيمكنك أن تقولي له: ما رأيك أن نتسابق لنرى من سينتهي من عمله أسرع من الآخر، فأنا سوف أجمع الملابس الجافة من فوق الحبال، وأنت عليك أن تقوم بجمع ألعابك المبعثرة.
3- رسخي لديه أن الأمر الذي يقوم به هو فكرته
دعي طفلك يعتقد دومًا وخاصة لو كان عنيدًا أو أنه يكرر الأخطاء ذاتها أنه حين ينفذ أوامرك فهو في هذه الحالة يتخذ قراراته هو ويفعل ما يروق له ويظن أن ما يقوم به هو فكرته الخالصة، ولذلك فهو يشعر في هذه الحالة بذاته وتتعزز ثقة الطفل كثيرًا بنفسه وتصبح شخصية الطفل أقوى ومصقولة بشكل أفضل؛ لأنه قد أصبح لديه أحساس داخلي بأنه كائن فعال ومنتج، ولذلك يجب عليك أن تغيري من أسلوب إلقاء الأوامر تمامًا، فبدلًا من أن تقولي له بلهجة الأمر "يجب أن تأكل كل طبقك بما فيه من طعام"، فيمكنك أن تقولي له بلهجة أخرى "ما رأيك لو أكلت كل ما في طبقك كبطل ويمكن تحديد اسم أحد الأبطال، وأكملي له القول بأن الأبطال يأكلون طعامهم دائمًا لكي تصبح أجسامهم قوية، وفي هذه الحالة سوف تلاحظين أنه قد أصبح يأكل طبقه كاملًا دون أن يكون طفلًا عنيدًا او متذبذبًا أي يفعل ذلك مرة ويتوقف عنه مرة.
4- شجعيه دومًا بدلًا من أن تأمريه
قللي الأوامر كثيرًا والتي تلقينها باستمرار على طفلك لأن كثرة الأوامر من الأم تشعر الطفل بالقلق ويشعر أيضًا بأنه طفل مضطهد وأن لا شيء يفعله قد يرضي الكبار، فيتوقف عن الإنجاز تمامًا ولكنك يجب أن تقللي الأوامر فعليًا وتكثري من التشجيع التحفيز وإظهار الرضا لطفلك، فمثلًا يمكنك أن تقولي له بحب ومع التربيت على رأسه وصدره "أعرف أنك سوف تنهي كل الطعام الذي وضعته في طبقك مثل الكبار، بدلًا من أن تقولي له بلهجة أمرة وغاضبة "عليك أن تأكل بسرعة كل ما في طبقك".
5- دعيه يتعلم من خلال التجربة وليس الوعظ المباشر
علمي طفلك من خلال استخدام أسلوب العواقب والنتائج الطبيعية، أي استخدام المعادلة الحسابية وهي أن الفعل له رد فعل تلقائي بمعنى أنك يمكن أن تنقلي لطفلك أن نتائج عدم إطاعته لأوامرك يجب أن يلمسها بنفسه دون أن تضربيه، فمثلًا بدلًا من أن تقولي له بغضب وبلهجة الأمر: ضع معطفك فوق المشجب وإلا فسوف أضربك، فيجب أن تقولي له بكل هدوء وحزم "إذا خرجت دون ارتداء المعطف فسوف تشعر بالبرد وسوف تتبلل ملابسك بماء المطر وتصاب بالمرض".
قد يهمك أيضًا: صفات الطفل العنيد الإيجابية.. هل تعرفينها؟






