وسائل هادفة إلى تعزيز جهاز المناعة

لجهاز المناعة وظيفة تتمثّل في حماية المرء من الأجسام الغريبة كالميكروبات والسموم ومن الخلايا المتحوّلة كالسرطان. ولكي يقوم هذا الجهاز بوظيفته على أفضل وجه، يجب أن يتعرّف أوّلاً على الجسم الغريب أو الخليّة السرطانية، ثم يتخلّص منها، ويتمّ ذلك عبر خلايا متخصّصة ومواد كيميائية خاصّة، علماً أن أي خلل يصيب هذا الجهاز يؤدّي إلى مشكلات جمّة، منها البسيطة ومنها الخطرة التي قد تقضي على حياة المصاب!  

«سيدتي» تسلّط الضوء على دور جهاز المناعة وكيفيّة تعزيزه من خلال الحوار الآتي نصّه مع الاختصاصي في جهاز المناعة الدكتور مارك كرم.

- ما هي مميّزات جهاز المناعة؟

يستطيع جهاز المناعة التعرّف على عدد هائل من الأجسام الغريبة تقريباً، علماً أنّ كلّ ما يدخل الجسم هو غريب عنه، ولكلّ مادة غريبة خليّة خاصّة ومواد كيميائية خاصّة لمحاربتها. كما يتمتّع هذا الجهاز بقدرة كبيرة على التذكّر، فإذا أصيب الجسم بنوع من الميكروبات يتذكّرها جهاز المناعة فلا يعاني المريض من أعراض الالتهاب مرّة أخرى، وتعرف هذه الحالة باسم اكتساب المناعة. من هنا، انطلقت فكرة اللقاح الذي يحتوي على كمية ضئيلة من الجراثيم أو جزيئات منها تعطى للجسم كي يعتاد جهاز المناعة عليها. ومن أبرز مميّزات جهاز المناعة التفريق بين خلايا الجسم والأجسام الغريبة التي تدخله.

- ما هي أبرز المشكلات التي تصيب هذا الجهاز؟

لعلّ المشكلة الرئيسة التي تواجه هذا الجهاز تتمثّل في حصول نقص في مكوّناته، إلا أنّ هذه الحالة تولد مع المرء أو تكون وراثية أو جينية. أمّا المشكلة الثانية فتتمثّل في كون ردّ فعل جهاز المناعة عنيفاً على أية مادة غريبة تدخله، وهذا ما يعرف بالربو والحساسيّة، ومن بينها الحساسيّة على بعض المأكولات أو الأدوية التي قد تؤدّي إلى الموت أحياناً. والمشكلة الثالثة تكمن في عدم قدرة جهاز المناعة على التفريق بين خلايا الجسم ومكوّناته والأجسام الغريبة، فتصيب المرء أمراض كالتصلّب اللويحي أو ما يعرف بالشيخوخة المبكرة أو الألزهايمر أو مرض كرون في الأمعاء والنوع الأول من السكري في البنكرياس، لأسباب غير معروفة قد تكون وراثية أو جينية.

- هل من علاجات لمشكلات هذا الجهاز؟ وهل يمكن تفاديها؟

لا يمكن تفادي هذه الأمراض لأنها وراثية أو جينية بشكل أساسي، ولكن يمكن التصرّف في حال الاصابة بالربو والحساسية، وذلك من خلال تفادي التعرّض إلى المادة المؤدية لهذه الأعراض إذا تمّت معرفتها. أمّا بالنسبة للعلاج فيرتكز على المواد المخفّفة للمناعة كالكورتيزون.

ويمكن علاج كلّ مرض على حدة، كإعطاء الأنسولين لمريض السكري والأدوية المخفّضة للمصاب بالضغط...

 

الالتهابات...

- ألا يؤدّي خفض المناعة لمكافحة الربو والحساسية الى مشكلات أخرى إضافيّة؟

 بالطبع، يؤدّي خفض المناعة الى الاصابة بعدد من الالتهابات الناتجة عن أي ميكروب. ويجب ألا نغفل الأعراض الجانبية للكورتيزون، كتخزين الماء في الجسم ما يساهم في ارتفاع ضغط الدم ونسبة السكر فيه. 

- هل من وسائل تهدف إلى تعزيز جهاز المناعة؟

إذا لم يكن جهاز المناعة يعاني من أيّة مشكلة وراثية أو جينية، فمن الضروري أن نؤمّن له المواد الأولية للعمل، وهي الغذاء السليم والمتوازن والذي يحتوي على البروتينات الموجودة في اللحوم والدجاج والحبوب والفيتامينات والمعادن الموجودة في الخضر والفاكهة، وقد أثبت علمياً أن أي نقص في هذه المواد قد يؤدّي إلى مشكلات في عمل هذا الجهاز. وهناك عدد من الدراسات التي تحدّثت عن أنواع من الطعام تقوي جهاز المناعة كالتوت البري أو الليمون الهندي (الغريب فروت) أو بعض الأعشاب الصينية، إلا أنّ هذه المعلومات تتطلّب المزيد من الدراسات.

وتجدر الإشارة إلى أن نسبة وفيّات الأطفال في البلدان الفقيرة لا تكون بسبب المجاعة فقط، بل بسبب النقص في الغذاء و في المواد التي تغذّي جهاز المناعة وتحديدا ً البروتين، ما يؤدّي إلى وفاتهم في حال تعرّضهم إلى أي ميكروب، حتى لو لم يكن مؤذياً في بلدان أخرى.

ومن بين الوسائل التي تساهم في تعزيز جهاز المناعة: ممارسة الرياضة بشكل منظّم  لدورها في رفع أنواع من الهرمونات تخفّف الضغط النفسي ورفع نسبة مادة «السيروتونين» التي تعطي شعوراً بالارتياح، علماً أن هذه المادة ترتفع أيضاً لدى تناول الشوكولا الخالي من السكر والحليب، فضلاً عن دور الضحك في تقوية جهاز المناعة بحسب احدى الدراسات الصادرة حديثاً، كما أنه يكافح أيضاً الضغط النفسي.

 

هل من علاقة بين جهاز المناعة والأمراض السرطانية؟ وما هي علاقة جهاز المناعة بالأمراض الأخرى؟ هذه الأسئلة تجدون إجابة عنها في العدد رقم 1510 من مجلة "سيدتي",.