ألعاب القوى: الرياضة الأولى في اللياقة البدنية

تضمّ ألعاب القوى مجموعة من الرياضات، تشمل: العدو بمسافات مختلفة والرمي (رمي الكلة والرمح والمطرقة والقرص) والقفز (القفز بالزانة والقفز العالي والقفز الطويل)... ووفقاً للدراسات الصادرة عن «المعهد الكندي للياقة والنمط المعيشي»، وجد أن ممارسة ألعاب القوى تساعد على بناء كتلة الجسم العضلية ورفع مستوى اللياقة البدنية إلى أعلى درجات المرونة والتحمّل العضلي والأداء العالي.

«سيدتي» اطّلعت من الاختصاصية في العلاج الطبيعي صفاء المجذوب على أهمية ألعاب القوى في تعزيز البنية العضلية للجسم ومدى تأثير شكل الجسم على ممارسة هذه الرياضات والنصائح الغذائية المتعلّقة بها:

تضمّ ألعاب القوى الرياضات التالية: 

1- الجري: تشكّل القسم الرئيس فيها وتضمّ سباقات عدّة، أبرزها:

- مسافة 100 متر: يطلق عليها اسم «سباق السرعة» لأهمية عامل الوقت في تحقيق الفوز، ويقوم خلالها المتسابق بالركض في خط مستقيم لمدّة يجب ألا تزداد عن 10 ثوانٍ.

- مسافة 200 متر: تعتمد على القوة البدنية والسرعة في آن واحد، يمرّ خلالها المتسابق في منحنى واحد من الملعب لقياس مدى سلامة ومرونة عضلة الساق وقدرتها على تغيير الاتجاهات.

- مسافة 400 متر: من السباقات المتوسطة والصعبة والتي يطلق عليها اسم «سباق التحدي».

- مسافة 800 متر: من السباقات المتوسطة التي يجتاز فيها اللاعب المضمار مرّتين متتاليتين، ما يوجب تمتّعه بصحّة جيدة ورئتين سليمتين للوصول إلى أقصى درجات التحمّل، بما يضمن إنهاء السباق بأفضل أداء ممكن.

- مسافة 3000 موانع: من السباقات الطويلة التي يؤدّي فيها المتسابق 28 وثبة مانع و7 قفزات موانع مائية، ما يحتّم المواظبة على التدريب البدني المستمر والتمرّن على حمل الأثقال الكبيرة بالساقين للحفاظ على أعلى مستوى من اللياقة وقوّة التحمّل.

 

2- الرمي: تضمّ الرياضات التالية:

- رمي الكلة: الكلة قرص حديد تبلغ زنته حوالي 7.257 كيلوغراماً. يقوم اللاعب، أثناء المسابقة،  بأداء دورة كاملة حول نفسه، ثم يسترخي في وضع استعداد كامل لرميها متوجّهاً بجسمه كلّه في اتجاه الرمي، ما يتطلّب منه قوّة كبيرة في الذراعين ودعماً من فقرات الظهر، إلى جانب زيادة القدرة على التركيز لتحقيق أفضل نتيجة ممكنة.

- رمي الرمح: الرمح أداة مصنوعة من الخشب تنتهي بطرف معدني مدبّب، يبلغ طوله 2.6 أمتار ويصل وزنه إلى 800 غرام. يقوم اللاعب خلال هذه اللعبة بالعدو السريع لمسافة 30 متراً إلى أن يصل لموضع الرمي، ثم يقوم بإبطاء سرعته متراجعاً بالذراع والكتف الحاملين للرمح إلى أقصى درجة إلى الخلف، وباستدارة عنيفة مع دفعة قوية بالجذع والذراع يلقي به.

- رمي القرص: يصنع القرص من الخشب المحاط بالحديد، يبلغ قطره 22 سنتيمتراً ووزنه كيلوغرامين، وقد يقلّ إلى كيلوغرام واحد في المسابقات النسائية. تمتاز هذه اللعبة بقيام المتسابق بالدوران حول نفسه لمرّات عدّة حتى يكسب القرص أسرع سرعة ممكنة، وذلك من داخل دائرة يتراوح قطرها 2.5 أمتار يُحظّر على اللاعب أن يتعدّاها.

- رمي المطرقة: تتكوّن المطرقة من أجزاء مترابطة متمثّلة، في: الرأس، وهي كرة معدنية من الحديد أو النحاس تزن 7.257 كيلوغراماً، والكابل وهو سلك من الصلب طوله 1.18 متراً، وأخيراً المقبض الذي يصنع من المعدن الصلب. تشبه هذه اللعبة رمي القرص من حيث الحركة، إذ يقوم اللاعب فيها بالدوران حول نفسه لمرّات عدّة متتالية لإكساب المطرقة القوى الدافعة.

 

3- القفز: تضمّ مسابقتها الرياضات التالية:

- القفز بالزانة: الزانة عصا رقيقة مصنوعة من الألياف الزجاجية ذات المرونة الفائقة. وقد اشتقّت هذه اللعبة من رياضة الجمباز التي تتطلّب أن يتمتّع اللاعب بمستويات عالية من المرونة واللياقة.

يقوم المتسابق خلالها بالقفز فوق الحاجز بكامل جسمه متأرجحاً بساقيه في الهواء، مستخدماً عصا الزانة. وحتى لا تعتبر المحاولة لاغية، يجب أن ينجح اللاعب في الدوران حول الحاجز إلى الجهة الأخرى دون ملامسة الجسد الحاجز المرتفع حتى لا يهتزّ أو يسقط.

- القفز العالي: يقوم اللاعب بالوثب إلى أقصى ارتفاع ممكن، بدون استعمال أية وسيلة. وقد أكّد اختصاصيو اللياقة البدنية أن ممارسة هذه اللعبة تتطلّب تدريباً شاقاً ومستمراً، حيث أن تكرار 3 أخطاء متتالية يؤدّي إلى الاستبعاد من السباق. 

 

أثر القوام على أداء هذه المهارات

تعتمد ألعاب القوى على استخدام الجسم كلّه ككتلة واحدة. وفي هذا الإطار، أثبتت بحوث اللياقة أن حدوث أي نقص في كفاءة أحد من أجهزة الجسم قد يؤثّر تأثيراً واضحاً على بقيّة الأجهزة الأخرى، وبالتالي على طريقة أداء اللعبة، وذلك وفق الشكل التالي:

- أثر تحدّب الظهر: في حال إصابة اللاعب بتحدّب في الظهر، فإن القوة التي تبذلها الساقان والرجلان في مهارات الدفع (رمي الرمح والقرص) لا تنتقل بأكملها إلى الكتفين لوجود انحراف بسيط في منطقة أسفل الظهر ما قد يتسبّب في تغيير مسار عمل القوة وضياع أكثر من نصفها، فيضعف التركيز وتقلّ النتائج المحقّقة.

- أثر قصر عضلات الظهر: يضطرّ المتسابق الذي يعاني من قصر عضلات الظهر أو طول عضلات البطن أحياناً إلى بذل معظم قوته في الاتجاه الرأسي أكثر منها في الاتجاه الأفقي، ما يجعله يميل إلى الخلف بدرجة كبيرة غير مطلوبة فلا يتّخذ الزوايا المثالية في توظيف قوة الدفع.

- أثر سقوط الرأس إلى الأمام: ينعكس سقوط رأس المتسابق إلى الأمام في إحداث نتائج سلبية على وضع البداية في ألعاب القوى، ما يعمل على دوران الجذع إلى الأسفل فيضيع جزء كبير من القوة الدافعة. وقد تنتج هذه الحالة عن قصر زائد في العضلات الأمامية للرقبة أو طول في العضلات الخلفية بها. 

- أثـر تسطّح القدميــن: يميل المصاب بتسطّح القدم إلى المشي على كلّ القدم، ما يؤثّر سلباً على أدائه خصوصاً في مسابقات الجري نتيجة عدم وجود المرونة اللازمة في قوس القدم، فيفقده التوزيع الجيّد لثقل الجسم على القدمين. كما تتأثّر قدرة اللاعب على امتصاص الصدمات وتضعف قوته في الدفع إلى الأمام.

 

إرشادات الإعداد البدني

يمثّل الإعداد البدني العامل الرئيس في تشكيل الأداء القائم على القوة والمرونة، وينقسم إلى:

- إعداد بدني عام: يخضع اللاعب فيه لمجموعة من التمرينات العامّة التي تُمارس في الهواء الطلق بهدف تحسين الأداء، وذلك عبر المشاركة في الرياضات الجماعية (كرة القدم أو كرة السلة

أو الكرة الطائرة) وممارسة الرياضات التي تحسّن القدرة على التنفّس (السباحة وركوب الدرّاجات وتسلّق الجبال).

- إعداد بدني خاص: مجموعة من التمرينات الرياضية الخاصّة التي تهدف إلى تحسين عنصري السرعة والقوة. وفي هذا الإطار، ينصح اختصاصيو اللياقة بالمواظبة على تمرينات القلب

في النوادي الرياضية بهدف تدريب المتسابق

على الأداء تحت الضغط، ما يمكّنه من مواصلة الجري أو القفز أو الرمي بأفضل أداء ممكن، فضلاً عن التدريب على حمل الأثقال بما يتناسب مع وزن الجسم.

 

اكسترا

السلوك الرياضي

يمتاز السلوك الرياضي لممارسي ألعاب القوى بالمثابرة وتحدى الذات لتحقيق الفوز، ما يستوجب التحلّي بصفات معينة، أبرزها:

-  طاعة المدرب والانصياع لأوامره واحترام القوانين وعدم الاحتجاج على قرارات الحكّام في المسابقات.

- العمل المستمر على تطوير القدرات العقلية والبدنية بما يساعد في تحقيق أرقام قياسية جديدة.

- التمتع بالروح الرياضية والسمات الأخلاقية واحترام قواعد المنافسة الحرة التي تهدف إلى الفوز النظيف.

- الابتكار والمشاركة في إعداد الخطة التدريبية والالتزام بها مهما كانت الظروف.