يُقال عادة للأمهات أنْ لا يخبرن أحدًا بحملهن إلا بعد 12 أسبوعًا، إلا أن «أنوار» تتساءل: لماذا تفوتين فرصة الحصول على كل هذا الدعم؟

في منتصف فترة حملها الثاني، أدركت أنوار أنه من بين جميع أشهر الحمل، كانت الثلاثة الأشهر الأولى هي الأسوأ، فقد بدأت فترة الحمل في المرتين بشعور بفرح كبير، لكن سرعان ما حل محله الهرمونات المضطربة والغثيان الدائم؛ لذا ترى أنه من المضحك أن يُقال لنا نحن النساء أن نكتم خبر الحمل لمدة ثلاثة أشهر كاملة. وتعلّق: «هل هناك وقت تحتاجين فيه إلى أصدقائك وعائلتك (ناهيك عن رب العمل المتفهم) أكثر من فترة الاضطرابات الهرمونية الكبيرة خلال الثلاثة الأشهر الأولى من الحمل»؟

انتقاء
لا تقصد أنوار أن تبثي الخبر بين الناس حين تجرين اختبار الحمل في المنزل، وتكون النتيجة إيجابية، إلا أن إخبار مجموعة منتقاة من الناس، يمكنهم تقديم الدعم لك- ويظلون معك حين يكون الجميع في الحانة- تبدو لها فكرة جيدة.

وتتابع: «إذا كنت مثلي، تعانين خلال الحمل من الغثيان الدائم (الذي لا يريحه سوى تناول رقائق البطاطس بالملح والخل طوال النهار)، وتشعرين بتعب كبير وتقلبات هائلة في المزاج، فإن هذه الأشهر الثلاثة الأولى ستكون اختبارًا لمدى قدرتك على التحمل ومدى شعبيتك أيضا».

تعلّق أنوار على المتع الصغيرة، مثل تناول القهوة في الصباح، التي تصبح فجأة من الممنوعات، وتحل محلها الليالي الطويلة وأنت تحدقين بمفردك في الثلاجة في محاولة؛ لمعرفة الأطعمة التي ستخفف غثيانك.

الضوء الأخضر
تتابع: «خلال فترة حملي الأول، كتمت الخبر في الثلاثة الأشهر الأولى، ونادرًا ما كنت أرى صديقاتي، ولم أكن أجرؤ على الخروج معهن؛ خوفًا من فشلي في كتمان الأمر، كانت تلك فترةً مزريةً، شعرت بالملل والمرض والقلق بشأن حملي؛ لذا حين كنت في موعد لدى الطبيبة لإجراء فحص التصوير بالسونار، سألتها لماذا ينصحون النساء بالتكتم على الأمر.

وقالت طبيبتي: إن الأمر يتعلق بالحصول على الدليل البصري- أي بالتصوير- بأن الطفل على ما يرام، أي يمكن القول إن حملك ناجح»، ولكن هذا دفعني إلى التفكير: إذا حدث الأسوأ وأجهضت طفلي، حتمًا فسأرغب بتواجد بعض الصديقات لتقديم الدعم لي، وبالطبع يجب أن يعرفوا في المكتب سبب غيابي، لن أرغب بالطبع في أن أخوض هذا وحدي، أو أضع ضغوطًا كبيرة على زوجي، باعتباره الوحيد الذي يعرف بالأمر، وفي الواقع سينتهي بي الأمر بإخبار الجميع على أي حال، ومن الطبيعي أن أتواصل معهم خلال فترة حزني.

إفشاء السر
في حملها الثاني، أخبرت أنوار العديد من أقرب صديقاتها، عندما أجرت فحص الحمل، فشعرت براحة كبيرة كونها لا تكتم سرًا كبيرًا، ناهيك عن قدرتها على التذمر من التعب والغثيان، وهنا تقول: «هذه المرة حين أجري تصوير السونار، سأشعر براحة واسترخاء أكبر، يُقال إن الحمل الثاني أسهل، إلا أن الشيء المفضل بالنسبة لي هذه المرة هو أني أستطيع أن أخبر أي أحد، لم أوقف حياتي الاجتماعية وزيارات الصديقات ساعدتني كثيرًا».