والد يعذِّب ابنته لتحويلها إلى شخص خارق!

صورة تعبيرية
مودي جوليان
الكتاب
4 صور

كشفت امرأة فرنسية كيف أن والدها عذَّبها في الصغر في محاولة منه لتحويلها إلى "إنسان خارق"، ففي سن الثامنة على سبيل المثال، كان يجبرها على لمس سياج مكهرب مرتين على الأقل في الأسبوع دون أن يبدي أي تعاطف معها.
وفي الحديث عن طفولتها وتجربتها المؤلمة، قالت مودي جوليان: إنها كانت تُجبر على البقاء داخل قفص مع الفئران لتتأمل تجربة الموت، بحسب ما كان والدها "المجنون" يبرِّر فعلته، بالإضافة إلى عديد من التجارب الوحشية الأخرى، مثل المشي على حافة منحدر صخري، وإجبارها على شرب الويسكي والمشي بعدها باتزان دون أن تسقط.
وكانت والدة جوليان تعيش معهما في البيت، لكنَّ زوجها لم يسمح لها بأن تقترب من ابنتها، أو حتى تعانقها، كما مُنعت الطفلة من التواصل مع البشر عموماً. وقالت مودي: إنها تعلمت العطف والحنان فقط من الحيوانات التي كانت تسكن معها، فقد سُمِحَ لها بأن تحصل على كلب، واثنين من المهور التي تعشقها، وأكدت: "لولا هذه الحيوانات لا أعتقد بأنني كنت سأكون موجودة اليوم على قيد الحياة". بحسب "الوكالات".
وبلغت جوليان الآن الستين من عمرها، وقد قضت 18 عاماً من حياتها مع هذا الجحيم الأبوي، والاعتداء الجسدي والعاطفي من قِبل والدها المصاب بمرض "جنون العظمة" واسمه لويس ديدييه، وذلك وفقاً لمذكراتها الجديدة التي أصدرتها بعنوان "الفتاة الوحيدة في العالم".
وأوضحت: "كان يؤمن بأن العالم على وشك النهاية، وأن عليه أن يدرِّب ابنته لكي تكون المنقذ الذي سيقود الانتفاضة ضد الشر".
وإلى اليوم، فإن جسد جوليان لايزال يحمل ندوباً من تلك الفترة المبكِّرة، بالإضافة إلى الأوجاع النفسية التي لم تتخلَّص منها تماماً حتى اللحظة، كما أنها مصابة بتليف الكبد بسبب الكحول الذي أجبرها والدها على شربه وهي طفلة صغيرة، وقالت: إنها تعرضت إلى الإيذاء الجنسي من قِبل عامل، كان يعمل مع والدها، وذلك في الفترة من سن 3 سنوات إلى 13 سنة.
وعندما بلغت الـ 18 من عمرها، وافق ديدييه على السماح لها بالزواج من موسيقي، قابلته في دروس الموسيقى شرط أن يتركها بعد 6 أشهر، لتعود إلى المنزل عذراء! وبمجرد تزويجها، اغتنمت جوليان الفرصة، وهربت مع زوجها الشاب من جحيم الأب الذي توفي عن 79 عاماً في عام 1981.
واتجهت جوليان بعدها للعيش لوحدها، من ثم تزوجت مرة أخرى، وأنجبت طفلتين، وهي الآن جدة، وتعيش في باريس، وقد خضعت لعلاج مكثف للتغلب على طفولتها الصادمة، وأصبحت الآن طبيبة نفسية مع مرضها.
وتقول عن مذكراتها التي نقلتها في الكتاب: إنها كانت تجربة مروِّعة، أعادتها إلى الماضي الأليم، لكنها شكَّلت أيضاً نوعاً من العلاج النفسي والهروب من الذكريات الأليمة، بما يشبه "دليل الهروب".