أمهات يتبادلن «الحليب الطبيعي» عبر الفيسبوك في بريطانيا

من عينات الحليب الطبيعي
تعبيرية
أمهات يعرضن حليبهن الطبيعي على الصفحة
يتبادلن الحليب الطبيعي على الفيسبوك
بدلاً من الحليب المبستر
روبي آبيز وابنتها الصغيرة مايا
6 صور

هذا العصر، يأخذ أشكالاً جديدة في مختلف المجالات، ومن الطريف أو الغريب في الأمر، أن وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، تعتبر من أكثر الطرق التي تروج لهذه الأشكال الجديدة، وفي بريطانيا، تداولت العديد من وسائل الإعلام خبراً مفاده بأن الأمهات البريطانيات، بدأن باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي من أجل نظام أكثر فعالية وكفاءة، بما يخص حليب الأطفال «الطبيعي»، حيث أصبحن يتبادلن حليبهن الطبيعي فيما بينهن، على الرغم من وجود بنوك للحليب المبستر للأطفال، تابعة لخدمة الصحة الوطنية في البلاد.
وبحسب ما نقله موقع «سكاي نيوز»، أن إحدى تلك الأمهات، وهي «روبي آبيز»، كانت قد أدلت بتصريح لصحيفة الـ«غارديان» البريطانية يوم الثلاثاء الماضي 16 تشرين الأول / أكتوبر 2018 حول هذا الأمر قائلةً: «لقد شعرت بالفخر بينما كنت أشاهد امرأة تغادر منزلي بحقيبة مليئة بحليب طبيعي مني بعد عدم نجاح رحلتي مع الرضاعة الطبيعية». وتضيف «آبيز» أنها سمعت لاحقاً عن مشاركة الحليب عبر صفحات الـ«فيسبوك» على صفحة «هيومان ميلك فور هيومان بيبيز»، وهي مجموعة غير رسمية للأمهات لمشاركة الحليب مع أمهات أخريات يحتاج أطفالهن للحليب.
وكتبت «آبيز» على صفحة هذه المجموعة، عن رغبتها في التبرع بحليبها بعد أن واجه طفلها مشكلات في الرضاعة من صدرها، فتفاجأت بعدد الرسائل الذي انهال عليها من نساء يرغبن في جمع الحليب. وأعربت إحدى الأمهات المشاركات في الصفحة عن سعادتها بالتجربة، وقالت إنها تبرعت بحليبها لحوالي 30 طفلاً. وتشهد الصفحة إقبالاً كبيراً من الأمهات، إذ بلغ عدد المشاركين فيها نحو 80 ألف أم مشاركة.
ومن الجدير بالذكر، أنه كان قد افتتح أول بنك رسمي للحليب في بريطانيا خلال عام 1939، بمستشفى الملكة «شارلوت» في العاصمة لندن، وكان المكان مخصصاً لجمع ومعالجة وتوزيع الحليب المتبرع به للأطفال المرضى. وفي فترة الخمسينيات من القرن الماضي تم فتح المزيد من بنوك الحليب داخل المستشفيات البريطانية، وفي الثمانينيات كانت تتم تغذية الأطفال الرضع إلى حد كبير في المستشفيات من حليب التبرعات.
لكن تطوير الحليب الاصطناعي - الذي انتشر على نطاق واسع في البلاد - تسبب في نقص التبرع بحليب الأمهات، وكادت أزمة فيروس نقص المناعة المكتسب «الإيدز» تقضي على بنوك الحليب بالكامل في بريطانيا، لأن العدوى يمكن حملها في حليب الأم. أما الآن، فقد تعزز وسائل الإعلام الاجتماعي إحياء تجربة مشاركة حليب الأمهات من جديد، حيث تستطيع النساء الاتصال ببعضهن البعض عبر مجموعات في فيسبوك لهذا الغرض. وعلى الرغم من أن الحصول على الحليب من أمهات أخريات أمر قانوني في بريطانيا، وأماكن أخرى في العالم، فإنه لا يعد مثالياً، إذ أن الكثير من البكتريا والأمراض قد تنتقل للطفل عبر الحليب.