التوحد: يمكن اكتشافه باكراً بفحص السمع عند الولادة !

التشخيص المبكر للتوحد يجعل العلاج أكثر فعالية
2 صور

أشارت دراسة بحثية جديدة، أنه قد يكون بالإمكان تشخيص مرض التوحد لدى الطفل، عند الولادة، من خلال فحص بسيط للسمع، ما يفيد في تسريع العلاج قبل ظهور الأعراض وجعله أكثر نجاحًا.

يقيس جهاز فحص السمع تغيّرات الضغط في الأذن الوسطى، في الاستجابة للأصوات، وتقييم الحساسية وأوقات الاستجابة لمجموعة واسعة من الترددات.
يُعرف هذا الجهاز بأنه صوتي، أو "stapedial" ، وهو اختبار منعكس غير جراحي، لذلك يمكن استخدامه على الرضّع من دون تعريض صحتهم للخطر.
كما أنّ هناك علاقة قوية بين ضعف السمع والتوحد، ما يسهّل تحديد الأطفال حديثي الولادة، بمشاكل في السمع ومراقبة الاضطراب العصبي التنموي لديهم.

يأمل أستاذ التشريح "راندي كيوليزا جي آر" في كلية "ليك إري كولدج"Lake Erie College للطب الاستيوباثي في ولاية بنسلفانيا، أن يؤدي ذلك إلى توفير برنامج فحص لجميع الأطفال، ويقول: "في وقت مبكّر جدًّا من الحياة، يكون الدماغ شديد اللدونة، بمعنى أنّ التدخلات المبكّرة الصحيحة، يمكن أن تساعد، وقد لا يكون الشخص مثاليًّا تمامًا من ناحية الأعصاب، ولكن مثل هذه التدخلات يمكنها تحسين الأداء".

 

 

 

 

 

أطفال التوحد
يعاني الأطفال المصابون باضطراب طيف التوحد (ASD) مشاكل في التواصل والتفاعل الاجتماعي، وهم عرضة لسلوكيات متكررة. ولكنّ معظم الحالات لا تـتأكد إلا بعد سن الرابعة، ما يعني أنّ بدء العلاجات يكون في وقت لاحق، الأمر الذي يؤدي إلى تأخير تأثيرها المحتمل وفاعليتها.

وقال الدكتور "كيوليزا": "نحن نعرف أنّ الغالبية العظمى من الأشخاص المصابين بالتوحد، لديهم نوع من مشاكل السمع المرتبطة بخلل في الدماغ، ما يعني أنّ هذه المشاكل ستكون موجودة وقابلة للاكتشاف عند الولادة، وسيؤدي اكتشافها إلى نتائج أفضل لجميع الأطفال، قد تؤدي إلى تدخلات مبكّرة.
وقالت الدراسة المنشورة في دورية الجمعية الأمريكية لتقويم العظام، إنّ الدراسة استندت إلى مراجعة لدراسات مسح الدماغ لمرضى متوفّين عانوا التوحد.
ووجدت أنّ الكشف المبكّر من شأنه أن يفيد كل من يعانون الصمم، سواء كانوا مصابين بالتوحد أم لا.
علمًا أنّ معظم مرضى التوحد يعانون مشاكل في السمع، ولكن ليس كلهم.

 

 


إضافة إلى ذلك، يُعتبر السمع أيضًا مهمًّا جدًّا لتطور الكلام، والذي بدوره يؤثر أيضًا على التنمية العاطفية الاجتماعية.
وقال إنه من خلال تحسين الوظيفة السمعية ، يمكن أن تكون نوعية حياة الشخص أفضل.

خضوع جميع الأطفال لفحص السمع
يخضع كل الأطفال حديثي الولادة حاليًّا، لفحص آذانهم، لكنّ هذا يقيّم فقط ما إذا كان الطفل يسمع أو لا.
وقال البروفسور "كيوليزا": "غالبًا ما يعاني الأشخاص الذين يعانون التوحد، فرط الحساسية، بمعنى أنّ الأصوات الهادئة نسبيًّا يمكن أن تبدو كضجيج قوي بالنسبة لهم، وإذا تفهّم الأهل والأطباء هذا من البداية، فيمكن العمل على التأقلم مع حساسية الطفل وجعل تجربته في العالم أقلّ شدةً وخوفًا."

كما أشار إلى أنّ اضطرابات طيف التوحد مرتبط بالضعف السمعي بشكل واضح.
ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لفهم أفضل السبل لتوظيف التدخلات لمن يعانون مشاكل السمع.