مضادات الأكسدة في الفيتامينات ومكملاتها

مضادات الأكسدة في الفيتامينات ومكملاتها
الفيتامين"ج" يُساعد الجسم في امتصاص الحديد من الأطعمة النباتيَّة
الفيتامين "هـ" يُساعد الجسم في أداء العديد من الوظائف الأيضيَّة
الفيتامين "أ" هو أحد مضادات الأكسدة الداعم لصحَّة البصر والمُعزِّز لنموِّ العظام الطبيعي والتكاثر، ووظائف الخليَّة ونظام المناعة
اختصاصية التغذية عبير بيضون
5 صور

مضادات الأكسدة، مواد كيميائيَّة مُضادة للتأثيرات الضارَّة للمواد الكيميائيَّة الأخرى، التي تنتج أثناء العمليَّات البيولوجيَّة الطبيعيَّة، والتي تُعرف بالجذور الحرَّة. ويتعرَّض الأفراد أيضًا إلى الجذور الحرَّة في البيئة، من جرَّاء دخان السجائر وتلوُّث الهواء والأشعَّة فوق البنفسجيَّة، وكلّها عوامل تسهم في تسريع الشيخوخة، وفي الإصابة بالعديد من الأمراض، بما في ذلك تصلُّب الشرايين والسرطان.

أصل المواد المضادة للأكسدة نباتيٌّ غالبًا، وقد بيَّنت بحوث أنّ المكمِّلات الغذائية التي تحتوي مضادات الأكسدة، ليست بالضرورة ذات فائدة، وبالتالي يجب أن يُعتمد على مضادات الأكسدة الغذائيَّة. وفي هذا الإطار، يوفِّر نظام البحر الأبيض المتوسِّط الغذائي، مضادات الأكسدة بصورة طبيعيَّة.
تشمل مضادات الأكسدة المعروفة: الفيتامينات "أ"، و"ج"، و"هـ"، والسيلينيوم والفلافونيد المتوافر في التفَّاح والبصل والشاي.

الفيتامين "أ"


الفيتامين "أ" هو أحد مضادات الأكسدة الذي يدعم صحَّة البصر ويُعزِّز نموَّ العظام الطبيعي والتكاثر ووظائف الخليَّة ونظام المناعة.
مصادر الفيتامين"أ": النبات (الكاروتينات في الفواكه والخضروات الملوَّنة) والحيوان (الريتينول في الكبدة، والحليب كامل الدسم)، مع الإشارة إلى أنَّ بعض الكاروتينات في الأطعمة يتحوَّل إلى الفيتامين "أ" في الجسم.
إشارة إلى أنَّ الأفراد النباتيين وأولئك الذين يعانون من أمراض معيَّنة في الكبد ومن التليُّف الكيسي ومرض "كرون"، إضافة إلى الصغار يحتاجون إلى جرعات إضافيَّة من هذا الفيتامين، وأنَّ النقص في الفيتامين "أ" يتسبَّب بالعمى الليلي وجفاف الجلد وتقشُّره وزيادة خطر الإصابة بالعدوى وضعف النمو، بحسب اختصاصية التغذية عبير بيضون.

الفيتامين"ج"


للفيتامين"ج" المعروف أيضًا بحمض الأسكوربيك مجموعة واسعة من الاستخدامات في الجسم، فهو يُبطّئ من تلف الخلايا أو يمنعه، ويُحافظ على صحَّة أنسجة الجسم وجهاز المناعة، كما يُساعد الجسم في امتصاص الحديد من الأطعمة النباتيَّة.
مصادر الفيتامين"ج": الحمضيَّات والفلفل الأحمر والأخضر والبندورة والبروكولي. ويختلف كمُّ هذا الفيتامين في كلِّ منتج، لذا يجدر التحقُّق من ملصق التغذية لمعرفة كمّه فيه. علمًا أنَّ النقص في الفيتامين"ج" نادر الحدوث، لأنَّه يتوافر في العديد من الأطعمة، ولا سيَّما الخضروات، ولكنَّ عدم الحصول على الكافي منه يؤدِّي إلى فقر الدم ونزيف اللثَّة والالتهابات وجفاف الشعر الجاف وتشقُّقه وضعف التئام الجروح.
إشارة إلى أنَّ الفيتامين"ج" يدمَّر بسهولة عن طريق الحرارة، أثناء التحضير أو الطهو أو التخزين، ولحماية مخزون الفيتامين"ج" في الأطعمة، تنصح الاختصاصيَّة بيضون بالآتي:
• تناول الفواكه والخضروات الطازجة في أسرع وقت ممكن بعد شرائها.
• تقطيع الخضروات قبل الأكل أو الطهو.
• طهو الأطعمة الغنيَّة بالفيتامين"ج" بسرعة، وفي أقلِّ قدر ممكن من الماء.
• الطبخ في الـ"مايكرويف" أو بالبخار أو بالتقليب، مع البعد عن المغالاة في الطهو.

الفيتامين "هـ"


الفيتامين "هـ" من المغذِّيات القابلة للذوبان في الدهون، والمتوافرة في العديد من الأطعمة. ويحتاج الجسم إلى هذا الفيتامين لأداء العديد من الوظائف الأيضيَّة، وأيضًا لتعزيز نظام المناعة، حتَّى يتمكَّن من محاربة البكتيريا الغازية والفيروسات، إذ إنَّه يُساعد في توسيع الأوعية الدموية ويمنع تخثُّر الدم فيها. أضف إلى ذلك، تستخدم الخلايا الفيتامين"هـ" للتفاعل مع بعضها وأداء العديد من الوظائف المهمَّة.
مصادر الفيتامين "هـ": الزيوت النباتيَّة، مثل: جنين القمح، ودوار الشمس وزيت القرطم (العصفر) تعدُّ من المصادر المفضَّلة لهذا الفيتامين، كما يوفِّر زيت فول الصويا بعضًا منه. وتعدُّ المكسَّرات (الفول السوداني والبندق واللوز) والبذور (بذور دوار الشمس)، من المصادر المُفضَّلة لهذا الفيتامين، كما هي الخضروات الخضراء (السبانخ والبروكولي). وتضيف شركات الأغذية الفيتامين "هـ" إلى حبوب الفطور وعصائر الفواكه والسمن و... ما يستدعي التحقُّق من الملصق الغذائي على المنتج.
إشارة إلى أنَّ الأفراد الذين يشكون من اضطرابات مُعيَّنة، مثل: أمراض الكبد والتليُّف الكيسي ومرض "كرون" يحتاجون إلى كمٍّ أكبر من هذا الفيتامين. وبالمُقابل، قد تكون مكمِّلات الفيتامين "هـ" ضارَّة بالأفراد الذين يتناولون مرقّقات الدم وأدوية أخرى، لذا يجب استشارة الطبيب قبل أخذ أيّ مُكمِّل غذائي.
نادرًا ما يحصل النقص في الفيتامين "هـ" لدى الأصحّاء، علمًا أنَّ هذا النقص يرتبط دائمًا ببعض الأمراض التي لا يتم خلالها هضم الدهون أو امتصاصها بشكل صحيح. ومن الأمثلة على ذلك، مرض "كرون" والتليُّف الكيسي، فضلًا عن بعض الأمراض الوراثية النادرة، مثل فقد البروتين الشحمي بِيتا من الدم. ويحتاج هذا الفيتامين إلى بعض الدهون حتَّى يتمكن جهاز الهضم من امتصاصه.
يتسبَّب النقص في الفيتامين"هـ" بتلف الأعصاب والعضلات، ما يؤدِّي إلى فقدان الإحساس في الذراعين والساقين، وفقدان السيطرة على حركة الجسم، وضعف العضلات ومشكلات في الرؤية. من علامات النقص الأخرى له ضعف جهاز المناعة.
بالمُقابل، قد تزيد الجرعات العالية من مكمِّلات الفيتامين"هـ"، خطر النزيف (عن طريق تقليل قدرة الدم على تكوين الجلطات بعد الجروح أو الإصابات) والنزيف الخطير في الدماغ (المعروف باسم السكتة النزفية). وبسبب هذا الخطر ، فإنَّ الحدَّ الأعلى منه للبالغين هو 1500 وحدة دوليَّة في اليوم، من المكمِّلات المصنّعة من الشكل الطبيعي للفيتامين"هـ"، و1100 وحدة دولية في اليوم، من المكمِّلات المصنّعة من الفيتامين "هـ" الاصطناعي. الحد الأعلى للأطفال يكون أقل من الحدِّ الأعلى للبالغين.