لطفلك 3 أنواع من المكافآت...هل تعرفينها؟

المكافأة والإثابة منهج تربوي أساسي في تسييس الطفل والسيطرة على سلوكه وتطويره
المكافأة المادية تتمثل في إعطاء قطعة حلوى شراء لعبة إعطاء نقود
لا تقلقي من طلب طفلك بالتعجيل بإعطائه المكافأة
3 صور

يمر أطفالنا بمراحل عديدة وهم في طريقهم للنمو والوصول إلى الصورة التي نتمناها، وحتى يصلوا إلى هذه الغاية الكبرى، يمرون بالعديد من المشاكل؛ مما يسبب القلق والاضطراب للأهل ولأنفسهم معًا، ولأن لكل فعل -سلوك- ردَّ فعل، هناك 3 أنواع من المكافآت تعرضها علينا الدكتورة فؤادة هدية، أستاذة طب نفس الطفل بمعهد الطفولة بجامعة عين شمس.

لا بد من التسليم بأن المكافأة والإثابة منهج تربوي أساسي في تسييس الطفل والسيطرة على سلوكه وتطويره، ولها أهميتها أيضًا في خلق الحماس ورفع المعنويات وتنمية الثقة بالنفس، وتعني للطفل الكثير، أولها القبول الاجتماعي الذي هو جزء من الصحة النفسية، والطفل الذي يثاب على سلوكه الجيد المقبول، يتشجع على تكرار هذا السلوك مستقبلًا، وهكذا.

وهي ثلاثة أنواع، أولها: المكافأة السريعة... ومن دون تأجيل أمام كل سلوك جيد من الطفل، في فترة تدريب الطفل -مثلًا- على تنظيم عملية الإخراج، إن التزم بالتبول في المكان المخصص، على الأم أن تبادر فورًا بتعزيز ومكافأة هذا السلوك عاطفيًا أو كلاميًا -التقبيل، المدح، والتشجيع- أو بإعطائه قطعة حلوى.

ثانيًا: المكافأة الاجتماعية... وهذا النوع على درجة كبيرة من الفعّالية في تعزيز السلوك التكيفي المقبول والمرغوب عند الصغار، والمقصود بها الابتسامة، التقبيل، المعانقة، الربت، المدح، الاهتمام، إيماءات الوجه المعبرة عن الرضا والاستحسان، وكلها تعبيرات عاطفية سهلة التنفيذ، والأطفال عادة ميالون لهذا النوع من الإثابة.

مثال: الطفلة التي رغبت في مساعدة والدتها في بعض شؤون المنزل؛ كترتيب غرفة النوم، ولكنها لم تجد أية إثابة من الأم، تلقائيًا لن تكون -الطفلة- متحمسة لتكرار هذه المساعدة، ولا تنسي أن هدف الأم جعل السلوك السليم يتكرر مستقبلًا.

احذري؛ فهناك آباء يبخلون بإبداء الانتباه والمديح لسلوكيات جيدة يظهرها أولادهم، إما لانشغالهم حيث لا وقت لديهم للانتباه، أو لاعتقادهم الخطأ أن على أولادهم إظهار السلوك المهذب دون حاجة إلى إثابة أو مكافأة.

الطفلة التي رتبت غرفة النوم ونظفتها، تمكن إثابة سلوكها من قبل الأم بالقول التالي: غرفتك تبدو جميلة، ترتيبك عمل رائع أفتخر به يا ابنتي الحبيبة، هذا القول له وقع أكبر في نفس الابنة من أن تقول أمها لها: أنت بنت شاطرة.

ثالثًا المكافأة المادية...دلت الإحصاءات على أن الإثابة الاجتماعية تأتي في المرتبة الأولى في تعزيز السلوك المرغوب، بينما تأتي المكافأة المادية في المرتبة الثانية، وإن كان هناك أطفال يفضلون المادية.

المكافأة المادية تتمثل في إعطاء قطعة حلوى، شراء لعبة، إعطاء نقود، إشراك الطفلة في إعداد الحلوى مع والدتها تعبيرًا عن شكرها لها، ومن الممكن السماح للطفل بمشاهدة التلفاز ساعة متأخرة عن المعتاد، وكذلك تمكن الإثابة في صورة مشاركة الأب اللعب بالكرة مع طفله، أو اصطحاب الطفل في رحلة ترفيهية.

لا تقلقي من طلب طفلك بالتعجيل بإعطائه المكافأة؛ فهو مطلب شائع في السلوك الإنساني للكبار والصغار معًا.

ولكن امتنعي عن إعطاء المكافأة لسلوك مشروط من قبل الطفل؛ بمعنى أن يشترط الطفل إعطاءه المكافأة إن قام بالعمل أو قبل تنفيذ السلوك المطلوب منه، وكل الحذر من إعطاء مكافأة عارضة أو بصورة غير مباشرة لأي سلوك سيئ؛ خوفًا من أن يتعزز هذا السلوك ويتكرر مستقبلًا.

مثال: الأم التي تساهلت مع ابنتها في ذهابها للنوم في وقتها المحدد، بحجة عدم رغبة البنت في النوم، ثم رضخت الأم لطلبها بعد أن بكت؛ متعللة بعدم قدرتها على تحمل بكاء وصراخ الابنة، هنا تعلمت البنت أن في مقدورها اللجوء إلى البكاء مستقبلًا لتلبية رغباتها وإجبار أمها على الموافقة.

مثال آخر: إن أغفل الوالدان الموعد المحدد لنوم الطفل وتركه مع ألعابه أو هواياته لأكثر من مرة؛ فهنا يعد الأمر تعزيزًا غير مباشر من جانب الوالدين لسلوك غير مستحب، يؤدي إلى صراع بين الطفل وأهله إذا أجبروه بعد ذلك على النوم، وترك كل شيء في وقت محدد.