الكنافة من مائدة «معاوية» لعامة الناس

كنافة معاوية.
كنفاني
كنافة
4 صور

عرف عن بعض الشعراء حبهم للحلويات ومنهم الشاعر حسين بن الجزار، وهو من شعراء العصر المملوكي والذي قال الشعر في الكنافة من شدة حبه لها:
ومالي أرى وجه الكنافة مُغضباً.. ولولا رضاها لم أرد رمضانها
وتعد الكنافة من فئة الحلويات والتي لا تخلو البيوت العربية منها في شهر رمضان، حيث تُقدم بعد الإفطار كنوع من أنواع الحلويات الشرقية، ويٌقال بالعامية أنها أكلة «ملوكي» فقد عرفها الملوك قبل العامة.
ولظهور الكنافة عدة روايات اختلفت حول بداية معرفة العرب بها.


أول من اخترع الكنافة

 

5274201-1442992495.jpg


الرواية الأولى عن أصل الكنافة

تنسب الكنافة إلى بلاد الشام، حيث تقول الروايات إنها ابتكرت على يد صانعي حلويات شاميين، واشتهرت بعد تقديمها للخليفة معاوية بن أبي سفيان حين كان واليًا للشام، بعد أن شكا للطبيب شعوره بالجوع الشديد في نهار رمضان، والسبب في تقديم هذا الطبق على السحور له أنها كانت وصفة طبية وصفت لتمنع عنه الشعور بالجوع والعطش أثناء ساعات الصيام؛ فقد كان مشهوراً عن معاوية أنه كان يجوع جوعًا شديد أثناء الصيام، فوصفها له طبيبه وكانت هذه الحلوى مصنوعة في ذلك الوقت خصيصًا لمعاوية بن سفيان، وهو ما جعل اسمها مرتبطًا باسمه وعرفت بـ«كنافة معاوية».
ولم يكن معاوية ابن أبي سفيان هو النسب الملكي الوحيد للكنافة، وإنما تردد أيضًا أنها ابتُكرت وقدمت للمرة الأولى للخليفة الأموي سليمان بن عبدالملك، وقيل أيضاً أنها ابتُكرت في عهد المماليك.


الرواية الثانية عن الكنافة مصرية

وفي هذه الرواية يقال إن الكنافة حلوى شعبية استقبل بها المصريون المعز لدين الله الفاطمي حين دخل القاهرة في شهر رمضان، إذ أسرع الأهالي لاستقباله وقدموا له عدة هدايا من بينها الكنافة.
وقيل إنها في هذا الوقت كانت من الحلويات منخفضة التكلفة شديدة الشعبية في مصر.
وأنها انتقلت إلى بلاد الشام من خلال التجار، وأن أهل الشام وضعوا بصمتهم عليها وأعدوها بطرق مختلفة ومبتكرة.
وقيل أيضاً أن الكنافة تعود للعصر العثماني ومنها عرفتها الدول العربية، لتبدع كل دولة في حشوتها، بالقشطة تارة وبالجبن تارة أخرى، ويقدمونها أيضًا في أشكال مبتكرة بأسماء أخرى كالمبرومة والعثمانلية والمفروكة.


تطور الكنافة

5274206-852653523.jpg


تطورت الكنافة مع تطورات العصر ودخلت عليها حشوات مختلفة، فبعد أن كانت مقتصرة على القشطة والجبن ظهرت قبل سنوات الكنافة بالمانجو ثم الكنافة بالنوتيلا والكنافة بالريد فيلفت، وتحولت الحلوى الرمضانية الشعبية إلى حلوى «ملوكي» من جديد بهذه النكهات الجديدة التي رفعت أسعارها بشكل مبالغ فيه في الكثير من الأحيان.