امراض القلب والأوعية الدموية، مسؤولة عن وفاة الآلاف حول العالم كل عام. وفي اليوم العالمي للقلب، وبغضّ النظر عن العامل الوراثي والجنس والعمر، فإنَّ العوامل الرئيسية لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، يمكن تعديلها وتغييرها، وبالتالي يمكن وفقًا لذلك منع الإصابة بها. كل التفاصيل في الآتي:
الوقاية من أمراض القلب
الوقاية المبدئية أو في أعقاب التعرّض إلى مشكلة في القلب، لن تكون فاعلة على المدى البعيد، ما لم يتم تنفيذ ثقافة حقيقة للوقاية.
التوقف عن التدخين
من بين عوامل الخطر التي يمكن بسهولة تعديلها والأقل تكلفة، هي التوقف عن التدخين الذي يقلل خطر الإصابة بالجلطات واحتشاء عضلة القلب بنسبة 50 في المئة، وكذلك خطر الوفاة عندما يأتي التوقف عن التدخين في أعقاب الإصابة بمشكلة في القلب. وأثبتت إحدى الدراسات أنه ما بين الأعوام 1975 إلى 1994 انخفضت نسبة التدخين في اسكوتلندا بحوالى 20 في المئة، الأمر الذي سمح بتفادي حدوث 36 في المئة من حالات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. لذا فإنّ التوقف عن التدخين مفيد ومنخفض التكلفة، وبدائل التدخين تضاعف مستوى النجاح.
تبني نظام غذائي صحي ومتوازن
كما أنّ النظام الغذائي مهم كذلك لمنع زيادة الكولسترول: النظام الغذائي الذي ينصح به أطباء القلب، هو نظام البحر المتوسط، الذي يوفر وجبات قيّمة ولذيذة حقيقة! يفضل تناول الخبز الكامل والفاكهة والخضروات، والأسماك واللحوم البيضاء، مع القليل من اللحوم الدهنية واستخدام زيت الزيتون والتوابل عند الطهو.
مراقبة الوزن
نعاني زيادة الوزن عندما يكون مؤشر كتلة الجسم أعلى من 25 ، والسمنة، إذا كان مؤشر كتلة الجسم أعلى من 30. ويمكننا القول إنّ زيادة الوزن عامل خطر قوي للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، كما أنه مسؤول كذلك عن عوامل أخرى تعزز الإصابة بها، مثل ارتفاع ضغط الدم أو السكري، أو الكولسترول مرة أخرى. يكون خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مرتفع بشكل خاص، عندما تكون هناك زيادة مفرطة في مستوى الدهون في حجم الجسم والبطن. وبالتالي يجب مراقبة الوزن، وإذا كانت هناك بضعة كيلوات زائدة، فيجب البدء بإزالتها باتّباع نظام حياة صحي جيد، وتفادي الأنظمة الغذائية المتطرفة التي لا يمكن الاستمرار بها على المدى الطويل.
محاربة نمط الحياة الخامل والكسول
وبطبيعة الحال ومن أجل العناية بالقلب، يجب ممارسة الرياضة! ومجرد بعض الجهود الصغيرة اليومية ستكون فعّالة حقيقة:
• صعود الدرج بدلًا من ركوب المصعد.
• المشي بخفة وسرعة.
• إذا كنت تركب السيارة أو المترو، عليك النزول قبل المحطة المعنية من أجل المشي 15 دقيقة كل يوم.
أخيرًا فإنّ عائلتك وأصدقاءك يمكنهم مساعدتك نفسيًّا وجسديًّا بتبني جميع الإجراءات التي تشكل نمط الحياة الصحي الجيد.
مراقبة مستوى الكولسترول والدهون الثلاثية
قد يشير عليك الطبيب بنصائح محددة حول كيفية الفحص، لتشخيص أية مشاكل في مستوى الكولسترول: يجب أن يكون التقييم مرة واحدة على الأقل في العام قبل سن الـ 40 عامًا، في أيٍّ من الحالات التالية:
• إذا لم يكن لديك أيٌّ من عوامل الخطر، يجب على الرغم من ذلك إجراء فحص الكولسترول الكلي والدهون الثلاثية، مرة واحدة في العام. إذا كان كل شيء طبيعيًّا، فلا مشكلة. وسوف يشير عليك الطبيب بإعادة هذه الفحوص إذا كنت أكبر من سن 45 عامًا للرجل، وأكبر من سن 55 عامًا للمرأة.
• ولكن في المقابل إذا كان لديك عامل خطر، فيجب التوجه مباشرة لعمل فحص كامل للدهون وخصوصًا مستوى الكولسترول الجيد HDL، وحساب مستوى الكولسترول السيّىء LDL. وسوف تؤدي نتيجة فحص الكولسترول LDL وعوامل الخطر الأخرى، إلى وصف نظام غذائي محدد، وربما وصف دواء مثل ستاتين.
التحقق من ضغط الدم بانتظام
يجب على طبيبك كذلك، مراقبة ضغط الدم وتخفيضه في حال ارتفاعه، وقد يصف لك الأسبيرين في حال وجود خطر ظاهر. ويمكنك كذلك مراقبة ذاتك بنفسك بفضل أجهزة قياس ضغط الدم الذاتية. وفي الواقع فإنَّ ارتفاع ضغط الدم الشرياني إن لم يتم التحكم به، فسوف يؤدي مع مرور الوقت إلى تغيير القلب والأوعية الدموية، حيث تتصلب الأوعية وتثخن (تصلب الشرايين) ويزيد خطر حدوث احتشاء عضلة القلب والسكتة الدماغية من ضعفين إلى 10 أضعاف.
معالجة داء السكري
من المعروف أنّ مرض السكري يؤثر على الأوعية الدموية ويعزز تصلب الشرايين. وبناءً عليه تتضاعف مخاطر الإصابة باحتشاء عضلة القلب والسكتة الدماغية. لذا من المهم فحص السكري والحصول على العلاج المناسب مع المراقبة والمتابعة بانتظام.
تخفيف التوتر والإجهاد
الإجهاد سيّىء لصحتنا، ويزيد ارتفاع ضغط الدم الشرياني ومعدل ضربات القلب، ويضعف نظام المناعة في أجسامنا. كما يؤدي الإجهاد إلى ظهور أمراض القلب والأوعية الدموية، وخصوصًا احتشاء عضلة القلب. لذا لنحاول محاربة الإجهاد والتوتر عن طريق ممارسة الرياضة والتأمل والاسترخاء، وتمارين تناسق الجسد والروح (السفرولوجيا) واستشارة الأخصائي النفسي إذا اقتضت الضرورة، عليك إيجاد الحلول التي تناسبك وتعمل على تهدئتك.
الدور المهم الذي يجب أن يلعبه الأهل
بالإمكان تفادي الكثير من الوفيات والمضاعفات إذا علّمنا أطفالنا تبنّي السلوكيات الصحيحة المذكورة أعلاه:
• عدم ترك الأطفال فترة طويلة أمام التلفزيون، أو جلوسًا على الكمبيوتر الشخصي، أو ممارسة الالعاب الإلكترونية.
• القيام بنزهات على الأقدام مع الأطفال وممارسة الرياضة مع العائلة.
• تعليمهم كلما أمكن كيفية التمتع بتناول الطعام الصحي.