mena-gmtdmp

القوى التنافسية الخمس لبورتر: دليلك لتعزيز نجاحك وسط المنافسة

قوى بورتر الخمس ما هي؟ - الصورة من freepik  تصميم Vectorarte
قوى بورتر الخمس ما هي؟ - الصورة من freepik تصميم Vectorarte

في عالم ريادة الأعمال، لا يكفي تقديم فكرة مبتكرة فقط، بل لا بد من فهم البيئة التنافسية التي يتحرك فيها المشروع. هنا يبرز نموذج القوى التنافسية الخمس الذي قدمه الخبير الإستراتيجي مايكل بورتر، كأداة فعالة تساعد رواد الأعمال على تحليل السوق وتطوير إستراتيجيات تعزز قدرتهم على التميز والنجاح.
التقت "سيدتي" بمستشارة الأعمال ريهام خير، لتوضح هذه القوى وكيف يمكن لرائد الأعمال الاستفادة منها.

 

كيفية الاستفادة من القوى التنافسية الخمس لبورتر

مستشارة الأعمال ريهام خير


أخبرتنا مستشارة الأعمال ريهام خير أن القوى التنافسية الخمس لبورتر تساعد الشركات على فهم بيئة السوق وتحليل عوامل التهديد والفرص، وتشمل التالي:

تهديد دخول منافسين جدد

كلما كان السوق مغرياً، زادت احتمالات ظهور منافسين جدد يمكنهم اقتسام الحصة السوقية. وهنا تدعم قوى بورتر عدداً من الإستراتيجيات لمواجهة هذه الاحتمالية مثل:

  • بناء علامة تجارية يصعب تقليدها.
  • تقديم تجربة عملاء استثنائية تزيد ولاء العملاء.
  • خلق حواجز دخول مثل الابتكارات، براءات الاختراع، والعلاقات الحصرية مع الموردين والعملاء.

تهديد المنتجات أو الخدمات البديلة

البدائل قد تغري العملاء للانتقال إلى عروض منافسة بأسعار أقل أو مزايا إضافية. ولمواجهة هذا الخطر تُشير قوى بورتر إلى ضرورة:

  • تحسين جودة المنتجات باستمرار.
  • تقديم قيمة مضافة تتجاوز توقعات العملاء.
  • متابعة التغيرات في تفضيلات العملاء والاستجابة السريعة لها.
كيف تستفيد من نموذج بورتر لتحقيق أهدافك؟ - الصورة من freepik تصميم Vectorarte

قوة تفاوض الموردين

عندما يكون للموردين تأثير قوي، يمكنهم رفع الأسعار أو تغيير شروط التوريد مما يؤثر على التكاليف والربحية. في هذه الحالة يمكن اتباع التالي لتجاوز الضغوط:

  • تنويع الموردين لتقليل الاعتماد على جهة واحدة.
  • التفاوض على عقود طويلة الأجل بشروط عادلة.
  • البحث عن فرص لتوطين التوريد أو تصنيع بعض المكونات داخلياً.

قوة تفاوض العملاء

العملاء الذين يتمتعون بقدرة تفاوضية كبيرة يمكنهم فرض شروط مثل خفض الأسعار أو تحسين الخدمات. وهذا الأمر يجب إدراجه ضمن إستراتيجيات العمل، وفي هذه الحالة يجب اتباع التالي:

  • التميز في تقديم المنتج أو الخدمة، بحيث يصعب على العملاء إيجاد بديل بنفس القيمة.
  • إطلاق برامج ولاء تُعزز التعلق بالعلامة التجارية.
  • خلق مجتمع من العملاء الذين يشعرون بالانتماء للعلامة التجارية.

حدة المنافسة بين اللاعبين الحاليين

المنافسة القوية قد تؤدي إلى تخفيض الأسعار وتقليل الربحية، لكنها أيضاً تحفز الابتكار. فالمنافسة شيء أساسي في أي سوق لكن فقط يجب التعامل معها بذكاء ووضع الحلول والإستراتيجيات من قبل مواجهة المشكلة، وفي هذه الحال يُنصح بالتالي:

  • مراقبة المنافسين باستمرار، مع التركيز على نقاط ضعفهم.
  • الاستثمار في الابتكار والتحسين المستمر للمنتجات والخدمات.
  • تبني إستراتيجيات تسويق ذكية تستهدف الشرائح الأكثر ولاءً وربحية.

 

متى تستخدم قوى بورتر في رحلة مشروعك؟

أداة استباقية منذ لحظة التخطيط للمشروع - الصورة من freepik تصميم creativeart


غالباً ما يطرح رواد الأعمال المبتدئين سؤالاً وهو: في أي مرحلة من المشروع أبدأ بتطبيق نموذج بورتر؟. تُشير مستشارة الأعمال ريهام خير إلى أن تحليل القوى التنافسية يجب ألا ينتظر حتى ظهور المشكلة، بل يُستخدم كأداة استباقية منذ لحظة التخطيط لفكرة المشروع. ففي مرحلة دراسة الجدوى، يساعد النموذج على تحديد مدى تشبع السوق، وحجم الفرص الحقيقية فيه، وتقدير التكاليف المرتبطة بالدخول والمنافسة. أما بعد الإطلاق، فيصبح النموذج أداة للتكيف مع المتغيرات، مثل دخول منافسين جدد أو تغير سلوك المستهلكين. كما يفيد في تقييم الشراكات واتخاذ قرارات التوسع. إن استخدام هذا التحليل بشكل دوري يمكن أن يحمي المشروع من المفاجآت السوقية، ويدعم استمرارية النمو. وتؤكد خير أن "رواد الأعمال الذين يعاملون السوق ككائن حي متغير، ويقيسون نبضه باستمرار، هم الأكثر قدرةً على البقاء والنجاح". إن التوقيت في تطبيق هذا النموذج لا يقل أهميةً عن فهم مضمونه، فكل مرحلة من المشروع تُحتم نوعاً مختلفاً من التحليل واتخاذ القرار.

 

كيف تُطبق قوى بورتر؟

بينما يُنظر إلى نموذج القوى التنافسية الخمس لبورتر كإطار نظري أكاديمي، إلا أن رواد الأعمال الناجحين يحولونه إلى أداة عملية لاتخاذ قرارات يومية دقيقة. تؤكد مستشارة الأعمال ريهام خير أن فهم هذه القوى يساعد رائد الأعمال على اتخاذ قرارات محسوبة تتعلق بالتسعير، التوزيع، وحتى تطوير المنتجات الجديدة.
وتقول: "تطبيق القوى التنافسية الخمس لا يعني فقط الدفاع عن المشروع ضد التهديدات، بل يتعلق بخلق مزايا تنافسية مستدامة تقود إلى النجاح. على رائد الأعمال أن يرى كل تحدٍ كفرصة للنمو والتجديد، وأن يتسلح بالتحليل الإستراتيجي لبناء مشروع لا يُقهر، عندما تتحول التحديات إلى فرص، يُصبح التميز مجرد بداية.


اقرأوا أيضاً هل أنت قائد متعاون؟ خطوات لتعزز هذه السمة في شخصيتك