في اليوم العالمي للسعادة.. العطاء والأمان سر سعادة السعوديين

السعادة في السعودية
السعادة في السعودية


السعادة الغاية التي ينشدها الجميع، ليست بعيدة المنال، إنها بين الأنفاس في الأعماق، تتلخص في العطاء والرضى والتصالح مع الذات والأمن والأمان، وهو ما برز بشكل لافت في المجتمع السعودي، وكانت حافزاً؛ لتحتل السعودية مراتب متقدمة في مؤشر السعادة، هذا إلى جانب دور المرأة السعودية بشكل خاص في أن تكون مصدراً لسعادة الآخرين من خلال أدوارها المتعددة، وهو ما أكده تركي قشلان مستشار وخبير في السعادة ومدرب لأكثر من 17 ألف متدرب من جميع أنحاء العالم، وأول من دُعي لاعتماد أخصائي سعادة في التصنيف السعودي الموحد للمهن، والذي التقت به "سيدتي" بمناسبة اليوم العالمي للسعادة الذي يوافق 20 مارس من كل عام والذي اعتمدته الأمم المتحدة في دورتها السادسة والستين اعترافا بأهمية السعي للسعادة وتحقيق التنمية المستدامة والقضاء على الفقر.

السعادة في السعودية

السعودية في مراتب متقدمة في مؤشر السعادة - امصدر الصورة : هيئة السياحة


في البداية أشار تركي قشلان خبير السعادة إلى أن المجتمع السعودي مجتمع يُحتذى به فيه الترابط والأمن الأمان؛ لذلك يُضرب به المثل في السعادة، ولو بحثنا عن أهم أساسيات السعادة في السعودية سنجد أنها في الأمن والتلاحم بين الشعب والقيادة، وكذلك الطمأنينة التي تعد من أهم أسباب ارتفاع مؤشر السعادة، لذلك لا عجب أن تحتل السعودية المراتب المتقدمة في السعادة عربياً وعالمياً.

سعادة المرأة السعودية

ويرى قشلان، أن دور المرأة السعودية في خلق السعادة في المجتمع السعودي مهم ومشهود لها بذلك دون نقاش أو جدال، فهي منْ يمكنها أن تُربي فرداً مسالماً ومتصالحاً مع نفسه وذا أخلاقيات عالية، وهو بدوره سيعمل على التأثير على فرد وأفراد من المجتمع برسائل إيجابية وأخلاقية سامية بما يملكه من مهارات وسمات جميلة.
ولنأخذ بعداً آخر لتأثير المرأة، فيمكنها أن تصنع يوم زوجها بل يتعدى ذلك لغيره، فخروج الزوج من منزله صباحاً، وهو يشعر بالسعادة وبمزاج جيد سينعكس تأثيره على عمله وأصدقائه، زملاء العمل والعملاء وغيرهم، والعكس صحيح.
أما الرسالة التي وجهها قشلان للمرأة السعودية فكانت: "دورك مهم جداً في المجتمع السعودي، بل وفي العالم وهو ملحوظ وملموس؛ لذلك اهتمي بسعادتك ولا تعملي بمفهوم الشمعة التي تحترق للآخرين؛ لأن السعادة منك ولك وإليكِ، فلا تشغلي نفسك بالآخرين وتنسي نفسك، احرصي دوماً على الاتزان في عطائك".

مفهوم السعادة

تركي قشلان مستشار وخبير في السعادة


وعن مفهوم السعادة من وجهة نظره أشار قشلان إلى أن "السعادة لا تحتاج للبحث خارج إطار الشخصية، إنها موجودة في داخل أعماق كل فرد". إنها قريبة المنال تحتاج فقط لبعض المفاتيح والمهارات للإحساس بها .
وتطرق قشلان إلى أن هناك الكثير من المفاهيم المغلوطة حول السعادة منها حصرهم للسعادة في المال وخلطهم ما بين مفهوم السعادة والفرح والمتعة واللذة، مشيراً إلى أن امتلاك الشخص للهدايا مثلاً ولرحلة سفر أو الزواج بفتى أو فتاة الأحلام تشكل كل منها أسبابا للسعادة.

السعادة عطاء

وأكد قشلان أن السعادة عطاء وأوضح ذلك بقوله : "السعادة تولد بالعطاء وليست بالأخذ والتملك؛ ولنستشهد في ذلك بحديث نبوي شريف "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، وهي أعلى درجات الإيمان، ونستدل منها على أن السعادة تأتي من خلال عطاء الآخرين للحب والمساعدة، والصدقة وكل ما يمكننا أن نمنحها لهم لزرع الابتسام وتحقيق الألفة والتقارب في المجتمع، وهناك الكثير من النماذج لأثرياء وأصحاب ملايين أكدوا أنهم لم يشعروا بطعم السعادة رغم امتلاكهم للأموال التي كانوا يتوقعون أنها ستصل بهم لأعلى مستويات السعادة، ولكن فعلياً كان شعورهم بالسعادة بعد انخراطهم في الأعمال التطوعية والخيرية التي تُعطَى بحب والمقابل هو رؤية الأثر على وجوه الآخرين".
وأضاف تركي قشلان: "مما سبق يمكن أن نلخص مفهوم السعادة بمفهوم بسيط جداً، وهو أن السعادة إحساس داخلي إيجابي طويل المدى يولد بالعطاء وليس بالأخذ، وبدون أي مقابل. وحتى نغرس مفهوم السعادة بشكل أكبر؛ لنتطرق لقاعدة يتعامل بها الناس وهي "عامِل الناس كما تُحب أن يعاملوك"؛ ولنعمل على تغييرها لقاعدة أخرى أجمل وأرقى، وهي "عامل الناس كما تحب أن يعاملك الله سبحانه وتعالى".

اقرأ المزيد عن السعادة : خطوات بسيطة لتنعمي بحياة أكثر سعادة مع بداية العام 2024

مهارات السعادة

يرى خبير السعادة تركي قشلان أن هناك مهارات بسيطة جداً، وكفيلة بأن تُشعر الفرد بالسعادة والاطمئنان والإيجابية ومن أهمها:

السلام الداخلي

والمقصود من ذلك تصالح الفرد وحبه ورضاه عن ذاته وأهله وعمله وبيئته وكل ما وهبه الله.الشعور بالرضى
من المهارات المهمة أن يملك الشخص رضى عالياً جداً بعطايا الله وأقداره، فهناك الكثيرون الذين يفتقدون لهذه المهارة، وهؤلاء غالباً في حالة سخط دائم وعدم رضى عما وهبهم الله من رزق، والمقصود بالرزق المعنى الواسع له من مال وأبناء ووظيفة ومنزل وأصدقاء وجيران ،وغيرهم، وهؤلاء يفتقدون بشكل طبيعي للسلام الداخلي والتصالح مع الذات والإحساس الجميل للرضى، وحتى يحصلوا على مهارة الرضى قد يتكبدون الكثير من المبالع لاقتناء كتب أو الحصول على دورات واستشارات لهذه المهارة من المختصين.

العطاء دون مقابل

وهذه المهارة تتطلب أن يكون البذل والعطاء للآخرين دون الحرص على المقابل لأداء هذه الخدمة أو المساعدة أو الصدقة، وأن يكون اليقين بالحصول على الأجر من رب العالمين، والشعور الداخلي بالسعادة من سعادة الآخرين.

البعد عن التنمر 

ونعني بذلك التنمر على الآخرين، التعليق بشكل سلبي على كل ما يتعلق بهم من صفات جسدية أو ممتلكات، وهي عادة لابد من التخلص منها؛ لأنها تؤثر سلباً على العلاقات الاجتماعية وعلى استنزاف طاقة المتنمر نفسه. وعلى إحساسه بالسعادة. لذلك من المهم تعلم مهارة ضبط النفس والجوارح عن الآخرين وكف الأذى عنهم تجنباً لخلق مشاعر سلبية وحالة من التنافر والبغض بين أفراد المجتمع.