بالتأكيد أنتِ أم لا تريدين من طفلك أن يتحدث وقت النوم، بل تريدين منه أن ينام، رغم أن أمنيتك مطروحة، لكن اعلمي أن الأطفال سيتحدثون قبل النوم على أي حال. وأن التعامل مع مشاعر طفلك وقت النوم الجياشة: تساعده على إدارة التغيير، الحديث بحد ذاته طريقة تجعل طفلك ينتقل من اللعب إلى النوم، بطريقة تغني خياله، ونجعله مرتاحاً في صباح اليوم الآتي. "سيدتي وطفلك" جمعت لكِ هذه الأسئلة التي تنمي خيال الطفل، التي نقترح طرحها على طفلك قبل النوم.
عند إطلاق كل التحفيزات المكبوتة طوال اليوم، لفظياً من دماغ طفلك، ومع تقلب موجات الدماغ، يبدأ طفلك بالشعور بالاسترخاء والأمان والانفتاح. وبينما يُعالج أحداث اليوم، يسعى دماغه جاهداً لتصنيف اللحظات المهمة ومهارات الاستمرار الجديدة، متجاهلاً الأفكار الثانوية. ما يجعله قادراً على تفسير ومعالجة التجارب الرئيسية. من خلال صياغة أحداث اليوم التي تمكنه من تجميعها، فتزداد ثقته بنفسه، وتتشكل عاطفته، إضافة إلى أن قضاء الوقت في التواصل مع طفلكِ عن قصد سيُصبح ذكرى جميلة للجميع.
ما هي أنواع الأسئلة التي تدعم خيال طفلك

عادةً ما يسيطر البالغون على الحوارات، التي تدور بينهم وبين الأطفال. ويعد هذا مقبولاً إلى حد ما فالأطفال يحتاجون إلى مستوى مناسب من التوجيه والإشراف من قِبل الكبار، إليكِ بعض قواعد الحوار الصحيح مع الطفل:
- لا تتجاهلي فرص التفكير واتخاذ القرارات والمعالجة الموجهة للأطفال. استغلي هذه الفرصة في الأسئلة التي يمكن طرحها قبل النوم.
- الجئي إلى الأسئلة المفتوحة، التي لا تفسح المجال للطفل أن يجيب عليها بنعم أو لا، بل تُتيح للطفل مساحةً لمشاركة أفكاره، وفهم العالم من حوله كما يختبره.
- قومي بتوجيهه للحصول على تعليقات داعمة وفضولية، وتوضيح ما يدور في ذهنه من أفكار لدى الكبار المهتمين.
- أفسحي المجال لطفلك ليُعالج أفكاره لفظياً بحرية. بدلاً من أن تقومي بتوجيه دفة الحديث، وتصحيح الأخطاء، أو استخلاص الدروس من الأفكار التي تتدفق من الطفل.
- شجعي طفلك على طرح أسئلة مُحفزة للتفكير لمعرفة المزيد عن دوافعه الداخلية.
- أتيحي له مساحةً ليتوصل إلى استنتاجاته الخاصة، ويتأمل أي تساؤلات عشوائية تراوده خلال اليوم. وهذا لا يعني أنه لا يمكنكِ مساعدته في فهم السياق أو الإجابة عن أسئلته.
- احرصي على ألا تسيطري على المحادثة بأجندة شخصية، فتعيقين بذلك العمل الضروري والمهم عقل طفلك، وهو النمو والتطور والتعلم والصياغة والترابط خلال هذه العملية.
دور الحوار والإنصات في تعزيز العلاقة بين الطفل ووالديه.. نتائجه مُبهرة
أسئلة لطرحها قبل النوم تنمي خيال الطفل

أسئلة لطرحها قبل النوم تنمي خيال الطفل
الآن، إلى قائمتنا المقترحة من الأسئلة التي يمكنكِ إضافتها إلى روتين وقت النوم الخاص بك.
هل قمتِ بمساعدة ودعم أحد اليوم؟
يمتلئ يوم الطفل بالكثير من التصحيحات والأخطاء والسقوط والنهوض، والمحاضرات والدروس وإعادة توجيه الطفل. يُعد هذا جزءاً مهماً من الطفولة، ولكنه قد يُثقل كاهل أي إنسان أيضاً بقضاء يومه تحت عدسة "عدم القيام بالأمر بشكل صحيح" أو "ليس جيداً بما يكفي". لهذا قد يصبح السؤال وسيلة لقصة يحفظها الطفل ويحملها كجزء من هويته. يُلهم سؤال كهذا طفلك للتأمل في اللحظات التي كان فيها مساهماً قيماً في مجتمعه بطريقة ما. إنه شعور رائع، إن السماح للأطفال بالتأمل في القيمة التي يُضيفونها للآخرين هو وسيلة قوية لمساعدتهم على تشكيل شعورهم بذاتهم بشكل إيجابي، ودعم قدرة خيال الأطفال على حبك القصص.
ما هو الشيء الذي كان صعباً ولكنك فعلته اليوم على أي حال؟
إن تشجيع طفلك على التفكير في التحديات التي تغلب عليها وسيلة فعّالة لتعزيز مرونته التي اكتسبها. حتى نحن الكبار في كل مرة نتغلب فيها على تحدٍّ، نثبت لأنفسنا أننا قادرون على مواجهة الصعاب. وكلما تكرر هذا، ازدادت مرونتنا وثقتنا بأنفسنا وقوتنا. فتتراكم لدى الشخص البالغ السليم سنوات من لحظات التغلب على هذه التحديات، لكن الأطفال ما زالوا في البداية! إن تذكّر التحديات التي تغلبوا عليها شفهياً يُعزز ذاكرة الأطفال، فهو يُذكرهم بما كانوا وما زالوا قادرين عليه، ما يُعزز من تأثير هذه الذكرى كاحتمالية لمواجهة تحديات مستقبلية. اطرحي هذا السؤال على نفسك أيضاً قبل النوم!
كيف كانت شدة استيعابك للأمور من حولك اليوم؟
هذا السؤال يعزز القدرة على حل المشاكل عند الطفل من خلال الإفصاح عن انفعالاته العاطفية ومعركته التي تلتها. كجزء من روتين ما قبل النوم. هذا السؤال يجعل الطفل يدرك أنه عندما استعاد السيطرة، استطاعت مشاعره الكبيرة وعقله العمل معاً لحل المشكلة بطريقة سلمية؟ فيدرك أن عقله نما أثناء استخدام إرادته للتحكم في مشاعره الكبيرة.
يمكنكِ استخدام "مهمة: التحكم! مغامرة مشاعر عميقة!" لمساعدة طفلكِ على إدراك معاناته مع المشاعر العميقة خلال مراحل الانتقال. ثم، عندما تسألينه: كيف كانت شدة استيعابك للأمور من حولك اليوم؟ سيعرف كيف يبحث عن طرقٍ لاستخدام إرادته، وضبط نفسه، ومرونته للقيام بأمورٍ صعبةٍ وغير مريحة.
إذا لم يكن طفلك متأكداً من كيفية نمو دماغه، يمكنك إعادته إلى السؤال السابق وتشجيعه على التفكير في الطرق التي ينمو بها نتيجة للنهوض ومحاولة القيام بشيء ما مرة أخرى!
ماذا تريدني أن أعرف أيضاً عن يومك؟
هذا السؤال رائعٌ جداً لمنح طفلك فرصةً للتحدث عما يدور في ذهنه قبل النوم. هل حاولتَ يوماً النوم ولم يتوقف ذهنك؟ أسئلةٌ كهذه تمنح طفلك فرصةً ليسأل نفسه: "هل هناك أي شيءٍ آخر تريد البوح به؟" في هذه المرحلة، قد تكون إجاباته مُشتتة، أو عشوائية، أو مُضحكة للغاية (أو عميقة جداً!). فقط اجلسي مُنصتة بصبر بينما يُراجع أفكاره بحثاً عن أي شيءٍ آخر قد يحتاج إلى البوح به. هذا لا يدعم معالجته التنموية فحسب، بل يُظهر أيضاً أنكِ أم مُنتبه، وآمنة، وحنونة. هذا أيضاً يُصبح "ذاكرةً" ويترسخ في شعوره المُتنامي بذاته وهويته.
هل هناك شيء يمكنني القيام به غداً لتسهيل يومك؟
هذا السؤال يُظهر التبادلية في العلاقات الصحية. فبينما تحمل علاقة الوالدين بالطفل نوعاً من التسلسل الهرمي، خاصةً في السنوات الأولى، إلا أنها لا تزال مترابطة في أفضل حالاتها. ومن طرق تعزيز علاقة الأخذ والعطاء أن تكوني أنتِ نفسك ضعيفة! إن سؤالكِ عن كيفية تسهيل يوم طفلك يتيح له مراعاة احتياجاته الخاصة في علاقتك، بالإضافة إلى نمذجة ما تفعله العلاقات الصحية: التشجيع والدعم والتفاوض والأخذ في الاعتبار والسعي إلى النمو والتطور. استمعي إلى ردوده، مهما كانت سخيفة أو عميقة، دون إصدار أحكام. مرة أخرى، استحضري فضولك اللطيف في هذا الوقت الذي تشاركين فيه قلبك مع طفلك. استمري في توفير مساحة آمنة له لمعالجة أي شيء وكل شيء مع الحفاظ على الشعور بالتواصل والرابطة. والأفضل من ذلك، تقوية هذه الرابطة!
هل هناك أسئلة تجعل الحوار مع طفلك ممتعاً؟
كيفية إعداد روتين وقت النوم الخاص بك

تختلف عادات ما قبل النوم، بما في ذلك تلك التي تعتمد على طرح الأسئلة، من منزل لآخر. بعض العائلات تستخدم الفن للاسترخاء، أو قراءة القصص للطفل، أو الدغدغة والحضن، أو الاستحمام. بعض العادات تستمر لعشرين دقيقة، وبعضها لأكثر من ساعة! بعض العائلات تضبط مؤقتاً ليعلم الجميع، بمن فيهم الطفل الذي يماطل طوال الليل في النوم أو البقاء وحيداً، أن هناك وقتاً محدداً لإيقاف هذه العادات. وهناك العديد من الأشياء التي يجب مراعاتها عند التخطيط لروتين عائلتك، مثل:
- ما هو الوقت الذي يجب أن يكون فيه أفراد الأسرة مستيقظين وقادرين على القيام بعملهم في صباح اليوم التالي؟
- ما مقدار النوم الذي يحتاجه أفراد الأسرة لتحقيق ذلك؟
- كم من الوقت يستغرق كل طفل حتى يهدأ؟
- ما مقدار الطاقة التي يمكنكِ تقديمها بشكل واقعي في نهاية يوم طويل؟
- ما هي الحدود التي قد تحتاج إلى وضعها للحفاظ على إنتاجيتها وسمادها للاتصال المستمر؟
أنواع التواصل عند الطفل في مرحلة التعليم الأولى
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص






