عندما تبدأ المرأة في التخطيط للحمل فهي تعتقد أن العناية بصحتها وتغذيتها من أهم أسباب نجاح حدوث الحمل ورفع فرص الحصول على طفل وهو حلم الأمومة بالنسبة لكل امرأة، ولكن ذلك لا يكفي لأن بعض النساء لا يتوقفن عن ممارسة بعض العادات اليومية والتي تندرج تحت بند العناية بالبشرة مثلاً ولا يعلمن أن مثل هذه العادة تؤدي إلى أضرار بالغة بالجنين.
من المهم أن تتابع المرأة مع طبيبها كل عاداتها اليومية بالإضافة لاستشارة الطبيب حول أصناف الطعام التي تسرف في تناولها، ولأن خير الأمور الوسط فقد التقت " سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشارية طب النساء والولادة الدكتورة جيهان عوض، حيث أشارت إلى ما هي العادة اليومية التي يجب أن تتوقفي عنها أثناء تخطيطك للحمل ؟ وهي ترتبط بالعناية ببشرتك لأنها تضر بالجنين في الآتي:
العناية اليومية بالبشرة وأضرارها على الجنين

لاحظي أنه قد شاع مؤخراً استخدام النساء مصادر فيتامين أ المختلفة، إضافة إلى ما يعرف بمستحضر الريتنول والذي يباع في الصيدليات ومحال بيع مستحضرات التجميل على أنه أفضل المستحضرات للعناية بالبشرة ونضارتها وتقليل مظاهر تقدم السن عليها، ولكن يجب أن تعرفي أن الأبحاث العلمية قد أكدت أن هناك علاقة كبيرة بين استهلاك المرأة لمصادر فيتامين أ قبل شهور من الحمل وبين حدوث تشوهات في الجنين.
امتنعي تماماً عن الإسراف في استخدام مستحضرات موضعية مثل الكريمات والتي تحتوي على فيتامين أ وتوقفي عن استهلاكه كمكمل غذائي عن طريق الفم، وذلك لأن التوقف الفوري عن استهلاكه لا يوقف ضرره على الإطلاق، فالجسم يمتص هذه المستحضرات مثلاً عن طريق الجلد ويخزنها لفترات طويلة ولا يتخلص من مفعولها سريعاً وقبل ثلاثة أشهر على الأقل مما يؤثر على تكوين الجنين وانقسامه وتركيب أعضائه وأجهزته الحيوية في حال حدوث الحمل.
تعريف فيتامين أ
اعلمي أن فيتامين أ هو أحد الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون وهو من الفيتامينات الضرورية للعديد من أجهزة الجسم الحيوية من أجل القيام بوظائف الجسم بكل كفاءة بما في ذلك صحة العين، خصوصاً وما يرتبط بسلامة الرؤية الليلية، والحفاظ أيضاً على صحة الجلد والأغشية المخاطية مثل اغشية الأنف، كما يسهم بدور فعال في تعزيز وظيفة الجهاز المناعي، وله دوره في النمو والإخصاء، أي التكاثر البشري.
اعلمي أن فيتامين أ يوجد في الطبيعية على شكلين رئيسيين هما الريتينول (فيتامين أ المُشكل مسبقاً) ويتوافر في المنتجات الحيوانية، والشكل الثاني هو الكاروتينات (مثل ما يعرف بالبيتا كاروتين) في الفواكه والخضروات، والتي يتحول جزء منها إلى فيتامين أ في جسم الإنسان.
لاحظي أنك يجب أن تتعرفي إلى أن هناك مصادر نباتية وحيوانية لفيتامين أ في الطبيعة لكي تعرفي نسبة ما تستهليكن من هذا الفيتامين ضمن حدود، حيث إن المصادر النباتية له وتعرف بـ " بروفيتامين أ/الكاروتينات" وتشمل الخضروات الخضراء الداكنة والخضروات البرتقالية والصفراء مثل الجزر والقرغ والبطاطا الحلوة والسبانخ ومعظم الفواكه ذات اللون الأصفر والبرتقالي مثل الكاكا والمشمش، أما مصادر فيتامين أ الحيوانية وما يعرف بـ " فيتامين أ المُشكل مسبقاً/الريتينول" فهي تشمل الكبد الحيواني خصوصاً زيت كبد السمك والحليب كامل الدسم، إضافة إلى منتجات الألبان الطبيعية وصفار البيض.
هل الإكثار من تناول مصادر فيتامين أ يضر الحامل؟

لاحظي أن معظم النساء الحوامل ومع ثبوت الحمل يحرصن على تناول الكبد الحيواني يعد مصدراً من مصادر فيتامين " أ"؛ حيث إن هذا الفيتامين وفي حال تناوله من مصادره النباتية المختلفة، فهو لا يتسبب بأية أضرار صحية للحامل؛ ففي حال إذا ما تناولت الحامل حصصاً كبيرة من أنواع من الخضروات والفواكه التي يكثر فيها بشكل يومي، لأن هذا الفيتامين يساهم في تحسين وتعزيز صحة الحامل و صحة الجنين وبسبب تخزينه في الجسم على المدى الطويل؛ حيث يساعد في إصلاح أنسجة رحم الأم خصوصاً بعد الولادة، أما خلال الحمل فهو يحافظ على مستوى الرؤية الطبيعية ويقلل من حدوث الزغللة التي تعاني منها الحوامل، أي أنه يسهم في تعزيز صحة النظر، ويقوّي بشكل عام ويعزز المناعة الطبيعية لجسم الحامل؛ إضافة إلى أنه وبشكل عام وقبل التخطيط للحمل يحافظ على القدرة والكفاءة الوظيفية المتكاملة للجهاز التناسلي للمرأة وفوائده لصحة الجنين لا تعد ولا تحصى؛ حيث إنه يساعد في نمو العظام والأسنان خلال وجوده في الرحم، ويسهم في تكوين ما يعرف بالنسيج الظهاري عامة.
اعلمي أن زيادة نسبة فيتامين أ في جسم الحامل وبناء على نصائح المحيطين بها من خلال الحصول عليه كمكمل غذائي مثلاً "كبسولات" أو من مصادره الطبيعية في شهور الحمل الأولى؛ حيث إنه من المعروف أن هذه المرحلة يتم تشكيل وتكوين أعضاء الجنين الداخلية فيها، فهذه الزيادة تؤدي إلى حدوث ما يعرف بالتسمم؛ حيث إن ومن خلال الأبحاث العلمية قد ثبت أن تناول أكثر من 4500 ميكروغرام من فيتامين "أ" الغذائي أي الطبيعي ، أو 3000 ميكروغرام من فيتامين "أ" التكميلي، يؤدي إلى حدوث التسمم. وتشير بعض الدراسات إلى أن سُميّة هذا الفيتامين أي فيتامين "أ" خلال المراحل المبكرة أي الثلث الأول من الحمل، يمكن أن تؤدي إلى تشوهات خِلقية للجنين القادم وخصوصاً حدوث تضرر خطير بصحة الجهاز العصبي للجنين؛ لذا يجب على الحامل تناول حصة واحدة وصغيرة فقط من الكبد الحيواني بكل أنواعه سواء كبد البقر أو الدجاج كل أسبوع؛ لتجنب أي مخاطر صحية على الجنين.
فوائد فيتامين أ للحامل بشكل عام
- لاحظي أن فيتامين أ من الفيتامينات المهمة التي تؤثر على نمو الجنين وتطوره، حيث يساهم في نمو أهم الأعضاء الحيوية للجنين ومنها القلب، والرئتان، والكليتان، والعينان، وكذلك العظام.
- توقعي أن يكون لفيتامني أ دور في صحة النظر عند الجنين في حال تناوله بجرعات معقولة، حيث إنه ضروري ومهم لإنتاج الصبغات التي تسمح للعين بأداء وظيفتها بشكل صحيح، ويساعد بشكل كبير على إصابة الطفل بالعشى الليلي.
- اعلمي أن فتيامين أ يسهم في دعم الجهاز المناعي للطفل وعلى المدى الطويل، حيث يساعد على مكافحة العدوى والأمراض ويسهم في إصلاح الأنسجة وسرعة استعادة الأم لعافيتها بعد الولادة ولدوره في عملية التمثيل الغذائي، فهو يسهم في عودة عمل الجهاز الهضمي بكفاءة للأم في فترة النفاس.
قد يهمك أيضاً: ما هو الحمض الدهني الذي لا يشترط تناوله كمكمل غذائي خلال الحمل؟
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.






