توصل فريق من الباحثين الأمريكيين في معهد التكنولوجيا بجامعة "ماساتشوستس" إلى معرفة أن الرضيع الذي يصل عمره إلى أربعة أشهر، يمكنه التعرف إلى ملامح وجه الأم، وأوضح البحث أن المولود عندما يرى الوجه، يتحرك جزءان في المخ، الأول يتواجد في القشرة الدماغية، والثاني في منطقة تعرف باسم "أخاديد الوجه"، وهو ما يعني قدرة الرضيع على استخدام نفس مناطق المخ التي يستخدمها الشخص البالغ، ومن قبل استخدم باحثون أمريكيون صورة الرنين المغناطيسي للتوصل إلى أن الرضيع في شهره الثالث يمكنه التعرف إلى الأم بنفس مناطق المخ المعنية بذلك والمتواجدة لدى الشباب.
ومن أبرز الأسئلة التي تدور في أذهان الأمهات: متى يتعرف الرضيع إلى وجه أمه؟ وكيف تتطور حواسه خطوة بخطوة؟ في هذا التقرير يأخذنا الدكتور أحمد القيعي استاذ طب الأطفال في رحلة شيّقة مع مراحل نمو حواس الطفل من الولادة وحتى عامه الأول، مع التركيز على البصر والقدرة على تمييز ملامح الأم، مع شرح وافٍ لحقائق مدهشة لبقية الحواس، السمع والشم واللمس، في تعزيز هذه الرابطة الفطرية.
حواس الرضيع تعمل منذ لحظته الأولى

يُولد الطفل الصغير وهو محاط بعالم جديد مليء بالأصوات والأضواء والروائح، عالم مختلف تماماً عن دفء رحم أمه، ورغم أن المولود يبدو ضعيفاً وهشاً في أيامه الأولى، إلا أن حواسه تعمل منذ اللحظة الأولى بدرجات متفاوتة.
بداية الرؤية ضبابية عند المولود:

عند الولادة
يرى الرضيع الأشياء بشكل ضبابي جداً، وكأن العالم كله غارق في ضوء باهت، ومدى الرؤية لا يتجاوز 20–30 سم، وهي المسافة المثالية بينه وبين وجه أمه أثناء الرضاعة الطبيعية، وكأن الطبيعة صممت الأمر خصيصاً لتعزيز الرابط بينهما.
الأشهر الأولى (0–2 شهر)
ينجذب الطفل للوجوه البشرية أكثر من أي شيء آخر، لكنه لا يميز التفاصيل الدقيقة بعد، هو فقط يتعرف إلى التباين بين الظل والضوء.
عند عمر 3 أشهر
تبدأ الرؤية بالتحسن، ويصبح الطفل قادراً على التركيز لفترة أطول، ويميز ملامح وجه أمه أكثر وضوحاً، فيبتسم لها استجابة.
6 أشهر
تتحسن الرؤية بشكل ملحوظ، ويصبح الطفل قادراً على تمييز ألوان مختلفة ووجوه أفراد الأسرة القريبين.
نهاية العام الأول
يصل مستوى الرؤية إلى درجة قريبة من الكبار، فيتعرف بسهولة إلى الوجوه حتى من مسافة بعيدة.
السمع: الرابط الأول قبل حتى الرؤية

من الأسبوع 25 من الحمل
يبدأ الجنين بسماع الأصوات داخل الرحم، وأول ما يتعرف إليه هو صوت أمه ونبضات قلبها.
بعد الولادة
يهدأ الطفل عند سماع صوت الأم المألوف، حتى لو لم يتعرف إلى وجهها بعد.
عند عمر شهرين
يلتفت الطفل نحو مصدر الصوت، وخاصة إذا كان صوت الأم.
عند 6 أشهر
يبدأ بتمييز طبقات الصوت ونبراته، ويضحك أو يبتسم كرد فعل لصوت مألوف.
حاسة الشم: أداة الطفل السرية للتعرف إلى أمه
قد لا يعرف الكثيرون أن الشم هو الحاسة الأقوى عند المولود.فور الولادة يمكن للرضيع تمييز رائحة الأم عن أي رائحة أخرى.
الدراسات أثبتت أن الأطفال يفضلون رائحة حليب الأم على أي حليب آخر.
حتى في الظلام، يمكن للطفل أن يهدأ عندما يُحتضن بسبب تعرفه إلى رائحة الأم.
اللمس: لغة الحب الأولى

منذ اللحظة الأولى يولد الطفل بحاجة إلى اللمس، فملامسة جلد الأم لجلده تمنحه شعوراً بالأمان، والتدليك اللطيف يساعد على تهدئته وتحفيز نموه العصبي، والتواصل الجسدي المتكرر يعزز الترابط العاطفي ويزيد من سرعة تعرف الرضيع إلى أمه.
متى يتعرف الرضيع إلى وجه أمه بالتحديد؟

منذ الولادة
يعتمد على الصوت والرائحة واللمس أكثر من البصر.
في عمر أسبوعين تقريباً
تظهر ملامح أولية للتعرف إلى وجه الأم، لكن بصورة ضبابية.
عند عمر 6–8 أسابيع
يبدأ الطفل في إظهار استجابة مميزة لوجه الأم، مثل الابتسام أو التركيز بالنظر.
عند عمر 3 أشهر
يصبح التمييز واضحاً، ويبتسم للوجه المألوف ويرفض الغرباء أحياناً.
كيف تساعدين طفلك على التعرف إليكِ بسرعة؟
- التواصل البصري، احرصي على النظر في عينيه أثناء الرضاعة.
- الابتسام المتكرر، ابتسامتك تترسخ في ذاكرته البصرية.
- التحدث بصوت هادئ، نبرة صوتك تطمئنه وتربطه بك.
- الاحتضان واللمس، يزيد من إفراز هرمون "الأوكسيتوسين" الذي يعزز الترابط العاطفي.
- الثبات في الروتين، الروائح والأصوات المألوفة تجعله يميّزك بسهولة.
حقائق علمية مدهشة عن حواس الطفل

- في الأشهر الأولى، ينجذب الرضيع أكثر للوجوه ذات العيون الكبيرة والابتسامة.
- الشم والسمع هما أولى الحواس تطوراً عند الرضيع، بينما الرؤية هي الأبطأ.
- الطفل يستطيع تمييز لغة أمه منذ ولادته بفضل الأصوات التي اعتاد سماعها في الرحم.