تُعتبر مناسك الحج من أعظم الشعائر الدينية التي تتطلب جُهداً بدنياً ونفسياً كبيراً. لذا فإن الحفاظ على النشاط والصحة أثناء أداء المناسك، أمرٌ بالغ الأهمية. وقد أصدرت وزارات الصحة في الدول الإسلامية، بما في ذلك المملكة السعودية ومصر، إرشادات رسمية لضمان سلامة الحجاج. تابعيها في الآتي:
إرشادات للحفاظ على الطاقة خلال موسم الحج
لأن مناسك الحج شاقة، يجب على الحجاج أن يحافظوا على طاقتهم وصحتهم للانتهاء من جميع المناسك من دون قلق. وفي هذا الصدد، قدّمت الجهات الرسمية عدداً من النصائح الواجب اتباعها، وهي كالآتي:
الاستعداد الصحي قبل السفر
تؤكد وزارة الصحة السعودية على أهمية الاستعداد الصحي قبل التوجُّه لأداء الحج. ويتحقق ذلك من خلال الحصول على التطعيمات اللازمة مثل: لقاح الحمى الشوكية، والإنفلونزا الموسمية. والتي يجب أن يتلقاها الحاج قبل السفر بمدة لا تقل عن 10 أيام. كما يُنصح بمراجعة الطبيب للتأكُّد من استقرار الحالة الصحية؛ خاصة للمرضى أصحاب الأمراض المزمنة. بالإضافة إلى ذلك، يجب اصطحاب كمية كافية من الأدوية، مع تقرير طبي مفصل يوضّح الحالة الصحية والجرعات الدوائية المصرّح بها للحالة.
الوقاية من الإجهاد الحراري وضربات الشمس
واحد من أكبر التحديات الصحية التي تواجه الحجاج كلّ عام، هو ارتفاع درجات الحرارة خلال أداء المناسك. لذلك على الحاج اتخاذ كلّ التدابير اللازمة للوقاية من تبعات ارتفاع درجات الحرارة مثل: ضربات الشمس، والإجهاد الحراري. في هذا الصدد، توصي وزارة الصحة المصرية بالبقاء في الظل قدْر الإمكان، واستخدام المظلات ذات الألوان الفاتحة، والحرص على التواجُد في أماكن جيدة التهوية. كما يُنصح بالإكثار من شرب السوائل للحفاظ على ترطيب الجسم.
اقرأي أيضاً: مجلس الصحة الخليجي يطلق حملة تنفس بوعي للتوعية بمرض الربو
التغذية السليمة والنظافة الشخصية

تشدد وزارات الصحة في الدول الإسلامية على أهمية التغذية السليمة خلال الحج. يُنصح بتجنُّب شراء الأطعمة المكشوفة، وغسل الفواكه والخضروات جيداً قبل تناوُلها، والتأكد من تاريخ صلاحية المأكولات. كما يجب غسل اليدين بالماء والصابون قبل تناوُل الطعام، وبعد استخدام دورات المياه.
الوقاية من الأمراض المُعدية
أيّ مكان مزدحم قد يتحوّل إلى مرتع للبكتيريا والفيروسات؛ لذلك من الأفضل خلال موسم الحج، أن يتم الالتزام بسبل الوقاية. توصي وزارة الصحة السعودية بارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة، وتجنُّب الاحتكاك المباشر مع المرضى، وغسل اليدين بانتظام. كما تنصح باستخدام المناديل عند السعال أو العطاس، والتخلص منها بطريقة صحية.
العناية بمرضى الأمراض المزمنة
ثمة إرشادات خاصة لمرضى الأمراض المزمنة مثل القلب والربو. يُنصح هؤلاء المرضى بمراجعة الطبيب قبل السفر، واصطحاب كمية كافية من الأدوية، وحمل بطاقة طبية توضّح الحالة الصحية. كما يُفضّل أداء المناسك مع مجموعة من الأقرباء أو الأصدقاء لتقديم المساعدة عند الحاجة.
تجهيز حقيبة صحية متكاملة
توصي وزارة الصحة السعودية بإعداد حقيبة صحية تحتوي على: معقمات اليدين، وأدوات تعقيم الجروح، وضمادات، وكمامات، وأدوية خافضة للحرارة، ومسكنات للآلام، وكريمات أو مراهم لمعالجة الحروق أو الحساسية. كما يُنصح بحمل زجاجة ماء قابلة لإعادة التعبئة.
الراحة والنوم الكافي
من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الحجاج، هو إهمال النوم والراحة خلال موسم الحج، لكن الخبراء شددوا على أهمية الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم كلّ يوم، وكذلك الراحة كلما سمحت الفرصة. كما يُنصح بعدم الاستعجال في أداء المناسك، وأخذ فترات راحة منتظمة لتجنُّب الإرهاق. كذلك، يجب تجنُّب السير لمسافات طويلة تحت أشعة الشمس المباشرة.
الاستعداد للطوارئ
في حال الشعور بأيّة أعراض صحية غير معتادة، مثل: ألم في الصدر، أو ضيق في التنفس، أو دُوار، يجب التوجُّه فوراً إلى أقرب مركز صحي. كما يفضّل إبلاغ أفراد المجموعة أو البعثة الطبية المرافقة بالحالة الصحية؛ للحصول على الدعم اللازم.
باتباع الإرشادات الصحية الرسمية آنفة الذكر، يمكن للحجاج الحفاظ على نشاطهم وصحتهم أثناء أداء مناسك الحج؛ مما يضمن تجرِبة روحانية آمنة ومريحة.
أهمية التوعية الصحية والتثقيف قبل وأثناء الحج
تلعب التوعية الصحية دوراً محورياً في حماية الحجاج من المخاطر الصحية. لذلك، تنظم وزارة الصحة السعودية حملات توعوية واسعة النطاق قبل موسم الحج وخلاله، من خلال: توزيع منشورات، وبثّ رسائل توعوية عبْر شاشات الإرشاد في المشاعر، بالإضافة إلى تطبيق “صحة” والذي يتيح الوصول إلى خدمات واستشارات طبية فورية.
وتؤكد وزارة الصحة كذلك على أهمية اطّلاع الحجاج على الإرشادات المحدّثة بشأن السلوكيات الصحية، مثل: طريقة ارتداء الكمامة بشكل صحيح، وكيفية التبليغ عن أعراض كورونا أو الإنفلونزا، وأهمية الابتعاد عن الممارسات الخطرة كتناوُل أطعمة مجهولة المصدر، أو تبادُل الأدوات الشخصية.
* ملاحظة من «سيّدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، تجب استشارة طبيب مختص.