mena-gmtdmp

في اليوم الوطني السعودي..طبيبات سعوديات برزن في مجال الصحة

طبيبات سعوديات بارزات
طبيبات سعوديات بارزات

رسخت المملكة العربية السعودية مكانتها كإحدى الدول الرائدة في تطوير القطاع الصحي، مدفوعة برؤية واضحة تهدف إلى الارتقاء بجودة الخدمات وتعزيز صحة المجتمع. وفي قلب هذه المسيرة، برزت الطبيبات السعوديات كرمز للإبداع والتميّز، إذ لم يقتصر دورهن على تقديم الرعاية الطبية فحسب، بل تجاوز ذلك إلى الإنجاز البحثي، والمساهمة المجتمعية، وابتكار حلول طبية متقدمة وضعت بصمتهن على القطاع الصحي.

إعداد: إيمان محمد

اختارت "سيدتي" 5 أسماء لامعة لتضيء عليهن كنموذج  لتفوق المرأة السعودية في مجال الطب على سبيل المثال لا الحصر، لأن السعودية باتت موطناً لتعزيز مكانة المرأة في مجالات عدة، ويأتي في صدارتها المجال الصحي. في الآتي نظرة على هؤلاء الطبيبات السعوديات، لنسلط الضوء على مسيرتهن، إنجازاتهن، والتحديات التي واجهنها.

الدكتورة خولة بنت سامي الكريع

 

الدكتورة خولة بنت سامي الكريع، هي طبيبة وعالمةٌ سعودية، وكبيرة علماء أبحاث السرطان في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، وبروفيسور زائر في جامعة هارفارد بمركز دانا فاربر للسرطان في الولايات المتحدة الأمريكية. حاصلة على دكتوراه في سرطانات الجينات من المركز القومي الأمريكي للأبحاث في ميريلاند بالولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى البورد الأمريكي في علم الأمراض من جامعة جورج تاون في الولايات المتحدة الأمريكية، وبكالوريوس الطب والجراحة العامة من جامعة الملك سعود في الرياض. تقود فريقاً علمياً يتبنى برنامجاً بحثياً فريداً للتعرف على البصمة الوراثية لدى مرضى السرطان السعوديين، وقد أثمر البرنامج عن نتائج علمية متميزة، تم نشرها في مجلات علمية عالمية، كما قدمت عديداً من الإسهامات الطبية المتميزة في مجال البحوث، مثلت الدكتورة خولة السعودية في العديد من المحافل الدولية المختصة بأمراض السرطان والأورام، ولها أكثر من 120 بحثًا علميًا معتمدًا، كما أن لها ما يقارب 300 ورقة علمية منشورة في مجلات طبية محكمة. كذلك تُعد الكريع من أوائل العضوات في مجلس الشورى السعودي، وتحديداً عام 2007، إذ كانت ضمن 30 سيدة سعودية في هذا الحدث التاريخي غير المسبوق. فازت بجائزة هارفارد للتميز العلمي، وتم منحها وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى من قِبل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، لتحقيقها إنجازات بحثية متميزة، جعلتها من الكفاءات التي يشار إليها بالبنان محلياً وإقليمياً وعالمياً.

اقرأي أيضًا في يوم المرأة الإماراتية.. نماذج طبية ملهمة تجسد شعار "يداً بيد نحتفي بالخمسين"

الدكتورة سامية العمودي

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by boc (@bakhshoc)

برز اسم الدكتورة سامية العمودي، استشارية النساء والتوليد، التي اكتسبت شهرة واسعة بفضل دورها الريادي في دعم المرأة، ولا سيما الناجيات من السرطان. فقد أسست مبادرات نوعية في مجال رعاية سرطان الثدي، من بينها "عيادات سامية للناجيات" و"مبادرة التمكين الصحي والحقوق الصحية"، لتكون منصات مخصصة لتقديم الدعم والرعاية للنساء بعد التعافي. واللافت أن تجربة الدكتورة سامية ذات بُعد شخصي عميق، إذ خاضت معركتها مع سرطان الثدي مرتين وتمكنت من التغلب عليه، ما جعل منها رمزًا للشجاعة والإصرار، وصوتًا صادقًا يحمل رسالة أمل لكل امرأة.

الدكتورة سلوى بنت عبدالله فهد الهزاع

تمتلك الدكتورة سلوى الهزاع خبرة تمتد لأكثر من 40 عاماً؛ لذلك لا غَروَ أن تحفل سيرتها الذاتية بالإنجازات والعضويات والتكريمات والجوائز المحلية والعالمية. وكذلك الانفراد بالألقاب، منها: "طبيبة الملوك" بعد أن حازت على الثقة الملكية في عهد الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز وكانت الطبيبة المعالجة له. كما تحمل لقب "طبيبة القارات الخمس" من المجلس العالمي للعيون، كأول امرأة من الشرق الأوسط، وطبيبة العيون الوحيدة التي تنال اللقب، كما أنها أول سعودية تحمل لقب بروفيسور في طب العيون. 

أما عن أهم المناصب التي شغلتها الدكتورة سلوى الهزاع؛ فهو منصب استشاري ورئيس قسم العيون بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض منذ عام 1997م كأول سيدة سعودية تُعيّن في هذا المنصب. وأُدرجت في نفس العام في قائمة الشخصيات العالمية المميزة في أمريكا، وكانت أول سيدة تُعيّن في منصب رئيس التعليم الطبي المستمر في الجمعية السعودية لطب العيون.

وحصلت الهزاع على شهادة امرأة العام الدولية من مركز السير الذاتية الدولية بكامبردج في إنجلترا، وأول سيدة تسجل مشاركة في المجلة السعودية لطب العيون عام 1998. كما نالت الدرع الذهبي من قِبل الأمير عبدالعزيز بن أحمد بن عبدالعزيز رئيس الجمعية السعودية لطب العيون، لجهودها في طب العيون عام 1999م. وحصلت على جائزة الإنجاز العلمي، معهد السيرة الأمريكي لأمراض العيون الوراثية، الولايات المتحدة عام 2001م. وتم اختيارها للمجلس العالمي لأمراض العيون، أبريل عام 2002م وحتى عام 2006م. وفي عام 2003، تم الإعلان عن انضمامها لمستشفى جونز هوبكنز كبروفيسور مشارك في طب العيون. شغلت منصب مستشار أول لوزير الصحة في السعودية عام 2008. 

وكانت الدكتورة سلوى من أوليات النساء اللواتي تم تعيينهن في مجلس الشورى السعودي عام 2013، بعدما كانت مستشارة لمجلس الشورى عام 2002، وكان لها الدور الكبير في دخول المجلس البرلمان الدولي.

وفي عام 2019 تم اختيارالدكتورة سلوى من قِبل مجلة فوربس العالمية كأقوى امرأة عربية. ووضعت الدكتورة سلوى السعودية على خريطة الجينوم، وذلك بعد أن قامت عام 2019 بأول إجراء جراحي طبي جيني "Luxterna" لعلاج أمراض الشبكية الوراثية لطفلة سعودية، كأول جراحة وراثية في منطقة الشرق الأوسط والخامسة عالمياً.

وفي عام 2020 تم تعيينها بمرسوم ملكي كعضو في أول مجلس أمناء جامعات بجامعة الملك عبدالعزيز.

الدكتورة ملاك عابد الثقفي

مسيرة الدكتورة ملاك الثقفي تتميز بالبعد الإنساني، فهي صاحبة تجربة خاصة حيث ولدت بمرض فرط التنسج الكظري الخلقي، الذي يؤثر على الغدد الكظرية. ورغم معاناتها قررت أن تدرس الطب، وتخصصت في الأمراض الجينية والوراثية والأورام العصبية. من أبرز إنجازاتها، أنها المرأة السعودية الأولى التي تحصل على زمالة أمراض وأورام الجهاز العصبي في جامعة هارفارد بمنحة كاملة. حصلت الدكتورة ملاك على العديد من الجوائز المحلية والدولية، والعديد من التكريمات، حصلت على جائزة مكة للتميز العلمي من الأمير خالد الفيصل، بالإضافة إلى حصولها على جائزة الطالبة المتميزة بكلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز، وجائزة لبحثها الذي كان ضمن أفضل عشرة بحوث بالجمعية الأمريكية لعلم الأمراض الإكلينيكية في شيكاغو .
كما حصلت على جائزة إنجازات الطلاب السعوديين في الولايات المتحدة، وفي عام 2015 حصلت على جائزة العالم الشاب في العلوم والتكنولوجيا MIT-ASO.

الدكتورة حياة السندي

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by WASA (@wasawaterloo)

الدكتورة حياة السندي، نشأت وتعلمت التعليم الأساسي داخل المملكة، لكن بفضل نبوغها وإيمان عائلتها بأن العلم هو سلاح، استكملت المرحلة الجامعية والبكالوريوس في الكيمياء أو علم الأدوية في المملكة المتحدة. نشاطها لم يتوقف عند هذا الحد، بينما حصلت أيضًا على شهادة الدكتوراه في تخصص التقنية الحيوية من جامعة كامبريدج، لتكون أول امرأة عربية تنال هذا التخصص من كامبريدج.
التاريخ العلمي للدكتورة حياة لم يكن السبب الوحيد لبزوغ اسمها في مجال الصحة، بينما هي صاحبة مشروع عُرف باسم "التشخيص للجميع"، وهي تقنية مبتكرة من شأنها خفض تكلفة الفحوصات التي قد تكون عائقاً أمام التشخيص المبكر، ومن ثم عدم الحصول على العلاج المناسب. وما يميز هذه التقنية أنه يمكن استخدامها خارج المختبر في مواقع متنوعة.
وتقديرًا لهذا الدور البارز، تم تعيين الدكتورة حياة السندي سفيرة للنوايا الحسنة للعلوم لدى اليونسكو، وعضوة في مجلس الشورى السعودي، مما يدل على التواصل بين العلم والمشاركة المجتمعية والسياسية.

ختاماً نقول إن مسيرة المرأة السعودية في القطاع الصحي لا تنقطع بل تتطور يومًا بعد يوم، بفضل اهتمام المملكة بتطوير هذا القطاع ودعم كوادره وفي الوقت عينه إيلاء المملكة اهتماماً خاصاً بالمرأة السعودية.