محمد عبده:غرق في حزنه ومأساة العرب أنهكته

ما بين تجاوزه للوعكة الصحيّة التي ألمّت به العام الفائت، وتأثّره بالأحداث السياسيّة في الوطن العربيّ، استمرّ الغياب الرسميّ لفنّان العرب محمد عبّده في عام 2012.
كرّس عبده في العام الجاري مبادئ الرسالة الفنّيّة الحقيقيّة من خلال المشاركة في معاناة الشّعوب العربيّة، رافضاً المشاركة في الحفلات الغنائيّة والمهرجانات التي تُقام في عدّة عواصم عربيّة وأوروبيّة .
وفي ظلّ فقدان الأغنية السعوديّة لأهمّ ملحّنَين في تاريخ الأغنية الخليجيّة، وهما سامي إحسان وصالح الشهريّ اللذان أحزنا عبده، تفرّغ فنّان العرب لتقديم الأغاني الوطنيّة وللتّحضير لأغاني الــ single.
وبرغم غيابه اللافت عن وسائل الإعلام، إلا أنّ عبده استطاع خلال تصريحاته القليلة مؤخّراً أن يُحرّك المياه الراكدة، من خلال إعادة المنافسة السريّة بين مطربتي الخليج نوال وأحلام، عندما جدّد تصريحه أنّ الأخيرة هي فنّانة الخليج الأولى، فيما كانت تصريحاته عن صديقيه الراحلين الشهريّ وإحسان الأشد تأثيراً بين الفنّانين، إذ وصف رحيل الأوّل بفراق صديقٍ لا يُحتمل، فيما كتب عن فقدان الثاني العبارة التالية: "رحمك الله يا أبا إحسان. لقد فقدنا فيك خفّة الظلّ وصدق وحدّة النقد برغم انفعالاتك الحارّة والقاسية في بعض الأحيان، إلا أنّك كنت تحمل قلب طفل وسلامة خاطر، رحمك الله يا فاكهة الفنّانين".
وكان لافتاً خلال هذا العام مبادرات كثيرة من فنّان العرب في شتّى المجالات، إذ أجرى اتّصالاً هاتفيّاً مع الرئيس الفلسطينيّ مباركاً اختيار فلسطين كعضو مراقب في الأمم المتّحدة، سبقها زيارته للقنصليّة الفلسطينيّة في جدّة، فضلاً عن تهنئته للفنّان أحمد فتحي وابنته بلقيس، بعد خطوبتها من اللاعب نايف هزّازي إذ كان عبده أوّل المهنّئين لهما.
محمد عبده كان كعادته دوماً في قمّة الوفاء، ما بين المشاركة في تكريم صديقه الشّاعر إبراهيم خفّاجي وتجديد التعاون مع رفيق دربه الموسيقار الكويتيّ يوسف المهنّا في أغنية الحكاية، وهو يحضّر حاليّاً لعدّة أغان مع الموسيقار عبدالرّب إدريس والثنائيّ الكويتيّ الملحّن أنور عبد الله والشّاعر عبداللطيف البناي في أغنية "أغلى حبيب".
اجتماعيّاً، كان عبده في قمّة السّعادة، بعد زواج ابنته "ودّ"، بعد إنجاب زوجته الفرنسيّة ذات الأصول الجزائريّة لمولوده الأول منها والذي أسماه خالد.
ومع هذا، تضايق عبده كثيراً من تسرّب صورة إحدى بناته وهي تحمل صورة شقيقها خالد، نافياً أن تكون تلك الصّورة لزوجته الفرنسيّة؛ وربّما كان ضيق عبده حينها ناتجاً بشكل كبير من الشّائعات التي تتكرّر كلّ فترة عن وفاته، كلّما ألمّت به وعكة صحيّة أو قام بمراجعة المستشفى.
محمّد عبده غاب رسميّاً عن الغناء في 2012، وكان حديث المدينة في وسائل الإعلام في كلّ حدث، فما بالكم لوعاد خلال العام المقبل بألبوم جديد، يتعاون به مع نخبة من الشّعراء والملحّنين في الخليج؟