هل يفيد عقار هيدروكسي كلوروكين في علاج فيروس كورونا؟

ويمنع "هيدروكسى كلوروكين" تكاثر الفيروس في جسم الإنسان
2 صور

اعتُمد عقار "هيدروكسي كلوروكين Hydroxychloroquine" رسمياً عام 1950 لعلاج الملاريا والوقاية منها، ويستخدم أيضاً لعلاج أمراض المناعة الذاتية، منها التهاب المفاصل، ومرض الذئبة.


ومؤخراً، كشف الطبيب الفرنسي ديدييه راؤول، مدير المعهد الاستشفائي الجامعي في مرسيليا، عن أن عقار "هيدروكسي كلوروكين" الذي كان يُستخدم لمحاربة الفيروسات، أثبت نجاعته في علاج فيروس كورونا الجديد "كوفيد 19".


وأكد الطبيب الفرنسي، أن تجارب سريرية أجريت على مصابين بالفيروس، أثبتت بأن هذا العقار يعطي نتائج جيدة، وبيَّن أنه اقترحه قبل 20 عاماً، وهو موجود في كل الكتب المرجعية في العالم، وضمن مَن يوصف لهم هذا الدواء كبار السن المصابون بمرض كورونا.


وبيَّن راؤول، أن العقار مركَّب من "هيدروكسي كلوروكين"، و"الأزيثروميسين"، حيث أظهرت أعمال أربعة فرق أنه فاعل في مواجهة تكاثر أربعة أنواع من فيروسات كورونا في الخلايا.


واستشهد بتجارب الصينيين في علاج مصابي فيروس كورونا الجديد، إذ إنه وبعد تجارب سريرية، صدر تقرير أولي يوصي باستخدامه لمعالجة المصابين، وبيَّنت هذه النتائج، أن الفيروس يختفي بعد أربعة أيام مقارنةً مع 20 يوماً دونه.


وبناءً على النتائج التي تُظهر أن "هيدروكسي كلوروكين" يزيل الفيروس من الجهاز التنفسي، ما يقلل من احتمال نقل المريض للعدوى، ويحسِّن وضعه الصحي، استنتج الطبيب الفرنسي، أن إضافة "الأزيثروميسين" إليه تزيد الفاعلية العلاجية.


كذلك، أبدى مختبر نوفارتيس السويسري، قبل أيام، استعداده لتقديم ما يصل إلى 130 مليون جرعة من عقار "كلوروكين" المستخدم ضد الملاريا.


وأعلنت مجموعة نوفارتيس في بيان "تعهدها بتزويد ما يصل إلى 130 مليون جرعة من 200 ملج بنهاية مايو، بعد أن تكون سلطات الرقابة أعطت موافقتها على استخدام العقار لمعالجة المصابين بوباء كوفيد 19".


وقالت: إنها ستطلب التراخيص من "إدارة الغذاء والدواء"، الهيئة الفيديرالية الأمريكية المشرفة على سلامة الأطعمة وتسويق الأدوية في الولايات المتحدة، مع ضمان "وصول واسع النطاق للمرضى الذين سيكونون في أمسِّ الحاجة إلى هذا الدواء في العالم"، لا سيما لدى منظمة الصحة العالمية.


واللافت أيضاً، أن دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي، دعا أمس السبت إلى الموافقة على استخدام عقار "كلوروكين".


وقال ترامب عبر صفحته في تويتر: إن استخدام "هيدروكسي كلوروكين"، و"أزيثروميسين"، وهو مضاد حيوي معاً، فرصة حقيقية ليكونا أحد أكبر العوامل التي تغيِّر قواعد اللعبة في تاريخ الطب، وحث على "استخدامهما على الفور"، وأضاف في مؤتمر بالبيت الأبيض في وقت لاحق "ما الذي لدينا لنخسره؟".


ويوصف العقار باكتساب مقومات سلامة عالية، وهو معتمد من قِبل منظمة الصحة العالمية ومركز الوقاية والتحكم في الأمراض الأمريكي.


ومع انتشار فيروس كورونا، أجريت دراسات عدة في فرنسا والصين وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة، بحثت إمكانية معالجته للوباء المستجد.


وفي فبراير الماضي، أظهرت دراسة لأطباء من أكاديمية العلوم الصينية، نجاح العقار في وقف انتشار فيروس كورونا الجديد في الخلايا البشرية.


الدراسة الصينية، أعقبتها أخرى فرنسية في المعهد الاستشفائي الجامعي بمرسيليا، أكدت شفاء جميع المصابين بفيروس كورونا بعد علاجهم على مدى ستة أيام متواصلة بعقار "هيدروكسي كلوروكين" والمضاد الحيوي "أزيثروميسين".


ويمنع "هيدروكسي كلوروكين" تكاثر الفيروس في جسم الإنسان، ويعمل على خفض العدوى الفيروسية وصولاً إلى إنهائها لدى مرضى كورونا.


وقد اتخذت دول عدة قراراً ببدء تجارب سريرية لمعالجة عدد من المصابين بفيروس كورونا بهذا العقار، لكنها تظل تجارب لتأكيد فاعليته، وكشف آثاره الجانبية.


وعلى الرغم من علاج العقار للملاريا وأمراض أخرى، إلا أن له أثاراً جانبية عدة، بينها الصداع والدوار والغثيان والطفح الجلدي، إضافة إلى مضاعفات أخرى، منها الرؤية الضبابية، وصعوبة السمع، وضعف العضلات.