نماذج ملهمة لصناع التغيير في ختام فعاليات "الشارقة لريادة الأعمال 2020"

مهرجان الشارقة لريادة الأعمال في دورته الرابعة

مهرجان الشارقة لريادة الأعمال

 

أكدت نجلاء المدفع، المدير التنفيذي لمركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع)، أن مهرجان الشارقة لريادة الأعمال استهدف في دورة هذا العام مساعدة رواد الأعمال على تعزيز روحهم المعنوية وإبراز قوتهم كأبطال يسعون لإحداث التغيير، وأضافت: "وجدنا مجتمعاً عالمياً من رواد الأعمال المصممين على تحقيق أثر إيجابي حقيقي، فعلى الرغم من أن هدفنا الرئيس كان إلهام رواد الأعمال إلا أنهم نجحوا أيضاً في إلهامنا".

جاء ذلك في اختتام مهرجان الشارقة لريادة الأعمال لفعاليات دورته الرابعة التي نظمها مركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع) افتراضياَ على مدى خمسة أيام حافلة بالجلسات الحوارية والنقاشية وورش العمل التي استهدفت تحفيز رواد الأعمال على التعاون وحشد الجهود المشتركة لإحداث التأثير الإيجابي في مجتمعاتهم والمساهمة في بناء مستقبل أفضل لبلدانهم.

وتوجهت المدير التنفيذي لمركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع)، بالشكر إلى المنظمين وفرق العمل والمشاركين في المهرجان وضيوفه من جميع أنحاء العالم، وأعربت عن امتنانها لهم لحرصهم على المشاركة في هذه الدورة الاستثنائية.

نجلاء المدفع، المدير التنفيذي لمركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع)


وشجعت المدفع الشباب على اسثمار طاقاتهم، وخاطبتهم قائلة: "نتطلع إلى لقائكم شخصياً على أرض إمارة الشارقة في المستقبل القريب، ونؤكد لكم أننا سنقف إلى جانبكم وسنوفر لكم النصيحة والتوجيه والتشجيع دوماً، وسنكون أصدقاءكم وشركاءكم في صناعة مستقبل مشرق لنا جميعاً".

وسلط المهرجان خلال جلسات يومه الأخير الضوء على تجارب لرواد أعمال أسسوا شركاتهم الناشئة للمرة الأولى وحققوا نجاحات ملفتة في مجتمعاتهم، كما شارك المهرجان جمهوره قصص نجاح بعض رواد الأعمال اللبنانيين المؤثرين الذين استطاعوا تقديم حلول فاعلة وهادفة ساعدت مجتمعاتهم على مواجهة التحديات الناجمة عن الأزمات التي تعرضت لها.


شركات ناشئة تداوي جراح بيروت

خلال الجلسة بعنوان "أبطال بيروت": (من اليمين إلى اليسار) مايا رحال، ماريان بيطار كرم، وعمر عيتاني


واستضافت جلسة بعنوان "أبطال بيروت"، أدارتها مايا رحال، المدير التنفيذي لمنتدى MIT لريادة الأعمال في العالم العربي، مديري شركتين ناشئتين مؤثرتين من لبنان هما (FabricAID)، و(B.O.T)، حيث ارتقت الشركتان بالحلول التكنولوجية ووظفت العلاقات الإقليمية والروح الخيرية والقيم الإنسانية لتلبية الاحتياجات الأساسية وتوفير فرص عمل جديدة لأفراد المجتمع اللبناني إثر حادث انفجار مرفأ بيروت المأساوي، إذ اختارهما مركز (شراع) تقديراً لجهودها ومساعيها النبيلة، من بين الشركات الفائزة بمبادرة "معاً من أجل بيروت"، التي تضمنت إنشاء صندوق بقيمة 100 ألف دولار تم تقديمها على شكل منح لعشر شركات محلية ناشئة متضررة من الحادثة، حصة كل واحدة منها 10 آلاف دولار.

وأشار عمر عيتاني، الرئيس التنفيذي المؤسس لشركة (FabricAID) الاجتماعية المتخصصة بجمع وإعادة توزيع الملابس للمجتمعات المتعففة مقابل مبالغ رمزية لا تتجاوز نصف دولار، إلى صعوبة تأسيس شركة ناشئة ذات بعد اجتماعي في ظل ظروف متغيرة واقتصاد غير مستقر، وأضاف: "هدفنا ضمان حصول المتعففين على سبل العيش الكريم وشراء الملابس بأسعار رمزية يمكنهم تحملها".

وأوضح أن المؤسسات ذات البعد الاجتماعي في لبنان عانت من صعوبة الحصول على الدعم الذي احتاجته لإنشاء نظام للتمويل، والاستراتيجة، والبنية التحتية، مشيراً إلى أن شركته تلقت الدعم من المجتمع المحلي عند تأسيسها.

بدورها قالت ماريان بيطار كرم، المدير التنفيذي لـ(B.O.T)، المنصة الأولى في لبنان التي تستخدم التكنولوجيا ومعلومات السوق لتمكين الشابات والشباب العاطلين عن العمل من الوصول إلى فرص العمل الافتراضية، "إن مرونة المؤسسات الاجتماعية وقدرتها على التكيف شرط أساسي لنجاحها". 


دور التكنولوجيا في حل المشاكل الفردية والمجتمعية

 

خلال الجلسة بعنوان "مؤسس لمرة واحدة بطل مدى الحياة": (من اليمين إلى اليسار) آمنة الجروان، ومشال وقار، ومحمد عزيز، وهبة فيشر، وصدّيق فريد


وتضمن جدول أعمال اليوم الخامس من المهرجان أيضاً جلسة حوارية بعنوان "مؤسس لمرة واحدة بطل مدى الحياة"، شارك فيها كلّ من آمنة الجروان، شريك مؤسس لـ"KnackLab"، وصدّيق فريد الرئيس التنفيذي ومؤسس"SmartCrowd"، ومحمد عزيز، شريك مؤسس لـ "Dapi"، ومشال وقار، شريك مؤسس والمدير التنفيذي للعمليات في "ذا تمبست"، وأدارتها هبة فيشر، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لـ "Kerning Cultures"، حيث تبادل فيها المشاركون تجاربهم في مجال ريادة الأعمال، وتناولوا العوامل التي أسهمت في تحفيزهم على تأسيس شركاتهم الناشئة، وآليات ضمان استدامتها.

واستعرض محمد عزيز تجربته في تطوير "Dapi" وهو واجهة تطبيقات لربط الخدمات المصرفية، حيث قال: "مع صعوبة إجراء الحوالات المالية بسبب الحاجة إلى التنقل بين التطبيق والمنصات المصرفية، جاءت فكرتي لحلّ هذه المشكلة من خلال تطوير منصة تتيح الدفع مباشرة من الحساب المصرفي للمستخدم مع ربط جميع حساباته معاً، وإمكانية تتبع جميع المعاملات التي يقوم بها، ما يسهل عليه مراقبة أرصدته ومصروفاته".

وتحدث صدّيق فريد بدوره عن تجربته في إطلاق "SmartCrowd"، وهي أول منصة استثمار عقاري في الشرق الأوسط، حيث قال: " منذ عدة سنوات كانت لديّ تطلعات كبيرة للاستثمار في قطاع العقارات، لكنّ الصعوبات التي واجهتها دفعتني إلى التفكير في إيجاد طريقة تساعد المختصّين والعاملين في هذا المجال على تأسيس محافظهم الاستثمارية الخاصة، وبالفعل بدأت بتنفيذ مشروعي بميزانية لم تتجاوز 5 آلاف درهم إماراتي".

وبدورها استعرضت آمنة الجروان رحلتها الملهمة لإطلاق منصة التوجيه "KnackLab" في الأسابيع الأولى من الحجر الذي فرض مع بداية انتشار جائحة كورونا، مشيرة إلى أن الهدف منها مساعدة المؤسسات على تطوير قدرات القادة لديها على مختلف المستويات والارتقاء بمهاراتهم.

يسهم المهرجان لتعزيز روح ريادة الأعمال وإلهام الجيل القادم من صناع التغيير




يشار إلى أن الدورة الرابعة من مهرجان الشارقة لريادة الأعمال نظمت بالشراكة مع "سحاب للحلول الذكية" وبشراكة استراتيجية مع شركة "سلطان بن علي العويس للعقارات" وبدعم مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة)، ويسهم المهرجان منذ انطلاقته في عام 2017 بتعزيز روح ريادة الأعمال وإلهام الجيل القادم من صناع التغيير، حيث شهد أكثر من 200 عرض لمشاريع وأفكار وشركات ريادية، ومشاركة نحو 240 متحدثاً وخبيراً محلياً وعالمياً، وأكثر من 8000 مشارك وزائر للحدث.