كورونا خارج السيطرة في لندن والجيش مستعد للنزول إلى الميدان

يسمح بالخروج من البيت لممارسة الرياضة في الهواء الطلق
2 صور

لم تعد لندن مدينة ملونة وصاخبة ومكتظة بملايين الزوار من كل جنس ولون، فهي اليوم مدينة موحشة وخالية وكئيبة، بعد أن أعلنت بريطانيا الإغلاق العام في البلاد، والذي يلزم المواطنين بالبقاء في البيوت وعدم الخروج إلا لممارسة الرياضة وشراء السلع الضرورية، كما أوقفت الحكومة أغلب مرافق الحياة، ومن ضمنها المدارس والجامعات التي ستلجأ إلى التعليم عن بعد..تابع

وقد جاءت كل هذه الإجراءات بعد أن شهدت البلاد قفزات هائلة في أعداد المصابين بجائحة كورونا، والنسخة المتحورة منه، حيث وصلت أعداد الإصابات إلى نحو ثمانية وستين ألف إصابة في اليوم الواحد، مع نحو ألف ومائتي حالة وفاة يومياً، وقال مكتب الإحصاءات الوطنية البريطاني (ONS) إن واحدًا من كل 50 شخصًا في إنجلترا مصاب بفيروس كورونا، وواحد من كل 30 شخصاً مصاب بهذا الفيروس في لندن، وإن الرقم قد يصل إلى واحد من كل عشرين في بعض مناطق العاصمة.>>والآن إليكم تفاصيل ما يحدث..من حرب على جبهتين وتقديم خطة طموحة بانتظار النجاح تبعا لتقارير وكالات الأنباء

 

قفزات هائلة في أعداد المصابين

 

الخروج للتسوق.. ولكن بشروط


الحرب على جبهتين

ساحة بيكادلي وسط لندن..خالية من الناس


واليوم تحارب بريطانيا جائحة كورونا بسلاحين، أولهما: الإغلاق العام واستخدام الكمامات، والالتزام بالتباعد الاجتماعي، ويبدو أن هذه الطريقة لم تنجح حتى الآن في كبح جماح الفيروس، ويبقى الأمل معقوداً على الطريقة الثانية وهي جرعات اللقاح حيث تستخدم بريطانيا ثلاثة أنواع منه، هو فايزر الذي يحتاج إلى تدابير خاصة في الخزن والنقل، ومنها توفر درجة حرارة تبلغ نحو 70 درجة تحت الصفر، والثاني هو لقاح جامعة أكسفورد وشركة أسترازينيكا وهو الأرخص سعراً والذي يمكن خزنه بدرجة حرارة الثلاجة العادية وهو اللقاح الذي يفضله ويأمن له كثير من البريطانيين..

 

حملة كبرى لتقديم اللقاح مجانا 

الأولوية في التطعيم لكبار السن..فوق ال80

وثمة لقاح ثالث أيضاً جرت المصادقة عليه مؤخراً، وقد بدأت البلاد حملة كبرى لتقديم جرعات اللقاح مجاناً للمواطنين، تكون الأولوية فيها للفئات الأكثر عرضة للإصابة من العاملين في الخطوط الأمامية من الطواقم الطبية وغيرها، وأيضاً كبار السن وممن يعانون من الأمراض المزمنة، وقد وصل عدد من تلقوا اللقاح حتى الآن حوالي مليوني شخص وهو ما يشكل نسبة ضئيلة من عدد السكان البالغ حوالي ثمانية وستين مليون نسمة، وهنالك خطة لتطعيم مليوني شخص أسبوعياً ليصل العدد إلى 13 مليون في منتصف الشهر الثاني، ويكون الشهر الثالث موعداً لرفع الإغلاق.


خطة طموحة بانتظار النجاح

الشرطة تنتشر في كل مكان وتفرض الغرامات على المخالفين


ولعل المشكلة الكبيرة التي تواجهها بريطانيا ليس في كمية اللقاح الذي يتوافر بما يكفي وأكثر، وإنما في السباق مع الزمن من أجل تقديم اللقاح إلى أكبر عدد من الناس، وصولاً إلى الهدف الرئيس وهو تطعيم نحو 70% من السكان، وهي النسبة الآمنة التي ستعلن بعدها بريطانيا عودة الحياة الطبيعية من جديد، وقد أعلن وزير اللقاحات البريطاني من أصل عراقي (ناظم الزهاوي) عن إمكانية إشراك الصيدليات الكبرى في عملية التطعيم وكذلك المستشفيات التي ستلغي كثيراً من الفحوصات الطبية الروتينية غير الضرورية مع وجود 1000 محطة تطعيم، ولعل الأمر اللافت هو إشارة رئيس الوزراء بوريس جونسون إلى إمكانية نزول الجيش إلى ميدان هذه المعركة المصيرية التي تهدد البلاد وقال وزير الدفاع (بن والاس) إن الجيش يقف على أهبة الاستعداد لإيصال مائة ألف جرعة في اليوم الواحد.


العمدة يحذر والشرطة تنتقد

إعلانات تدعو لالتزام البيت والمحافظة على الحياة


 

وتعد لندن هي المنطقة الأكثر تضرراً في بريطانيا، وهي واحدة من النقاط الساخنة الرئيسة لموجة الفيروس الأخيرة، وانتقدت شرطة العاصمة الأنانية التي تُظهرها فئة صغيرة من السكان ممن يتجاهلون القواعد، ويرفضون التوقف عن إقامة الحفلات في البيوت، مما يشكل أرضًا خصبة لانتشار الفايروس المتغير الأكثر قابلية للانتقال، وقد حذر عمدة لندن (صادق خان) من أن العاصمة لندن تمر بحدث جلل ومرحلة حرجة وأن الفيروس بات خارجاً عن السيطرة.