علماء يعكسون الشيخوخة بإكسير حياة اكتشف قبل قرن

علماء يعكسون الشيخوخة بإكسير حياة اكتشف قبل قرن
علماء يعكسون الشيخوخة بإكسير حياة اكتشف قبل قرن

بعد قرن من النسيان أعاد علماء  دراسة نظرية  العالم الروسي الحائز على جائزة نوبل وأحد مؤسسي علم المناعة إليا ميتشنيكوف التي ركز فيها على الشيخوخة بدلا من المناعة، والتي قلبت الأوساط العلمية، حينها رأسا على عقب .


وتجاهل العلماء هذه النظرية التي تربط ميكروبات الأمعاء بالشيخوخة الصحية لفترة طويلة على الرغم من أنها كانت شائعة في ذلك الوقت حتى عادت هذه النظرية إلى الواجهة من جديد، حيث ظهرت أهمية هذه البكتيريا المعروفة باسم ميكروبيوم الأمعاء، في تنظيم الصحة والمرض لدى الإنسان
وتتراكم الأدلة منذ ما يقرب العقد من الزمان على أن تكوين الميكروبيوم يتغير مع تقدم الإنسان في العمر. وفي عام 2012 ، أظهر بحث أجراه علماء في جامعة "كوليدج كورك" أن التنوع في الميكروبيوم مرتبط بصحة الإنسان وبحياته وضعفه والشيخوخة.


وبحسب مجلة "sciencealert" العلمية الشهيرة، راجع العلماء في عام 2017، أفكار العالم الروسي ميتشنيكوف، ووضعوها في سياق دراسة شيخوخة الدماغ، واظهرت النتائج أن الشيخوخة تسبب تغيرات في هذه البكتيريا والجهاز المناعي، وارتبط تدهور هذه البكتيريا بالتدهور المعرفي والقلق.


لكن العلماء ركزوا في دراسة لاحقة على الرابط بين النظام الغذائي الذي يستهدف الميكروبات والمخصب بالإينولين البريبيوتيك (مادة حيوية تغذي البكتيريا المفيدة في الأمعاء) وأظهرت النتائج أن هذا التدخل يقلل من آثار الشيخوخة في أدمغة الفئران في منتصف العمر. 


وترتبط الشيخوخة بزيادة حالات الالتهاب في جميع أجهزة الجسم، بما في ذلك الدماغ. وتلعب العمليات المناعية تلعب دورًا رئيسيًا في شيخوخة الدماغ، مع التركيز على دور خلية مناعية محددة وهي الخلايا الدبقية الصغيرة.

والمفارقة أن هذه هي نفس فئة الخلايا التي شاهدها العالم الروسي ميتشنيكوف في مجهره وسلط الضوء عليها، من خلال أنسجة أخرى في أواخر القرن التاسع عشر. لكن العلماء يعلمون الآن أن تنشيط هذه الخلايا يخضع للتنظيم المستمر بواسطة ميكروبيوم الأمعاء.


ووجد العلماء أخيرا أن المواد الكيميائية الموجودة في منطقة محددة من الدماغ التي تساهم في التعلم والذاكرة (الحُصين) كانت أشبه بتلك الموجودة في الفئران الصغيرة بعد زرع الخلايا الحية الدقيقة. تظهر النتائج بشكل قاطع أن الميكروبيوم مهم لصحة الدماغ في سن الشيخوخة.


تشير هذه الدراسات إلى أنه في المستقبل سيكون هناك تركيز على المعالجات الغذائية التي تستهدف الجراثيم أو العلاجات القائمة على البكتيريا والتي من شأنها تعزيز صحة الأمعاء والمناعة المثلى من أجل الحفاظ على الدماغ شابا وصحيا. "مثل هذه الاستراتيجيات ستكون إكسيرًا للحياة أكثر قبولا من عملية استخراج البكتيريا من البراز".


ويبدو أن المبادئ العامة لميتشنيكوف صحيحة: "حماية ميكروبات أمعائك قد تكون سر ينبوع الشباب. مع التقدم في الرعاية الصحية، ازداد طول العمر بشكل ملحوظ" وهو ما يؤكد صحة فرضيته.