الذئبة الحمراء مرضٌ مناعي يتطلب التعامل معه بعناية، والتنبُّه للأعراض المبكّرة، لاسيّما أنه مرضٌ مزمن، يهاجم فيه الجهاز المناعي أنسجة الجسم وأعضاءه، مثل: المفاصل، الجلد، الكلى، القلب والرئتين؛ مسبباً التهابات وأضراراً قد تصل إلى حدّ الوفاة.
ورغم أن المرض قد يظهر في أيّة مرحلة عمرية، إلا أن اكتشافه مبكراً قد يكون فرصةً للتعافي، أو على الأقل منع المضاعفات الخطيرة.
إعداد: إيمان محمد
أعراض أولية للذئبة الحمراء
تكمن المشكلة في أن أعراض الذئبة الحمراء الأولية، قد تكون غامضة أو مشابهة لأمراض أخرى؛ مما يؤخر التشخيص. ولكن هناك مجموعة من الأعراض التي تميّز هذا المرض المناعي الخطير، مثل:
تعب شديد غير مبرَّر
يُعَد الإرهاق المزمن من أبرز العلامات المبكّرة للذئبة الحمراء؛ حيث يشعر المريض بإنهاك جسدي حتى بعد فترات كافية من الراحة. ووفقاً لموقع Mayo Clinic؛ فإن هذا التعب ناجمٌ عن الالتهابات التي يسببها نشاط الجهاز المناعي، أو بسبب فقر الدم الناتج عن المرض، أو حتى كأثرٍ جانبي لمشكلات الكلى المرتبطة بحالات الذئبة الحمراء.
ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم
لنفس السبب السابق ذِكره، وهو الالتهابات، قد يصاب مريض الذئبة الحمراء بارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم. هذه الحمى غالباً ما تتراوح بين 37.5 و38 درجة مئوية؛ حتى وإن لم تكن مصحوبة بأعراض عدوى واضحة.
طفح الفراشة المميز
يُعَد الطفح الجلدي على شكل فراشة، الذي يمتد بين الأنف والخدين، من العلامات الأكثر شيوعاً للذئبة الحمراء. ويوضح الخبراء أن هذا الطفح قد يزداد مع التعرُّض لأشعة الشمس، وهو ما يُعرف بـ"حساسية الضوء"، وقد يظهر أيضاً على الرقبة والذراعين.
آلام وتيبُّس المفاصل
يشير موقع Healthline إلى أن الذئبة الحمراء قد تصيب المفاصل، ولذلك تعَد آلام المفاصل والشعور بالتيبُّس، من العلامات المميِّزة للذئبة الحمراء، لا سيّما إذا صاحبها تورُّم واحمرار. فإن المفاصل الصغيرة مثل أصابع اليدين والمعصمين، هي الأكثر عُرضة للإصابة في المراحل الأولى، وقد يتنقل الألم بين مفصل لآخر في نفس الفترة.
تساقُط الشعر
أحد الأعراض اللافتة التي قد تسبق التشخيص، هو تساقُط الشعر بشكل غير معتاد، والذي قد يكون منتشراً أو على شكل بقع دائرية في فروة الرأس. والسبب وراء تساقُط الشعر، يعود إلى الالتهابات التي تصيب الجلد؛ مما قد يسبب تلف بصيلات الشعر نتيجة النشاط المناعي المفرِط.
قروح الفم والأنف
تظهر القروح غيرُ المؤلمة في الفم أو على سقف الحلق أو داخل الأنف لدى العديد من مرضى الذئبة، وغالباً ما تمُر من دون ملاحظة إذا لم تكن مصحوبة بألم. هذه القروح قد تختفي وتعود بشكل متكرر.
ربما يهمكِ أيضاً التعرُّف إلى علامات الإصابة وطرق الوقاية من الروماتيزم في يومه العالمي
حساسية الضوء
أكّدت عدة دراسات، أن التعرُّض لأشعة الشمس حتى لفترات قصيرة، قد يؤدي إلى طفح جلدي أو زيادة الأعراض الأخرى المرتبطة بالذئبة الحمراء؛ مما يجعل الحماية من الشمس خطوةً ضرورية في حياة المريض اليومية.
الشعور ببرودةٍ في الأطراف
يعاني مريض الذئبة الحمراء من برودة الأطراف أغلب الوقت، أياً كانت حالة الطقس الخارجي؛ مما يُعرف بـ"ظاهرة رينود"؛ حيث تصبح أصابع اليدين والقدمين باردة ويتغيّر لونها إلى الأبيض أو الأزرق. وتتضاعف الحالة عند التعرُّض للبرد أو الضغط النفسي. هذا العارض المبكّر قد يدل على تأثُّر الدورة الدموية بالأمراض المناعية.
أعراض متقدمة للذئبة الحمراء وأكثر خطورة
مع تقدُّم المرض، قد تظهر أعراض مبكّرة تشير إلى تأثُّر الأعضاء الداخلية، مثل:
- تضرُّر الكلى: تورُّم القدمين أو حول العينين، وارتفاع ضغط الدم.
- أثرٌ على القلب والرئتين: ألمٌ في الصدر عند التنفس بعمق أو عند الاستلقاء.
- أثرٌ على الجهاز العصبي: صداع مستمر أو دُوار أو مشكلات في التركيز.
كيف تتعاملين مع الأعراض الأولية للذئبة الحمراء؟
التشخيص المبكّر يعتمد على الجمع بين الأعراض السابق ذكرها ونتائج الفحوص، مثل: اختبار الأجسام المضادة، والذي يتم تحديده من قِبل الطبيب. التأخُّر في التشخيص قد يسمح للمرض بإحداث أضرار دائمة في الأعضاء الحيوية. وبمجرد التأكُّد من الإصابة؛ فإن العلاج يتضمن الآتي:
- المتابعة الطبية المنتظمة: مراجعة طبيب مختص بالروماتيزم عند ظهور الأعراض المقلقة.
- تجنُّب المحفزات: مثل التعرُّض الزائد للشمس، أو الإجهاد البدني والنفسي.
- اتباع أسلوب حياة صحي: يتضمن التغذية المتوازنة، ممارسة النشاط البدني المعتدل، والحفاظ على مواعيد النوم.
- المراقبة الذاتية: تسجيل الأعراض وتطوُّرها؛ لمساعدة الطبيب على التشخيص الدقيق.
- خطة علاجية تعتمد على الأدوية، والتي يحددها الطبيب المختص بحسب المرحلة التي يمُر بها المرض في جسم المصاب.
الذئبة الحمراء مرضٌ معقد ومتعدد الأوجه، لكن الوعي بأعراضه المبكّرة، يمنح فرصة للتدخُّل العلاجي المبكّر والحدّ من مضاعفاته.
* ملاحظة من «سيّدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب مختص.
