mena-gmtdmp

كيفية التعامل مع الشريك في فترة التوتر والضغوط النفسية

زوجة تحاول أن تدعم زوجها وتشد من أزره فتمسك بيده لتقوي من عزيمته
زوجة تحاول أن تدعم زوجها وتشد من أزره للتغلب على المشاكل التي تواجهه

الشريك في فترة التوتر والضغوط النفسية قد يعاني من مجموعة كبيرة من التأثيرات الجسدية والعاطفية، يمكن أن تتراوح هذه التأثيرات من مشاكل بسيطة مثل الصداع والأرق إلى مشاكل أكثر خطورة مثل الاكتئاب أو الشعور بالإحباط واليأس، بل ويمكن أن يجعله أكثر انفعالاً وغضباً، وقد يُسبب تقلبات مزاجية سريعة وغير متوقعة، لذا فالتعامل مع الشريك في فترة التوتر يتطلب تضافر الجهود من الطرفين معاً لتقديم الدعم والتفهم المتبادل، بالسياق التالي "سيدتي" التقت خبيرة العلاقات الزوجية نهى الجهيني في حوار حول كيفية التعامل مع الشريك في فترة التوتر والضغوط النفسية.

العلاقة الزوجية الصحية تتضمن تحمل الضغوطات النفسية

زوج يحاول احتواء زوجته ويستمع لها خلال فترة من الضغوط والتوتر التي تعاني منها - المصدر: freepik by drobotdean


تقول خبيرة العلاقات الزوجية نهى الجهيني لـ"سيدتي": العلاقة الزوجية الصحية تتضمن مشاركة الزوجين في تحمل الضغوطات النفسية، وتقديم الدعم لبعضهما البعض في جميع الظروف، وهذه المشاركة والدعم هما أساس العلاقة الزوجية القوية والمستقرة، فللشريك دور كبير في تقديم الدعم والتفهم، كما أنه مصدر للأمان والراحة للشريك الآخر من خلال الاستماع الجيد، والتشجيع، وتوفير الدعم العاطفي، والمساعدة في إيجاد حلول للمشاكل، وعامة فالتعامل مع الشريك الذي يتعرض لضغوط معينة أو يواجه صعوبات بالحياة يقتضي أن يكون الشريك صبوراً ومتفهماً لتغيرات المزاج والسلوك، التي قد تطرأ على الشريك المتوتر، كذلك فمن الأهمية أن يكون موجوداً للاستماع والتعبير عن التعاطف مع ما يمر به الشريك الآخر.
قد ترغبين في التعرف إلى إجابة هذا التساؤل: هل الحب يكفي للزواج وجعل العلاقة الزوجية ناجحة؟

دور الشريك في دعم الشريك المتوتر والمضغوط نفسياً

تقول الجهيني: إن العلاقة الزوجية الصحية هي علاقة مبنية على المشاركة والدعم المتبادل، خاصة في الأوقات الصعبة، فللشريك دور حيوي في دعم الشريك والوقوف معه؛ لكي يتجاوز الصعاب ويخوض التحديات، ويمر بأمان بفترات المشاكل والذي يعزز بناء علاقة زوجية قوية ومستقرة ومستمرة، ويكون ذلك من خلال:

الاستماع الفعال

الاستماع الفعال هو أداة قوية للتعامل مع الشريك المتوتر والمضغوط نفسياً ودعمه، وذلك من خلال إظهار الاهتمام الحقيقي والتركيز على مشاعره، كما يمكنك مساعدته على الشعور بالراحة والاطمئنان، والاستماع بانتباه وتركيز لمشاكل وهموم الشريك المتوتر، ومنحه المساحة للتعبير عن مشاعره وأفكاره دون مقاطعة أو إصدار أحكام، لذا خصصي وقتاً للاستماع لشريكك دون مقاطعة، وحاولي فهم مشاعره ومخاوفه، كما يمكنك استخدم لغة جسد إيجابية (مثل التواصل البصري)؛ لتظهري له اهتمامك وانتباهك، فهكذا يمكنك فهم جذور المشكلة ومساعدة شريكك في إيجاد حلول.

التشجيع والتفهم

يجب على الشريك أن يشجع شريكه المتوتر، ويثني على جهوده في التعامل مع الضغوط، وأن يتفهم أن ردود أفعاله قد تكون ناتجة عن التوتر، فعبّري عن دعمك لشريكك بكلمات مشجعة وداعمة، وأظهري له تفهمك للضغوط التي يمر بها، تجنبي توجيه اللوم أو الانتقاد، بل كوني صبورةً ومتفهمة في تعاملك مع شريكك، وحاولي ألا تأخذي ردود فعله على محمل شخصي، وركزي على إظهار التعاطف له.

تقديم الدعم العاطفي

زوجة تحاول أن تدعم زوجها وتتعامل معه بمودة خلال فترة التوتر والضغوط النفسية التي يتعرض لها - المصدر freepik


يجب على الشريك أن يعبر عن حبه واهتمامه ودعمه للشريك المتوتر، وأن يطمئنه بأنه بجانبه وليس وحده في هذه الفترة، ولابد أن تتذكري أن الدعم العاطفي يمكن أن يكون له تأثير كبير على صحة شريكك النفسية والجسدية؛ لذا فإن تقديمك لدعمه في الوقت المناسب هو أمر مهم وضروري، ويتطلب استماعاً فعّالاً، فهماً لمشاعره، كما يجب أن يكون هذا الدعم متوافقاً مع احتياجاته، مع الحرص بعدم الضغط عليه للتحدث أو التفاعل إذا لم يكن جاهزاً أو مستعداً.

المساعدة في حل المشاكل

يمكن للشريك أن يساعد الشريك المتوتر في تحديد المشاكل ووضع خطط للتعامل معها أو إيجاد حلول لها، كما يمكنكِ مساعدته في حل المشاكل عن طريق تقسيمها إلى خطوات صغيرة، قابلة للحل، يمكن ذلك أن يساعد في تقليل الشعور بالإرهاق والتوتر. وتقديم الدعم العاطفي والمعنوي، وتشجيعه على طلب المساعدة المتخصصة إذا لزم الأمر. مع التأكيد على عدم تحميله المسؤولية كاملة.

تشجيع طلب المساعدة

إذا زادت حدة التوتر، وأصبحت تؤثر على حياة الشريك أو علاقتهما، يجب على الشريك أن يشجع الشريك المتوتر على طلب المساعدة من خلال الاستشارة الزوجية أو العلاج النفسي، فذلك بالتأكيد سيوفر مساحة آمنة لمعالجة المشكلات المرتبطة بالقلق والتوتر والضغوط النفسية.

الصبر والتفهم

يجب على الشريك أن يتحلى بالصبر والتفهم تجاه التغيرات التي قد تطرأ على سلوك الشريك المتوتر؛ لأنه في لحظاته الصعبة قد يحتاج إلى بعض التسامح والتغاضي عن الأخطاء البسيطة والصبر عليه، وتجنب الحكم عليه أو انتقاده وعدم الاستسلام بسهولة، فقد تحدث انتكاسات، ولكن من المهم الاستمرار في دعم الشريك ومساعدته على تجاوز هذه المرحلة.

تخصيص وقت للاسترخاء

التعامل مع الشريك المتوتر يمكن للطرف الآخر تخصيص وقت للاسترخاء معاً، والحصول على بعض الوقت من الراحة سوياً بعيداً عن ضغوط الحياة اليومية، ويمكن ذلك من خلال ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو التنفس العميق، أو ببساطة الاستمتاع بأنشطة ممتعة، فهذا يساعد على تخفيف الضغط النفسي والتوتر الذي قد يؤثر سلباً على العلاقة.

التركيز على الإيجابيات

حافظي على الإيجابية، وركزي على الجوانب الجيدة في علاقتكما، وحاولي أن تُذكري شريكك بنقاط قوته وإنجازاته، وأن تشجعيه على التركيز على الجوانب الإيجابية في حياته، فهذا يمكن أن يساعده في استعادة الثقة بالنفس وتحسين مزاجه، مع الحرص على تقديم تعابير جسدية بسيطة تدل على الحب والاهتمام.
والرابط التالي يعرفك كذلك إلى تحديات تواجه الزوجين في السنة الأولى من الزواج