mena-gmtdmp

جديد سرطان الثدي مع رئيس الجمعية اللبنانية للأورام

أكتوبر الوردي شهر التوعية حول سرطان الثدي- المصدر: pexels-leeloothefirst
أكتوبر الوردي شهر التوعية حول سرطان الثدي- المصدر: pexels-leeloothefirst

يُعَدّ سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء حول العالم. ومع ذلك؛ فإن التطورات الطبية والعلمية لا تتوقف عند حدود التشخيص والعلاج التقليدي. فقد شهدت السنوات الأخيرة إنجازات لافتة؛ بدءاً من تقنيات الكشف المبكر الأكثر دقة، مروراً بالعلاجات الموجّهة والمناعية، وصولاً إلى الأبحاث التي تُبشّر بمستقبل أفضل للوقاية والرعاية.
هذه المستجدات لا تمنح المرضى أملاً جديداً فحسب؛ بل تفتح أيضاً آفاقاً أوسع لفهم طبيعة المرض والحدّ من آثاره.
للاطلاع على جديد سرطان الثدي، التقت «سيّدتي» الاختصاصي في أمراض الدم والأورام السرطانية، ورئيس الجمعية اللبنانية للأورام الدكتور روجيه خاطر، فكان معه حوارٌ هنا نَصه.

الدكتور روجيه خاطر

هل أعداد الإصابات بسرطان الثدي عموماً إلى ارتفاع؟

نعم، نسبة الإصابة بالسرطان عموماً في تزايُد مستمر حول العالم، لكن هذا التزايُد يحدث ببطء. والأسباب ليست واضحة تماماً، لكن يُرجّح أن هناك عدة عوامل تؤدي إلى ذلك.

ما هي الأسباب الأكثر ترجيحاً للإصابة بسرطان الثدي؟

فضلاً على عدة أسباب باتت معروفة تتصل بنمط الحياة والوراثة؛ فالناس باتوا يعيشون لفترات أطول؛ مما يَزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السرطان؛ خصوصاً وأنه مرض يظهر غالباً بعد سن الأربعين أو الخمسين.

سرطان الثدي بات يمكن الشفاء منه بنسب عالية. فما هي توصياتكم للنساء بشأن فحوص الكشف المبكر؟

سرطان الثدي
الحرص على إجراء الفحوص اللازمة لسرطان الثدي سنوياً- المصدر:pexels-klaus-nielsen


نسب الشفاء في سرطان الثدي قد تصل إلى 90 بالمئة لدى اكتشافه في مراحله الأولى. وقد لعب تطور وسائل التشخيص دوراً كبيراً في ذلك؛ حيث اليوم أصبح بإمكاننا الكشف عن الأورام الصغيرة في مراحلها المبكرة، والتي لم نكن نتمكن من رؤيتها سابقاً.
ولأن نسب الشفاء عالية من سرطان الثدي إذا تم اكتشافه في مراحله المبكرة، لذلك ننصح بأن تخضع المرأة لصورة الثدي (الماموغرام) سنوياً بعد سن الخامسة والأربعين، بالإضافة إلى الفحص الذاتي الشهري، والمتابعة الطبية الدورية مرة في السنة على الأقل.
قد تهمك قراءة تأثير النظام الغذائي على الوقاية من سرطان الثدي وفق اختصاصية

ما هي أنواع سرطان الثدي الأكثر انتشاراً؟

سرطان الثدي ليس نوعاً واحداً كما يعتقد البعض. فهناك نوع شائع يُعرف بالـ"أدينوكارسينوما" Adenocarcinoma (السرطان الغدي)، وهو نوع خبيث يمكن أن ينتشر إلى أعضاء أخرى.
وهناك نوع آخر يُدعى سرطان القنوات الموضعي (Ductal Carcinoma in Situ- DCIS)، وهو سرطان غير غازٍ، يبقى داخل قنوات الحليب. ورغم أنه ليس سرطاناً غازياً، إلا أنه قد يتحوّل إلى ذلك لاحقاً. لذا من الضروري استئصاله ومعالجته.

هل بروتوكول علاج سرطان الثدي موحدٌ أم يعتمد على خصوصية كلّ حالة؟

لا يوجد بروتوكول موحّد لعلاج سرطان الثدي؛ لأن السرطان نفسه ليس واحداً من الناحية البيولوجية. فبيولوجيا المرض تختلف من امرأة إلى أخرى، حسب مدى تأثره بالهرمونات أو بعوامل أخرى في الجسم. كما تختلف الخطة العلاجية بحسب سن المريضة، وحالة الهرمونات لديها- أيْ إذا كانت قبل سن انقطاع الطمث أو بعده.
جميع هذه العوامل تجعل من الضروري أن يكون العلاج مصمّماً خصيصاً لكلّ حالة على حدة. مما يعني أنه لا يوجد "بروتوكول عام" يمكن تطبيقه على جميع النساء المصابات بسرطان الثدي.

ما هي أنواع العلاجات المعتمَدة لسرطان الثدي؟

سرطان الثدي لا يُعالَج فقط بالعلاج الكيميائي. بل يتطلّب غالباً مزيجاً من العلاجات: الجراحة، والعلاج الإشعاعي، والعلاج الكيميائي. ومن هنا؛ فعندما يتم تشخيص إصابة امرأة بسرطان الثدي، من المهم أن تُعرض حالتها على هذه التخصصات الثلاثة مجتمعة قبل اتخاذ القرار بشأن الخطة العلاجية والتسلسل العلاجي المناسب.

لقد شهدنا ثورة جديدة مؤخراً مع علاج جديد لسرطان الثدي النقيلي. ما تعليقكم؟

هناك تطورات واعدة؛ خاصةً لدى المريضات اللواتي تحتوي خلاياهن السرطانية على ما يُعرف بوسمة HER2. فوجود هذه العلامة، يجعل الورم أكثر عدوانية وانتشاراً. لكنه أيضاً يستجيب بشكل جيّد لعلاجات مخصصة. من بين هذه العلاجات المتقدمة، هناك دواء حديث تسوّقه شركة "أسترازينيكا"، وهو فعّال جداً في هذا النوع من السرطان، ويُظهر نتائج واعدة ليس فقط في سرطان الثدي؛ بل أيضاً في سرطانات أخرى مثل الرئة، المبيض، والرحم.
هنا أودّ الإِشارة إلى أنه بالنسبة للمريضات اللواتي لديهن سرطان الثدي النقيلي الإيجابي HER2، إذا تمّ تشخيص المرض في مراحله المبكرة؛ فإن العلاجات الموجّهة لهذه الوَسمة تكون فعّالة جداً، وتُؤمّن نسب شفاء عالية لعدد كبير من النساء.
أما إذا جاءت المريضة والطبيب اكتشف أن المرض أصبح متقدّماً ومتفشياً، مثلاً إلى الرئة أو الكبد أو أعضاء أخرى. فحتى في هذه الحالات، العلاجات الحديثة لـHER2 قد تعطينا نتائج مذهلة أحياناً، لدرجة أننا قد نُسيطر على المرض بشكل كامل أو نجعله "نائماً" لفترة طويلة.

ماذا يعني أن يكون سرطان الثدي "نائماً"؟

يعني أن المرأة تعيش وكأنها لا تعاني من أيّ مرض. يبقى المرض موجوداً في الجسم، لكن لا يتطوّر، ولا يسبب أعراضاً، وكأنه غير موجود.
لذلك، هذا النوع من الأدوية أصبح اليوم حجر أساس في علاجاتنا. ونأمل في المستقبل أن تأتي أدوية أكثر تطوراً؛ حتى نصل إلى مرحلة يمكن فيها القضاء نهائياً على جميع أنواع السرطان.


* ملاحظة من «سيّدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب مختص.