سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء في جميع أنحاء العالم، ويمثل تهديداً حقيقياً للصحة العامة، لا سيما في المجتمعات التي تعاني من ضعف الوعي الصحي، أو ضعف الوصول إلى خدمات الرعاية الطبية. لكن الخبر السار أن الكشف المبكر عن سرطان الثدي يمكن أن يُحدث فارقاً كبيراً في فرص النجاة والعلاج الناجح.
سرطان الثدي هو نوع من أنواع السرطان الذي ينشأ في خلايا الثدي، حيث تبدأ الخلايا بالنمو بشكل غير طبيعي وخارج عن السيطرة، وعادةً ما يبدأ هذا النمو في خلايا القنوات التي تنقل الحليب أو في الغدد المسؤولة عن إنتاج الحليب. يمكن أن ينتشر سرطان الثدي من الثدي إلى أجزاء أخرى من الجسم؛ مثل العقد الليمفاوية والرئتين والعظام، إذا لم يتم اكتشافه وعلاجه مبكراً.
ما هي أنواع سرطان الثدي؟

عند البحث عن أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي نوضح أنّ هناك أنواعاً متعدّدة من سرطان الثدي، وأهمها كما جاء في موقع National Institutes Of Health:
- السرطان القنوي الموضعي: هو نوع من السرطان يبدأ في قنوات الحليب، ويظل محصوراً فيها من دون الانتشار إلى الأنسجة المحيطة. يُعتبر هذا النوع من السرطان في مراحله المبكرة.
- السرطان الغازي: هذا النوع هو الأكثر شيوعاً، حيث يبدأ في قنوات الحليب، ولكنه ينتشر بعد ذلك إلى الأنسجة المحيطة بالثدي.
- السرطان الفصيصي الموضعي: يبدأ في الغدد المسؤولة عن إنتاج الحليب، ويُعتبر علامة على زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، لكنه في حد ذاته ليس سرطاناً غازياً.
- السرطان الفصيصي الغازي: يبدأ في الغدد المنتجة للحليب، ثم ينتشر إلى الأنسجة المحيطة، ويشكّل نسبة أقل من سرطان الثدي الغازي مقارنة بالسرطان القنوي الغازي.
6 أعراض لسرطان الثدي
الأعراض الخاصة بسرطان الثدي قد تختلف من سيدة إلى أخرى، لكن هناك بعض العلامات الشائعة التي يمكن أن تنبّه بوجود مشكلة، وتشمل:
- وجود كتلة أو سماكة غير طبيعية في الثدي أو تحت الإبط.
- تغيّرات في حجم أو شكل الثدي.
- إفرازات غير عادية من الحلمة، خصوصاً إذا كانت مصحوبة بدم.
- تغير في جلد الثدي، مثل احمرار أو تجعّد الجلد.
- حكّة أو تقشّر في الحلمة أو المنطقة المحيطة بها.
- ألم في الثدي أو الحلمة، على الرغم من أن الألم ليس عارضاً شائعاً لسرطان الثدي.
عوامل خطر للإصابة بسرطان الثدي
تتعدّد عوامل الخطر التي قد تزيد من احتمال الإصابة بسرطان الثدي، وهي كالآتي، كما ورد في موقع Health Hub الطبي:
- تزداد فرص الإصابة بسرطان الثدي مع تقدّم العمر، خصوصاً بعد سن الأربعين.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي أو المبيض يزيد من احتمال الإصابة.
- بعض الطفرات الجينية، مثل BRCA1 وBRCA2، ترتبط بزيادة خطر الإصابة.
- العلاج الهرموني المطوّل، مثل استخدام الهرمونات بعد انقطاع الطمث، يمكن أن يزيد من احتمال الإصابة.
- السمنة، قلة النشاط البدني والتدخين.
ما رأيكِ بالاطلاع على الأورام الخبيثة.. جديد علاج السرطان بالأشعة وفق طبيب جراح.
أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي

الكشف المبكر عن سرطان الثدي ليس خياراً بل ضرورة حياتية. إنه الخطوة الأولى نحو النجاة، وهو أداة فعالة في محاربة هذا المرض الذي يمكن السيطرة عليه بشكل كبير إذا تم اكتشافه مبكراً. من المهم تعزيز الوعي الصحي بين النساء، وتشجيع الفحص الدوري، والعمل على إزالة الحواجز النفسية والمجتمعية التي تعيق الإقبال عليه. إليكِ فوائد الكشف المبكر، كما ورد في موقع Cleveland Clinic:
- زيادة فرص الشفاء: عندما يُكتشف سرطان الثدي في مراحله المبكرة، تكون فرص الشفاء التام منه مرتفعة جداً، حيث تصل نسب النجاة إلى أكثر من 90% في بعض الحالات.
- علاج أقل قسوة وتكلفة: في المراحل المبكرة، قد يكتفي الأطباء بالعلاج الجراحي البسيط أو العلاج الهرموني من دون الحاجة إلى العلاج الكيميائي أو الإشعاعي المكثف.
- تحسين جودة الحياة: يقلل الكشف المبكر من احتمال حدوث المضاعفات الجانبية الجسدية والنفسية، التي قد تترتب على الإصابة بالسرطان في مراحله المتقدّمة.
- تخفيف العبء الاقتصادي على الأسرة والمجتمع: العلاجات المتقدّمة مكلفة وتتطلب موارد طبية كبيرة. الكشف المبكر يُسهم في تقليل هذه التكاليف.
متى يجب البدء بالكشف المبكر؟
- الفحص الذاتي للثدي: يبدأ من عمر العشرين عاماً، ويُنصح بأن تقوم المرأة بفحص ذاتي شهري بعد انتهاء الدورة الشهرية بيومين إلى 3 أيام.
- الفحص السريري عند الطبيب: من عمر 25 إلى 40 سنة، مرة كل 1-3 سنوات.
- بعد عمر 40 سنة: مرة سنوياً، أو حسب توصية الطبيب؛ بناءً على عوامل الخطورة.
- تصوير الثدي بالأشعة (الماموغرام): ينصح ببدئه من عمر 40 عاماً فما فوق، ويُكرّر كل سنة أو سنتين، إلا في حال وجود عوامل خطر وراثية أو طبية، فقد يُطلب إجراؤه في عمر أصغر.
- تصوير الثدي بالموجات فوق الصوتية: يقترح الأطباء أن يترافق دائماً مع صورة الأشعة، للتمكن من رصد أي تغييرات في الثدي.
الوسائل المتاحة للكشف المبكر
- الفحص الذاتي: مجاني وبسيط، ويمكن لأي امرأة تعلمه وممارسته في المنزل.
- الفحص السريري: يقوم به الطبيب المختص أو الممرضة المدرّبة.
- الماموغرام (تصوير الثدي) والتصوير بالموجات فوق الصوتية: وسيلة جيدة للكشف المبكر. يُظهر التغييرات الدقيقة التي قد لا تُحَس بالفحص اليدوي.
- التصوير بالرنين المغناطيسي: تُستخدم في بعض الحالات المخصصة، خصوصاً عند النساء صغيرات السن أو ذوات الثدي الكثيف.
التحديات التي تواجه الكشف المبكر
- ضعف الوعي الصحي ووجود خرافات حول السرطان.
- الخوف من نتيجة الفحص أو من نظرة المجتمع.
- نقص الإمكانات الطبية في بعض المناطق.
- التكاليف المرتفعة في بعض الدول التي لا توفر هذه الفحوص مجاناً.
- آلات التصوير القديمة التي قد لا تكشف أدق التفاصيل.
من المفيد التعرّف إلى أكثر أنواع السرطان انتشاراً في العالم لدى النساء في اليوم العالمي للسرطان.
نصائح وإرشادات مهمة للكشف المبكر والوقاية من سرطان الثدي
- التزمي بالفحص الذاتي الشهري للثدي: قومي به بعد 2-3 أيام من انتهاء الدورة الشهرية.
- افحصي الثدي بحركات دائرية وبضغط خفيف ومتوسط.
- راقبي أي تغيّر في الشكل أو اللون أو الإحساس.
- لا تتجاهلي أي أعراض غير طبيعية؛ مثل وجود كتلة، تغير في شكل الحلمة، خروج إفرازات غير معتادة، أو تغيرات في الجلد (تجعد أو احمرار).
- راجعي الطبيب فوراً إذا لاحظتِ أياً منها، حتى لو لم يكن مؤلماً.
- الالتزام بالفحوص الدورية الموصى بها؛ مثل زيارة الطبيب للفحص السريري مرة واحدة على الأقل سنوياً بعد سن الأربعين.
- إجراء تصوير الماموغرام حسب العمر، والتوصيات الطبية (عادة كل سنة أو سنتين بعد الأربعين).
- إذا كان لديكِ تاريخ عائلي للمرض: تحدّثي مع طبيبكِ حول إمكانية إجراء فحوص مبكرة، أو فحوص جينية؛ مثل BRCA1 وBRCA2.
فيما يخص الوقاية من سرطان الثدي ونمط الحياة الصحي
- اتبعي نظاماً غذائياً متوازناً غنياً بالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة.
- قلّلي من الدهون المشبعة، اللحوم المصنّعة والسكريات.
- مارسي النشاط البدني بانتظام: 30 دقيقة من النشاط المعتدل (مثل المشي السريع) معظم أيام الأسبوع. النشاط البدني يساعد في الحفاظ على وزن صحي وتقليل خطر الإصابة.
- حافظي على وزن صحي: السمنة، خاصة بعد سن اليأس، ترتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي.
فيما يخص التوعية والدعم النفسي
- كوني على دراية بخطتكِ الشخصية للفحص: سجلي تواريخ الفحوصات وتذكّري مواعيدها.
- شاركي في حملات التوعية والفحص المجاني: استفيدي من الحملات التي تنظمها المؤسسات الصحية، خصوصاً في شهر أكتوبر (شهر التوعية بسرطان الثدي).
- شجّعي من حولكِ على الفحص: تحدّثي مع صديقاتكِ وأفراد عائلتكِ عن أهمية الكشف المبكر، وشاركي تجربتكِ إن وجدت.
- تجنّبي الخوف والقلق المفرط: الخوف من النتيجة لا يجب أن يمنعكِ من الفحص، التردّد أو التأخير قد يكون خطيراً.
ينصح بمتابعة دليلكِ لإجراء الفحوصات الدورية حسب العمر لا تستهيني بها
* ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، تجب استشارة طبيب مختص.