تألّق القصر الدوقي الكبير في لوكسمبورغ بأنوار تنعكس من مئات حبات الألماس، إذ تلألأت الملكات والأميرات بتيجان تاريخية مذهلة خلال مأدبة عشاء احتفالية بمناسبة تولّي الدوق الأكبر غيّوم العرش. وقد اختارت الملكة ماكسيما ملكة هولندا، والملكة ماتيلد ملكة بلجيكا، والأميرة كاترينا أماليا والأميرة إليزابيث، مجوهراتٍ أثرية لا تُقدّر بثمن من مجموعاتهنّ الملكية الخاصة لهذه المناسبة الرسمية الفاخرة.
فما هي أبرز التيجان الملكية التي زينت الملكات والأميرات اللواتي حضرن حفل تولي الدوق الأكبر غيوم عرش لوكسمبورغ.
الملكة ماتيلد وتاج المقاطعات التسعة
تملك العائلة الملكية البلجيكية عدداً محدوداً من التيجان الملكية، إذ انتقلت بعض القطع إلى نساء تزوّجن خارج العائلة، فيما تم بيع البعض الآخر. ومع ذلك، ما زال تاج The 9 Provinces يحتل مكانة بارزة في مجموعة العائلة، لذلك اختارت الملكة ماتيلد Mathilde ملكة بلجيكا أن ترتديه من أجل الاحتفال بتولي الدوق الأكبر غيوم عرش لوكسمبورغ ولتكمل به أناقة فستانها الأحمر من أرماني بريفيه Armani Prive.
يعود تاريخ هذا التاج إلى العام 1926 حيث قُدّم هدية للأميرة أستريد من السويد يوم زفافها إلى الملك ليوبولد المستقبلي، وهو يتميّز بإمكانية تعديله وتنسيقه بعدة طرق مختلفة تبعاً للمناسبة، إذ يتكوّن من طوق أو عصابة مصنوعة بأسلوب ونمط إغريقي لافت (meander bandeau) تم رصفه بالكامل بأحجار الألماس الدائري، وتعلو هذا الطوق نتوءات وأقواس متشابكة يمكن فكّها أو إضافتها على مراحل متعددة، مما يُتيح إنشاء عدة أشكال مميزة وفريدة من نوعها. يُعتبر هذا الأسلوب الملتفّ من التصاميم المفضلة لدى الملكة ماتيلدا، التي ظهرت متألقة بهذا التاج أمس.
الملكة ماكسيما وتاج الياقوت الأزرق الهولندي
تألقت الملكة ماكسيما ملكة هولندا بإطلالة ملكية فخمة في حفل العشاء الفخم الذي أقيم على شرف الدوق الأكبر الجديد للوكسمبورغ، واختارت فستاناً من الدانتيل من ناتان كوتور Natan Couture علامة الأزياء المفضلة لديها، وأكملت إطلالتها بأحد أفخم التيجان الملكية في خزينة المجوهرات الهولندية وهو تاج Dutch Sapphire أو تاج الياقوت الأزرق الهولندي، هذا التاج يعود للملكة إيما ويأتي مرصعاً بـ655 حجراً من الألماس و33 حجراً من الياقوت الأزرق كبير الحجم استقدمت من سيلان، وهو يحمل توقيع دار ميزون فان دير ستخل Maison van der Stichel في عام 1881، ويُعتقد أنه استند إلى تصميم من ابتكار أوسكار ماسين يعود إلى عام 1867.
اشترى الملك ويليم الثالث التاج وسوارين لإكمال قطع مجوهرات من الياقوت الأزرق ويصبح لدى الملكة إيما طاقماً كاملاً Parure. ارتدت الملكة إيما تاجها الفاخر ومجموعة المجوهرات الكاملة في العديد من الصور الرسمية خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن التاسع عشر، وقد ظل التاج في حوزتها حتى نهاية حياتها، وقد تم تعديل هيكله وإزالة بعض أحجار الألماس منه في عام 1928 على يد دار فان كيمبن، بيغير آند فوس Van Kempen, Begeer, & Vos.
بالعودة إلى الملكة ماكسيما، فقد ارتدت أيضاً زوجاً من الأقراط وبروش ضخم مرصعة بالياقوت الأزرق من الطقم نفسه لتكمل إطلالتها.
اقرئي أيضاً لمناسبة يوم ميلادها: تيجان الأميرة آن... قطع تحمل أناقة ملكية بطابع كلاسيكي
الدوقة الكبرى ستيفاني وتاج اللفافة البلجيكي
الدوقة الكبرى ستيفاني دوقة لوكسمبورغ الجديدة اختارت فستاناً أزرق اللون من إيلي صعب Elie Saab تميز بكاب ملكي انسدل فوق كتفيها، وأكملت إطلالتها بتاج تاريخي يعود إلى دوقية لوكسمبورغ. وقد اختارت الدوقة الكبرى ستيفاني من لوكسمبورغ ارتداء هذا التاج الفخم الذي أُهدي إلى الدوقة الكبرى السابقة جوزفين شارلوت عام 1953. ومنذ وفاة جوزفين شارلوت عام 2005، أصبح هذا التاج يُرتدى حصرياً من قبل زوجة ابنها، الدوقة الكبرى السابقة ماريا تيريزا، التي تعدّه من أكثر التيجان المحبّبة إلى قلبها. وفي هذه الأمسية، ارتدته الدوقة الكبرى الجديدة ستيفاني، في إشارة رمزية إلى انتقال المشعل بين الأجيال. ويحمل اسم التاج وتاريخه أيضاً لمسة وفاء لجذور الدوقة الكبرى ستيفاني البلجيكية.
قُدِّم تاج اللفافة البلجيكي Belgian Scroll Tiara إلى الأميرة جوزفين شارلوت من بلجيكا كهدية زفاف من بنك سوسيتيه جنرال عام 1953، عند زواجها من الدوق الأكبر للوكسمبورغ. صاغ التاج الصائغ البلجيكي هنري كوسمان Henry Cosseman من البلاتين المرصّع بـ854 حجراً من الألماس، يبلغ مجموع وزنها 46.42 قيراطاً. أمّا حجر الألماس المركزي الذي يزن 8.1 قيراط، فيمكن فكّه وارتداؤه كخاتم، كما يمكن فصل الجزء الأوسط بالكامل ليُرتدى كبروش أنيق.
يمكنك أيضاً قراءة لمناسبة يوم ميلادها الـ18: أميرة الدنمارك ترتدي تاجاً عريقاً ووساماً بأعلى رتبة
الأميرة كاترينا أماليا وتاج الملكة إيما الماسي
الأميرة كاترينا أماليا ولية عهد هولندا ارتدت فستاناً أخضر اللون من مونيك لويلهيير Monique Lhuillier وأكملت إطلالتها بتاج تاريخي يعود إلى عهد الملك ويليم الثالث ملك هولندا، وهو تاج الملكة إيما الماسي Queen Emma Diamond Tiara. وكما يوحي اسمه، فإن مركز هذا التاج يتكوّن من 3 وردات مرصّعة بالألماس يمكن فصلها واستبدالها بأحجار أخرى. والمثير للاهتمام أن التصميم الذي ظهر الليلة لا يُظهر التاج بكامل فخامته، إذ يمكن تزيين أعلاه بخمس نجوم ماسية إضافية عند الرغبة. يُعدّ هذا التاج من القطع المفضّلة لدى جدّتها، الملكة السابقة بياتريكس، التي ارتدته في زيارات رسمية حول العالم. وربما يُعدّ اختيار الأميرة كاثارينا-أماليا له في هذه المناسبة إشارة أولى لما يمكن أن نتوقّعه حين تتولّى العرش الهولندي يوماً ما.
الأميرة إليزابيث وتاج الألماس
الأميرة إليزابيث ولية عهد بلجيكا اختارت فستاناً فضي اللون من جني بيكهام Jenny Peckham ونسقت إطلالتها مع تاج مرصع بالألماس بأسلوب الـFestoon الزهري، وهو التاج نفسه الذي ظهرت به لأول مرة في حفل عيد ميلاد الأميرة إنغريد ألكسندرا الثامن عشر في النرويج عام 2022. يُعدّ هذا التاج قطعة عتيقة من الألماس تعود إلى أواخر القرن التاسع عشر، اشتراه والداها، الملك فيليب والملكة ماتيلدا، كهدية لعيد ميلادها الثامن عشر عام 2019. يتميّز تصميمه بعناصر زخرفية أنيقة كانت شائعة في تلك الحقبة، ويُعتقد أنه التاج المعروف باسم تاج فِستي (Vestey Tiara)، الذي كان يوماً ما ملكاً لإحدى سيدات الأرستقراطية البريطانية، رغم أن هذه المعلومة لم تؤكَّد رسمياً بعد.
ظهرت الأميرة إليزابيث بهذا التاج أيضاً خلال حفل زفاف ولي العهد الأردني الأمير الحسين، مما عزّز مكانة هذه القطعة كأحد رموز أناقتها الملكية المتجدّدة.