لا يتوقف الأطباء عن التوصية برعاية المرأة الحامل من قبل المحيطين بها، ومع اكتشاف أن هناك بعض التصرفات التي تقوم بها عن غير قصد؛ فقد تؤذي جنينها وسلامة حملها، فتزداد التوصيات بأهمية رعاية الزوج، وهو شريك الحياة، للأم الحامل، وعدم القيام ببعض التصرفات الخاطئة، سواء من جانبه، أو من خلال تصرفات تقوم بها هي نفسها ولا تعرف ضررها.
من التوصيات التي توصي الزوج؛ مراعاة الحالة النفسية للزوجة الحامل، وتوصيات أخرى ترتبط بحياتها اليومية، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك"، وفي حديث خاص بها، باستشارية طب النساء والولادة الدكتورة رضوى عليان، حيث أشارت إلى 4 تصرفات تضر بصحة الزوجة الحامل يجب ألا يقوم بها الزوج، ومنها عدم تعريضها للمنظفات الكيميائية وأبخرة الطبخ وغيرهما في الآتي:
1- إهمال الحالة النفسية للزوجة الحامل
اعلمي أنه من الضروري أن يراعي الزوج حالتك النفسية، وأن يحسن التعامل معكِ؛ لكي لا تتعرضي للانفعالات النفسية؛ مثل القلق والتوتر، حيث كشفت دراسة بريطانية حديثة أن تعرض المرأة الحامل للتوتر أثناء مرحلة الحمل يؤثر على الطفل مستقبلاً، حيث يؤثر على صحته العقلية والذهنية، ويؤدي إلى إصابته بأعراض القلق والتوحد والوسواس القهري، وقد كان من المعتقد سابقاً أن توتر الحامل يؤثر على صحتها فقط، ولكن إجراء دراسات كثيرة، ومنها هذه الدراسة البريطانية التي أجريت في كلية كينجز، توصلت إلى أن معاناة الأمهات الحوامل من التوتر أثناء فترة الحمل؛ يؤدي إلى تغيرات في تطور المادة البيضاء خصوصاً، وهي المسؤولة عن الجهاز العصبي لدى الأجنة، حيث يتسرب هرمون الكورتيزول -وهو هرمون التوتر- من الرحم إلى المشيمة فالحبل السري، فيؤثر على الطفل مستقبلاً.
تذكري أنه قد أجريت هذه الدراسة البريطانية من خلال توزيع استبيان على نحو 250 سيدة حامل، اعترفن بأن فترة الحمل قد مرت بهنّ مع مشاكل نفسية وعصبية وأسرية، وعشن أجواءً من التوتر النفسي والقلق، كما لوحظ أن هذه الأعراض النفسية تؤدي إلى ولادة الأطفال في الأسبوع الثالث والعشرين من الحمل، إلى ما يقرب من الأسبوع الثالث والثلاثين منه؛ أي لا تكتمل مدة الحمل الطبيعية لدى الأمهات، وقد تمت دراسة سلوك ونفسية هؤلاء الأطفال أيضاً، والذين تعرضت أمهاتهم للتوتر والقلق خلال فترة الحمل بهم.
لاحظي أنه قد خلصت الدراسة إلى أن هناك اكتشافاً علمياً تم التوصل إليه لأول مرة عن دور التوتر والقلق في انكماش أو تمدد المادة البيضاء، حيث تبين أن توتر وقلق الأم الحامل يؤدي إلى انكماش المادة البيضاء، وحدوث تغير في تكوينها لدى الصغار؛ بسبب تأثير الهرمون المعروف بهرمون التوتر على أجسامهم ونموهم، وبعد الولادة تظهر عليهم صعوبات الرضاعة، وكذلك النوم غير المنتظم وكثرة البكاء، وكذلك اضطرابات مختلفة في الأمعاء.
2- تعريضها لأبخرة الطبخ باستمرار
اعلمي أنه من الضروري أن يراعي الزوج عدم تعرض زوجته لأبخرة الطبخ، وما يصاحبها من حرارة مرتفعة، حيث إن التعرض المستمر للحرارة العالية والأبخرة الساخنة والمباشرة الناتجة عن الطبخ؛ يمكن أن يؤثر سلبياً على صحة الأم وصحة الجنين أيضاً، فقد يتسبب التعرض للحرارة مع بعض الأبخرة في إصابة الطفل القادم بعيوب خلقية، بالإضافة إلى حدوث مشاكل نمو الجنين ومعدله.
حاولي لفت نظر الزوج إلى أنه في حال اضطرارك لقضاء وقت في المطبخ وعدم وجود شخص بديل للقيام بذلك بدلاً منكِ، فيجب أن يراعي تهوية المطبخ بشكل جيد أثناء عملية الطبخ، واستخدم شفاط الهواء (جيد الصنع) لتقليل تراكم الأبخرة وتجمع الحرارة، وكذلك يجب أن تحاولي الحد من وقت التواجد في المطبخ، خاصةً في أوقات طهي الطعام الذي يحتاج وقتاً طويلاً للإعداد، وكذلك على الزوج أن يراعي تجنبك الوقوف لفترات طويلة؛ لأنه يزيد من الإجهاد على ظهر وساقي الحامل.
3- تعريضها لأعمال التنظيف اليومية
اعلمي أن تعرضك إلى المواد الكيميائية التي تحتوي عليها المنظفات المنزلية والمعقمات والمطهرات، وكذلك المعطرات التي تستخدم لتعطير المكان وهي تتكون من المواد الكيميائية الضارة، يمثل خطراً عليكِ، وعلى الرغم من ذلك؛ فهي مستحضرات لا تستغني عنها ربة البيت؛ لكي تضفي النظافة والرائحة العبقة على بيتها، ولكنها في حال استخدامها بإفراط وخلطها مع بعضها؛ قد يؤدي ذلك إلى إصابة الحامل بالتسمم والأمراض الجلدية التي تحتاج إلى علاج بالكريمات التي تتسرب إلى الدم وتضر الجنين، وكذلك فهذه المنظفات قد يؤدي خلطها من دون رقابة إلى انبعاث غازات سامة؛ قد تؤدي لاختناق الأم وتضر الجنين.
لاحظي أن استخدام المنظفات خلال الحمل هو بحد ذاته يكون ضاراً، فالروائح النفاذة قد تصيب بعض النساء الحوامل بالحساسية، وتنتابهن نوبات عطاس وادماع مستمرة، كما أن مواد تنظيف الحمامات والمطبخ وحتى غسل الأطباق بهذه المواد يكون ضاراً؛ لأنه ينبعث منها غاز الأمونيا؛ الذي يتسبب في مشاكل في التنفس، كما أن مواد التنظيف تحتوي على ثنائي إيثانول أمين، وأيضاً كلوريد الفينيل، وهما من المواد الضارة جداً للجهاز التنفسي، حيث أثبتت الأبحاث أن معظم مواد التنظيف الحديثة، رغم جودتها في التنظيف، فهي تحتوي على مواد مسرطنة، مما يؤدي لإصابة النساء، خصوصاً بسرطان الرئتين، وتحوصل وتليف الرئتين.
4- ترك الزوجة تخرج من البيت وحدها
اعلمي أن خروج الحامل من المنزل وممارستها رياضة المشي أمر ضروري، خاصة في الأشهر الأخيرة من الحمل، لما لذلك من فوائد عديدة لصحتها وصحة جنينها؛ إذ يساعدها الهواء الطلق النقي على الاسترخاء وتنشيط الدورة الدموية. ومع ذلك، لا يُنصح بالخروج بمفردك إلى الأماكن المفتوحة أو الطبيعية، حتى وإن كان داخل النوادي الرياضية.
توقعي أن الخروج مع بطن كبير الحجم، أو في بداية شهور الحمل، قد يُعرضك لخطر السقوط والتزحلق في الأماكن غير الجافة أو اللزقة، ولذلك فخطر التعرض للإجهاض أو الولادة المبكرة، وربما إلحاق الأذى بالجنين، يكون متوقعاً في حال لم يكن الزوج مرافقاً لكِ، وربما يمسك بذراعك أو يراقبك؛ لكي يحافظ على سلامتكِ وسلامة الجنين.
قد يهمك أيضاً: نفسية الحامل ودور الزوج خلال أسابيع الحمل؟
