بعض الأشخاص يعانون من الصداع بشكل متكرر إلى حد قد يعيق الحياة، صحيح أن الأمر شديد الإزعاج، ولكن لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بينما هذا التكرار هو مؤشر خطر لإصابة بحالة صحية ما يجب اكتشافها وعلاجها.
هناك أسباب عديدة للإصابة بالصداع مثل التوتر، ضغط العمل وغيرها من العوامل والمثيرات، لكن ما يزيد الشعور بالقلق هو أن هناك أمراضاً خطيرة ترتبط بالصداع مثل ورم في الدماغ أو جلطة.
إعداد: إيمان محمد
متى يكون الصداع المتكرر جرس إنذار؟
تقارير طبية صادرة عن Harvard Health Publishing توضح أن معظم نوبات الصداع المعتادة لا ترتبط بمرض خطير، بل تنتمي إلى ما يسمى بالصداع الأولي مثل صداع التوتر أو الصداع النصفي أو الصداع العنقودي، وهي أنواع تظهر بسبب اضطراب مؤقت في آليات الألم والأعصاب، وفي أغلب الأحوال لا يتعلق الأمر بمشكلة كبيرة في الدماغ، ورغم ذلك يحذر الأطباء من التكرار وأهمية التشخيص والعلاج في هذه الحالة.
لماذا يتكرر الصداع؟
هناك ثلاثة أنواع من الصداع، وهي:
- صداع التوتر والذي يمكن تمييزه بأنه ألم يضغط على الرأس.
- الصداع النصفي والذي عادة ما يصاحبه شعور بالغثيان وحساسية شديدة للضوء والصوت.
- الصداع العنقودي ويعرف عندما يظهر الصداع في هيئة نوبات حادة حول العين وعلى جانب واحد من الرأس.
وهناك عدة محفزات لتكرار الصداع تشمل الآتي:
- التوتر النفسي.
- قلة النوم.
- الإرهاق.
- الجفاف.
- الجوع.
- تغير مواعيد تناول الكافيين مثل القهوة.
ومن هنا، فإن تكرار الصداع قد يعود إلى نمط حياة ضاغط أو عادات يومية غير صحية، وهنا يكمن الحل في تغيير نمط الحياة المسبب لتكرار الصداع، وتشمل هذه التعديلات التالي:
- تعديل نمط النوم.
- شرب كمية كافية من الماء.
- تنظيم مواعيد الوجبات.
- تقليل ساعات النظر إلى الشاشات.
كل هذا يساهم في الحد من تكرار نوبات الصداع كما يحد من شدتها، لكن حتى هذه الأنواع البسيطة من الصداع، إذا تكررت بشكل مقلق أو أثرت في القدرة على العمل والنوم، تحتاج إلى تشخيص طبي لتفادي الدخول في دائرة الإفراط في استخدام المسكنات، وما يترتب عليها من مضاعفات.
متى يكون الصداع المتكرر خطيراً؟

الخيط الفاصل بين الصداع المزعج والصداع الخطير ليس تكرار حدوثه فقط، بل نمط الألم والأعراض المصاحبة. موقع NHS يشير إلى مجموعة حالات يجب عندها مراجعة الطبيب في أقرب فرصة، وهي:
- تكرار الصداع باستمرار.
- صداع لا يتحسن مع المسكنات البسيطة.
- صداع يزداد سوءاً بمرور الوقت.
- يترافق مع غثيان وقيء وحساسية شديدة للضوء والضوضاء.
حذر أطباء هارفارد من عارض هام، وهو أن الصداع يغير طابعه مع الوقت، وهو الأمر الذي يجب التنبّه إليه. وأوضح الأطباء أن الشخص الذي اعتاد على صداع خفيف متقطع، ثم بدأ يعاني من نوبات شديدة مختلفة عن السابق، أو إذا أصبح الصداع يوقظه من النوم أو يمنعه من ممارسة حياته اليومية، فهذه كلها مؤشرات تستوجب استشارة طبية.
علامات حمراء للصداع لا يجب تجاهلها
كما سبق وذكرنا، فإن الصداع عارض قد يصيب الشخص لسبب ما، ثم يختفي باختفاء السبب، ولكن هناك علامات خطر أو كما يطلق عليها الأطباء "علامات حمراء" لا يمكن تجاهلها، بينما إذا ظهرت يجب التوجه للطبيب فوراً، وتشمل هذه العلامات التالي:
- إذا ظهر الصداع فجأة وبشدّة غير معتادة ووصفه المريض بأنه أسوأ صداع في حياته.
- إذا جاء بعد إصابة قوية في الرأس.
- إذا ترافق مع أعراض تشبه السكتة الدماغية مثل صعوبة الكلام، ضعف مفاجئ في أحد جانبي الجسم، اضطراب الوعي أو تشوش شديد.
بالإضافة إلى العلامات السابقة والتي عدها الأطباء "خطيرة"، فإنه يجب الانتباه أيضاً حال أصابك الصداع مع حرارة مرتفعة وتيبس في الرقبة وطفح جلدي، فهذه العلامات معاً تشير إلى الإصابة بالتهاب السحايا أو عدوى خطيرة أخرى، وهو أمر لا يحتمل الانتظار.
قد يهمك الاطلاع على مرض دوار الوضعة الانتيابي الحميد BPPV: كل ما تودين معرفته
هذا، وقد حذر الأطباء أيضاً من هم فوق سن الخمسين ولديهم تاريخ مرضي عائلي مع السرطان من إهمال الصداع المتكرر، لأن احتمال ارتباط الصداع لديهم بحالة خطيرة يكون أعلى نسبياً من غيرهم.
ماذا تفعل مع الصداع المتكرر؟
من الحديث السابق نصل إلى أن تكرار الصداع قد يكون أمراً بسيطاً، وفي حالات أخرى قد يكون شديد الخطورة، ولهذا السبب نصح الأطباء بالتالي:
التدوين
أحضِر مفكرة ودوّن فيها مواعيد النوبات، ما فعلته قبلها، ما أكتله، عدد ساعات نومك، ومستوى التوتر، لأن ذلك يساعد الطبيب على اكتشاف المحفزات ورسم خطة لتقليلها.
الطرق الطبيعية للعلاج
لا داعي أن تتناول المسكن في كل مرة يهاجمك الصداع، بينما يمكن اللجوء لطرق بديلة غير دوائية لتخفيف الألم مثل الكمادات الباردة على الجبهة، تمارين التمدد واسترخاء عضلات الرقبة، والتنفس العميق أو اليوغا لخفض مستوى التوتر.
*ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، تجب استشارة طبيب مختص.





