الوسواس القهري: تعاودني الأفكار فما الحلّ؟

يبدأ الوسواس القهري في مرحلة الطفولة
2 صور

الذهاب إلى المطبخ مرَّات عديدة للتأكّد من إغلاق الفرن، أو تكرار غسل اليدين، على الرغم من أنّهما نظيفتان، وتفقّد باب المنزل ما إذا كان مقفلاً أم لا لعدة مرات... هذه السلوكيات وغيرها ذات الطبيعة التكرارية تسمّى الوسواس القهري (OCD) ، وهو نوع من الاضطرابات المرتبطة بالقلق(Anxiety)، فيحصر الشخص في نمط معيَّن، ويأخذ أشكالاً مختلفة، مثل تسلّط فكرة معينة أو مجموعة أفكار، أو طقوس سلوكيَّة متكرِّرة قهريَّة، لا يملك مقاومتها، بالإضافة إلى شعوره بالقلق والتوتر إذا ما حاول مقاومتها، كما يشعر بإلحاح داخلي للقيام بما تمليه عليه هذه الوساوس.

"سيدتي نت" يلتقي اختصاصية العلاج النفسي، سعدية القعيطي، للتعرّف إلى كلّ ما يتّصل بهذا المرض، فتقول:
يبدأ الوسواس القهري في مرحلة الطفولة، لكنَّه يظهر في مرحلة المراهقة أو البلوغ المبكر، في أغلب الأحيان. ويعتقد العلماء أنَّ الاستعداد الوراثي والعوامل البيئيَّة معاً قد تتسبّبان بظهور أفكار وسلوكيات ذات نمط قهري .

العلاجات...
تشير الاختصاصية القعيطي إلى أنَّ علاج اضطراب الوسواس القهري يتمُّ عن طريق العلاج المعرفي السلوكي (CBT) والأدوية العلاجية. ويعتبر "التعرّض ومنع الاستجابة"Exposure and Response Prevention-ERP واحداً من أبرز أنواع هذه العلاجات.
لكن أنجح العلاجات المستخدمة، والتي أثبتت فاعليتها في علاج اضطراب الوسواس القهري، هي تعريض المصاب لما ينتابه من أفكار وصور ومواقف تسبّب له التوتر والقلق وتنطلق منها وساوسه؛ ودائماً تحت إشراف الطبيب المعالج أو الاختصاصي المتمرِّس، وبعد ذلك يُطلب من المصاب ممارسة هذا النوع من العلاج بنفسه.
وتتابع الاختصاصية القعيطي: "قد يكون المصاب بالوسواس القهري قد حاول منع نفسه من تكرار أفعاله بمفرده. ويكمن الفارق بين محاولاته تلك وبين تلقّيه علاجERP ، أنَّه في هذا الأخير عليه مواجهة القلق والوساوس التي تنتابه بوعي، والالتزام بعدم الاستسلام للسلوكيات القهرية".


طلب العلاج على وجه السرعة
وتؤكد الاختصاصية القعيطي أنَّ بعض المصابين بهذا الاضطراب، قد يتأخرون في التوجّه لطلب العلاج من الأطباء أو المعالجين النفسيين، مع العلم أنَّ دراسة بريطانية أشارت إلى أنَّ مرضى اضطراب الوسواس القهري يتأخرون بمعدل 12 عاماً من بدء الاضطراب، قبل الوصول إلى الجهات النفسية المولجة بعلاج مثل هذه الحال؛ ولعل ذلك يساهم في تفاقمها لديهم، في حين أنَّ امتناع المريض عن هذه السلوكيات القهرية المتكرّرة مرَّة بعد مرَّة أثناء جلسات العلاج، سوف يجعل نسبة القلق لديه تنخفض، وسيشعر بالراحة التامّة.