مسابقة القصة الفكاهية: السقوط الحر

صورة تعبيرية

من القصص الفكاهية المستوفية لشروط مسابقة «سيدتي» للقصة الفكاهية القصيرة، والتي وعدناكم أن ننشرها تباعاً، نقدم لكم قصة: «السقوط الحر» لأحمد خضر أبوإسماعيل.
مع العلم أن القصص لم تخضع لأي تصحيح، عدا التصحيحات اللغوية والإملائية، على أن تقوم لجنة الجائزة باختيار الأصلح بينها.
تعالوا نتعرف على هذه القصة الطريفة وما السر الذي جعل عميد الكلية يقدم استقالته.
السقوط الحر
حشد الطلاب الغفير أمام مبنى الكلية، يحيل المشهد إلى ماقبل الحرب فتظن أنها وقفة احتجاجية ضد العدوان الإسرائيلي على غزة.
شعب موحد حتى في قسمات الدهشة التي حُفرت على الوجوه، أصوات الطلاب بين بعضهم أشبه بأزيز النحل تماماً تحاول الإنصات قليلاً لتدرك مجريات الأحداث عبثاً تحاول....
في هكذا مواقف والقصد حالات التجمع، يرتفع على إثرها الأدرينالين في الدم
إنه الخوف من المجهول.............. وأشياء أخرى.
سيراً على حكم العادة تقترب بشكل حذر وتغدو شبيهاً بأبطال أفلام الجاسوسية ،لكن هذا في نظرك أما على أرض الواقع لو نظرت إلى التجمع من الأعلى لرأيت حشد الجواسيس أكثر من حشد المحتجين فأنت في عملية مكشوفة الأسباب والنتائج.
في حال المساءلة تفتح لنفسك الخيار في الإجابة بما يتماشى مع سير الأحداث
لكن الغباء الإنساني تدركه حين يقترب الجاسوس الوهمي إلى نقطة التماس مع الحشد وتدرك بعد عناء أنها ليست وقفة إحتجاجية ببساطة استقالة عميد الكلية
عفواً أين البساطة..؟
استقالة عميد الكلية أمر بسيط...؟
تحرير فلسطين أسهل بكثير من تنازل عميد كلية عن منصبه.
ستلتحق بركب القطيع وسترسم على وجهك قسمات الدهشة ذاتها، والسؤال لماذا يستقيل عميد الكلية، رغم أنه فاسد ومرتش وسرق من الكلية سرقة شرعية على العلن.
السرقة الشرعية: هي النقود التي تسرقها من محفظة أمك {وجب التنويه}
فهو يظن أن الدولة أمه الثانية على العلم أن أمه الأولى غير معروفة، على كل حال باعتبار الدولة أمه الثانية فخزينتها أشبه بالمحفظة والسرقة تغدو شرعية، لكن السؤال لماذا الاستقالة؟
الجواب مكتوب على لافتة ستزيد الدهشة على وجه القطيع حيث كُتب عليها
{عميد الكلية يعلن استقالته نتيجة ظلم أحد الطلاب في علامته الامتحانية}
رباه.... هل عميد الكلية يعرف أن هناك طلاباً في الكلية أصلاً؟
الطلاب تظلم بالعلامات وغير العلامات حتى أصبحت نتائج الامتحان تقاس على مقياس ريختر.
احتمال أن يكون الطالب المظلوم في الامتحان أحد أبناء أصحاب النفوذ
العقل الباطني سيجيبك: ياغبي أبناء أصحاب النفوذ ينجحون في منازلهم نتيجة شدة الذكاء المورث في الجينات
إذن الطالب من سواد الشعب............. لماذا الاستقالة...؟
ستقول صحوة ضمير وعفا الله عما مضى
السؤال هل عميد الكلية يمتلك ضميراً ليصحو؟
ربما لسبب صحي وأراد التستر عليه، فمن غير المنطقي أن يستقيل عميد الكلية لضعف جنسي
لكن منذ أسبوع تناقلت ألسنة الطلبة حديثاً عن موقف يخدش الحياء في مكتب العميد وراحت الألسن تلوك القصة ولم يستقل.
على العلم أن الكلية تعاني من إنعدام الحياء فلا يوجد أي موقف يخدش الحياء {وجب التنويه}
جميع الأسباب كفيلة بأن تستقيل ميركل، لكن وجود العميد ضرورة وطنية لايمكن الاستغناء عنه لخبرته.
لكن أي خبرة على وجه التحديد السؤال يطرح على السكرتيرة ربما تمتلك الإجابة.
على العموم لن يتغير شيء عميد الكلية هذا أو ذاك لايهم. و.... لكن لماذا الاستقالة؟
ببساطة
شخص فاسد ومرتش وله مغامرات عاطفية في الكلية والطلاب لا يعرفونه ويظلمون في عهده....... إلخ
ببساطة سيغدو أحد وزراء الحكومة الجديدة
هكذا كانت الإجابة في الصحيفة الرسمية المرمية تحت أقدام حشد الطلاب الغفير أمام مبنى الكلية.