هل صحيح أنّ المشروبات الغنية بـ السكر مسرطنة؟... الجواب لا يصدّق !

هل صحيح أنّ المشروبات الغنية بـ السكر مسرطنة؟
المشروبات السكرية تزيد أيضًا خطر الإصابة بأمراض السرطان
3 صور

وفقًا لدراسة فرنسية، فإنّ كوبًا سعته 100 مل من المشروب السكري المضاف في اليوم، أي ما يعادل عبوتين قياسيتين في الأسبوع، تزيد مخاطر الإصابة بالسرطان بنسبة 18 في المئة. والسبب؟ إنه السكر.


يعلم الجميع أنّ السكر سيّىء للصحة، والسكر مدان فعليًّا في التسبب بالإصابة بالسمنة وداء السكري، وارتفاع ضغط الدم الشرياني، والكولسترول، وأيضًا بالإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ووفقًا لدراسة فرنسية حديثة نُشرت في المجلة الطبية البريطانية British Medical Journal وذلك يوم الأربعاء الموافق 10 تموز / يوليو، فإنَّ المشروبات السكرية تزيد أيضًا خطر الإصابة بأمراض السرطان وخصوصًا سرطان الثدي.
ومن أجل التوصل إلى هذه النتائج، تتبّع فريق أبحاث علم الأوبئة التغذوي في المعهد الوطني للصحة والأبحاث الطبية Inserm ، العادات الغذائية لأكثر من 100 ألف شخص على مدى 9 سنوات (كانت نسبة النساء 78 في المئة، بينما كانت نسبة الرجال 21 في المئة ). وعرّف الباحثون المشروبات السكرية على أنها المشروبات التي تحتوي على نسبة تزيد عن 5 في المئة من السكر في تكوينها. ويشمل ذلك عصائر الفاكهة (حتى من دون السكريات المضافة)، والمشروبات الغازية والحليب والشاي أو القهوة المحلاة، ومشروبات الطاقة. وعند نهاية الدراسة كان حوالى 2193 شخصًا قد أصيبوا بالسرطان من بين المشاركين، بما في ذلك 693 مصابًا بسرطان الثدي، و291 مصابًا بسرطان البروستات، و 166 مصابًا بسرطان القولون.

 


زيادة المخاطر بنسبة 18 في المئة

الصودا وعصير الفواكه يزيدان من خطر الإصابة بالسرطان
الصودا وعصير الفواكه يزيدان من خطر الإصابة بالسرطان

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


استنتج الباحثون في النهاية، أنّ زيادة مقدارها 100 مل من المشروبات السكرية في اليوم، وتساوي حوالى عبوتين في الأسبوع، تزيد مخاطر الإصابة بالسرطان بنسبة 18 في المئة. ولم يلاحظوا أنّ هناك فارقًا بين عصير الفاكهة الطبيعي مئة بالمئة، والصودا. وهذه النتيجة لا تثبت الصلة بين السبب والتأثير، ولكنها تثبت وجود "رابطة مهمة" كما يقولون. وبناءً عليه يجب دراسة عيّنة أخرى من السكان للحصول على برهان مؤكد.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ محبي المشروبات السكرية أكثر عرضة إلى تبني سلوكيات أخرى غير صحية، مثل استهلاك المزيد من الملح أو السعرات الحرارية، الأمر الذي يزيد المخاطر أيضًا. واخذ العلماء في الحسبان كذلك المعطيات الاجتماعية الديموغرافية ونمط الحياة للمتطوعين (العمر والجنس واستهلاك الكحول، والمستوى التعليمي والنشاط الجسدي وغيرها).
الإفراط في استهلاك السكريات يزيد أيضًا زيادة الوزن، والسمنة هي عامل رئيسي للعديد من أمراض السرطان. وتشير المعطيات إلى وجود صلة بين المشروبات السكرية والأورام. ومرة أخرى يؤكد الباحثون أنّ السكر ليس وحده المجرم المفترض في هذا الأمر. وهم يشتبهون أيضًا بوجود بعض المنتجات الكيميائية المدمجة، والتي منها إعطاء لون جميل للمنتجات والتي هي ملامة كذلك. والمشروبات الغذائية التي يطلق عليها "خالية من السكر" أو "صفر سعرات حرارية"، تحتوي على محليات، وتمّت دراستها كذلك، ولكن لم يجد الباحثون أية رابطة مثبتة لغاية الآن.

 


التوصيات والقيود


يشير التقرير: "تؤكد هذه المعطيات على أهمية التوصيات الغذائية القائمة للحدّ من استهلاك المشروبات السكرية، بما في ذلك عصير الفاكهة الطبيعي مئة بالمئة، والتدابير السياسية مثل القيود الضريبية، والقيود التسويقية التي تستهدف المشروبات السكرية".
وتنسجم هذه النتائج مع توصيات الصحة العامة في فرنسا، والتي تنصح بشرب أقل من كوب من المشروبات السكرية في اليوم. ومنذ الأول من تموز/يوليو عام 2018 يتم تطبيق "ضريبة الصودا" في فرنسا، لمحاربة تفشي الأمراض المرتبطة بالسكر. فهل ستحذو الدول العربية حذوها؟

 

شاهدوا أيضاً:قائمة فوائد الرمان الصحية طويلة ...اكتشفيها