قد تبحثين عن الحل الأمثل لفك النزاعات بين أطفالك نتيجة اختلافهم على من يمسك الريموت، أو لحجز مكاناً للجلوس، أو من يمسك المفتاح، أو من يحين له الدور لاختيار مكان اللعب. «سيدتي نت » بحثت مع الاختصاصية النفسية عبير آل عاشور، الأسباب التي أدت لبروز هذا السلوك العدواني عند الأطفال.

ربما يكون السلوك ناشئًا من شعور الطفل بالحرمان أو بالغيرة أو الاكتئاب أو القلق، أو عن تقليد لنماذج عدوانية في أفلام الكرتون، أو رغبة منه في إثبات ذاته، أو حبًا للتملك أو لشعوره بالظلم، أو كردة فعل معاكسة (أخذ منه بالقوة ريموت التلفاز)، وقد يكون السبب هو معاملة الوالدين السيئة للطفل من قسوة، أو تدليل أو وجود صراعات بين الزوجين أمام الأبناء، مما يغرس بداخلهم الشعور بالتشريد، فيقلدون آباءهم في الشجار.

حلول
1 - حددي السبب المؤدي للشجار، وتجنبي الاتجاهات والممارسات الخاطئة في تربية أطفالك.

2 - حاولي رفع تأثير المشاكل الأسرية عن طفلك.

3 - قللي من مشاهدة أطفالك لأفلام العنف المعروضة على التلفاز، حيثُ تشير الدراسات الحديثة إلى أنّ أفلام التلفاز تؤثر على الأطفال من سن 8-9 سنوات، وفي أواخر المراهقة، وكلما كانت الأفلام عنيفة كانت السلوكيات السلبية أكبر حتى بعد 10 سنوات من ذلك.

بدائل
اقترحت الاختصاصية النفسية عبير آل عاشور إعطاء فرص للأطفال لممارسة الألعاب الجسدية؛ للتخلص من الطاقة الزائدة مثل الكاراتيه، وبدائل التنفيس عن الغضب بأن يضرب الطفل ألعاب بلاستيكية، ويمكن أن يشترك الأطفال في لعبة كرة القدم، أو يبتكروا رسومات للتعبير عن انفعالاتهم، وهنا على الأهل إعادة ترتيب بيئة البيت (مكان التلفاز– مواقع أثاث الغرفة)، وكلما كان هناك متسع من المكان يلعب فيه الأطفال كانت الفرصة أقل للتصادم.

ونصحت عبير آل عاشور باستخدام مبدأ الثواب والعقاب؛ حيثُ يثيب الوالدان الطفل على السلوك الجيد ويعاقبانه على السلوك السيئ، ويمكن تفعيل ذلك من خلال «لوحة النجوم»، أو جدول تعديل السلوك (يمكن استخدامها مع الأطفال فوق سن 5 سنوات):

جدول تعديل السلوك
اليوم: السلوكيات الجيدة الثواب * السلوكيات السيئة العقاب × توقيع ولي الأمر

يسجل الأهل كل السلوكيات الجيدة، ويثاب عليها بنجمة، وكذلك السلوكيات السيئة، ووضع علامة (×) في خانة العقاب وحساب جميع السلوكيات الإيجابية والسلبية، وعند زيادة السلوكيات الإيجابية على السلبية يكافأ الطفل بما يرغب به، وعلى العكس قد يحرم من المكافأة.

للأطفال دون الـ 5 يفضل
1- حددي ما يحبه الطفل وادعميه به عند صدور السلوك الإيجابي، واحرميه منه عند صدور السلوك السلبي.

2- اعزليه في غرفته وامنعيه من مشاهدة ما يحبه، ولكن يفضل عدم استخدام هذا الأسلوب مع الأطفال الذين يفضلون البقاء وحدهم، كما أنّ هذا الأسلوب يمكن استخدامه مع أطفال فوق وتحت سن الخامسة.

3- استخدمي نماذج القصص التربوية التي يحبها كمثال إيجابي.

4 – علميه إذا أخذ منه طفل شيئًا أن يقول له وبدون غضب: «هذا لي، من فضلك أرجعه لي، إنني سأغضب إن أخذته بدون أن تطلبه مني». فذلك يعلم طفلك الجرأة في التعبير عن نفسه.

الشعور بالنقص
إذا كان الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة فإن الشجار يتولد كسلوك تعويضي للشعور بالنقص على المستوى الجسمي، أو وجود عاهة معينة، أو للشعور بالضعف العقلي ونقص الذكاء، والتأخر الدراسي ونقص المهارات اللازمة للتعامل مع الآخرين، وحينما يشعر الطفل أنه أقل من غيره يعتدي على من يمتلك ما لا يمتلكه.

وتكون معالجته بممارسته للهوايات التي تناسبه: كالرسم، والتلوين، والإنشاد، والاهتمام به عاطفيًا، ومحاولة دمجه مع الأطفال العاديين في اللعب التفاعلي والقائم على الاحترام والحب. كما يمكن استخدام أسلوب التعزيز للسلوك الإيجابي، والحرمان منه عند صدور السلوك السلبي.

تملُّك
يؤدي حب التملك للأشياء عند الطفل إلى الشجار مع الأطفال الآخرين، مثل: الطفل الذي يأخذ ريموت التلفاز ويرفض إعطاءه لأخيه من باب أنه ملكه، وعلى الأهل وضع صورة الطفل أو اسمه على ممتلكاته الخاصة، وبهذه الطريقة يبدأ باحترام ملكية الآخرين، ومن الخطأ عدم تحديد دولاب خاص لكل طفل بالمنزل، وإلا ستبقى المشكلة دون حل، وفي هذه الحالة يدرب على الاستئذان عند استخدام ألعاب الآخرين وتعويده على إرجاعها لهم.

ولفتت عبير آل عاشور إلى أنّ حب التملك يبدأ لدى الأطفال من سن 3-7 سنوات، بينما أطفال السنتين يلجأون إلى ضرب بعضهم البعض بأجسام ما. وأطفال الرابعة يميلون للمناقشة مع الآخرين، بينما في سن 8-9 سنوات يستطيع الطفل أن يضبط نفسه تمامًا، ولكن حب التملك نراه في الأطفال ما دون سن سنتين ونصف تقريبًا.