كيف تنسق المرأة بين العمل والحمل والبيت؟

من غير الممكن حمل بطيختين كبيرتين في يدٍ واحدة، ولكن ما هو ممكن هو حمل تفاحتين صغيرتين في يد واحدة. هناك أصناف من الناس يستطيعون القيام بأكثر من نشاط واحد في نفس الوقت، وهناك أناس يفضلون التركيز على شيء واحد لإنجازه.

إنها الموهبة واختلاف الناس عن بعضهم بعضاً. طبعاً التركيز على شيء واحد يجلب نتائج أدق، ولكن ذلك لا يعني أن من يقوم بأكثر من عمل في نفس الوقت لا يأتي بنتائج جيدة!.

الكسولة
الموضوع الذي نحن بصدده هو أن المرأة قادرة على التنسيق بين العمل والحمل وإدارة شؤون البيت، ومن تدعي أنها لا تستطيع ذلك يعني أنها كسولة، ولا تملك الهمة للقيام بأمور هي من صلب نشاطاتها كامرأة، هذا ماجاء في دراسة برازيلية صادرة عن مركز يطلق عليه اسم «مركز سوق العمل النسائي»، الذي يرصد سوق عمل النساء في مختلف مجالات الحياة الاجتماعية، والمهنية في البرازيل.

إن ازدياد سوق العمل بالنسبة للمرأة لا يعني أنها يجب أن تتخلى عن الحمل وعن البيت وعن الاهتمام بالجوانب الأخرى للحياة. فالمجتمع سيتوقف عن النمو، إذا ركزت المرأة على نواحٍ محددة فقط، وغابت عن النشاطات الأخرى.

احتكار الرجل
أكدت الدراسة أن ما يجعل الرجال يعتقدون أنهم الأفضل والأقوى والأكثر كفاءة، هو غياب المرأة عن الساحة بسبب الحمل، أو الاكتفاء بالعمل كربة منزل، وترك بقية أعباء الحياة للرجل. رغم ان اليد العاملة تحتاج إلى الرجل والمرأة بنفس القدر من الأهمية. وإذا نظرنا إلى سوق عمل المرأة في العالم فسنجد أن النساء يحتللن نسبة 42% من سوق العمل العام في العالم، وخاصة في المجتمعات الغربية. تصوروا، إذن، مدى الفجوة التي ستتركها المرأة في سوق العمل العام إذا تخلت عن العمل نهائياً بسبب الحمل، أو اتخاذ قرار العمل كربة منزل.

وأوضحت الدراسة أن غياب هذه النسبة المئوية عن ساحة العمل يضع الرجال في مواضع ومواقف لايحسدون عليها، ولكنهم لايعترفون بذلك، ولا يريدون الاعتراف بذلك؛ لكي لا يظهروا ضعافاً في نظر المرأة. الحقيقة هي أن الرجال بحاجة لعمل المرأة في جميع المجالات. لكن غيابها عن سوق العمل يترك المجال مفتوحاً أمام الرجل؛ لإبراز قدراته التي يتباهى بأنها أكبر من قدرات المرأة.

العمل والحمل
إن الحمل لا يبرر أبداً غياب المرأة عن سوق العمل؛ لأنه ثبت علمياً أن قدرة المرأة على تحمل أعراضه تكون أقوى عندما تستمر في عملها حتى اللحظة الأخيرة. وتواصلها مع عملها أثناء الحمل يعطي انطباعاً عن قوة مضاعفة تتمتع بها، والرجال يشعرون بذلك، ويدركون ذلك ويعجبون به.

كما أن ذهاب المرأة إلى عملها أثناء الحمل حتى اللحظة الأخيرة يخفف عنها الشعور بأنها لم تعد نافعة، ويمنحها ثقة أكبر بنفسها.

وأضافت الدراسة أن استمرار ذهاب المرأة الحامل إلى العمل يشكل تحدياً للرجل الذي يعتقد أن المرأة الحامل يجب أن تبقى في بيتها. ذلك التحدي الذي يعتبر أبدياً منذ وجود الإنسانية على الأرض.

كيف يتم التنسيق؟
1. خططي للحمل: المرأة التي ترغب في الحمل يجب أن تخطط له من حيثُ التوقيت والتحضير والاستعداد النفسي دون أن تتخلى، ولو للحظة عن التفكير أنه ليست للعمل علاقة بهذا الحمل، وأن تستمر حتى بدايات الشهر التاسع من الحمل.

2. تحضير خليفتك للعمل مكانك: يجب على المرأة الحامل أن تختار خليفتها في العمل، وتحضرها لكي تأخذ مكانها في العمل أثناء غيابها خلال فترة وضع المولود.

3. عدم الشعور بالذنب: إن المرأة العاملة يجب أن تبتعد كلياً عن الشعور بالذنب عند اتخاذها قرار الحمل؛ لأن المجتمع بحاجة دائماً إلى دماء جديدة لمستقبل أفضل.

4. إعلام المسؤولين في العمل عن حملك: عليك أن تبلغي رؤساءك أنك حامل، ولكنك لا تريدين ترك عملك حتى فترة وجيزة قبل الوضع.

5. استفيدي من القوانين التي تحمي المرأة الحامل: المرأة الحامل يجب أن تطلع على القوانين الخاصة بالمرأة الحامل، من حيثُ تخفيض ساعات العمل، والحصول على المزايا التي تمنحها القوانين للمرأة أثناء حملها دون أن تطلب أجازات بلا راتب أو تقدم استقالتها.

6. التنسيق مع الزوج مهم: وتابعت الدراسة تقول إن التنسيق بين الزوجة الحامل وزوجها أمر في غاية الأهمية، وخاصة إفهام المرأة لزوجها أنها لا تنوي ترك عملها أثناء الحمل، وكذلك إفهامه بعدم القلق على الجنين.

7. واختتمت الدراسة بالقول: إن الحركة أثناء الحمل مهمة جداً للمرأة، واستمرارها في العمل يبعد عنها الشعور بالاستسلام، أو الضعف أو الدونية، بل العكس هو الصحيح؛ لأن الحمل رمز للأمومة واستمرارية الحياة.