mena-gmtdmp

المهندسة والقيّمة الفنية السعودية سارة المطلق.. روح الأصالة والفن المعاصر

المهندسة والقيّمة الفنية السعودية سارة المطلق

سارة المطلق، مهندسةٌ وقيِّمةٌ فنيَّةٌ برؤيةٍ ثقافيَّةٍ مبدعةٍ. تُعدُّ قوَّةً متوهِّجةً في المشهدِ الثقافي السعودي، وتنسجُ مسيرتها بين الفنونِ، والرؤيةِ الإبداعيَّة، إذ تقومُ فلسفتها على دمجِ التخصُّصاتِ المتباينةِ، والأفكارِ المتعدِّدةِ في نسيجٍ واحدٍ لتقديمِ مشروعاتٍ فنيَّةٍ، تُثقِّفُ، وتُلهِمُ، وتربطُ المجتمعات، وهي تُجسِّد بذلك رؤيةِ المملكة العربيَّةِ السعوديَّةِ لمنظومةٍ إبداعيَّةٍ متكاملةٍ. جعلت سارة من الإبداعِ جسراً، تعبرُ به الثقافةُ السعوديَّةُ نحو عواصمِ العالم، وبروحٍ تجمعُ بين الأصالةِ والابتكار، صاغت تجاربَ غامرةً، تُعرِّفُ بالهويَّة، وتروي الحكايةَ السعوديَّةَ بلغةِ الفنِّ المعاصر. تعلَّمت المطلق أن تقرأ العمارةَ بعينٍ فلسفيَّةٍ، ما دفعها لتجاوزِ ممارسةِ العمارة إلى عوالمِ التقييم الفنِّي، ومن هذا الأساسِ المعماري، وُلِدَت قدرتُها على تصميمِ معارضَ، تُغمَر فيها الحواس، وتروي قِصَّةً ثريَّةً، تربطُ الإنسانَ بالمكان. واليوم، ومع تعيينها ضمن فريقِ القيِّمين للنسخةِ الخامسةِ من المعرضِ العالمي «نور الرياض» Noor Riyadh، تواصلُ سارة رسمَ ملامحِ جسرٍ إبداعي، يصلُ بين تراثِ السعوديَّة وفكرها المعاصرِ وآفاقِ العالم، ما حوَّلها إلى نموذجٍ رائعٍ للمرأةِ السعوديَّةِ في المجالِ الثقافي الإبداعي الذي يُعدُّ إحدى ركائزِ «رؤية 2030». تمثّلُ سارة المطلق نموذجاً ملهِمًا للمرأةِ السعوديَّةِ في المجالِ الثقافي الإبداعي، أحدِ أعمدةِ «رؤيةِ 2030». وفي اليومِ الوطني السعودي، نقتربُ أكثر من عالمِها الغني بالفنونِ والشغفِ، في جلسةِ تصويرٍ مميّزةٍ تزيّنت فيها بمجوهراتِ تيفاني أند كو. Tiffany and Co.، حيثُ يلتقي تاريخُ الدارِ العريقةِ بإبداعِ حاضرِها المتألّقِ.

حوار | لمى الشثري Lama AlShethry
إخراج إبداعي وإدارة أزياء | جيف عون Jeff Aoun
تصوير | مصطفى عبدو Mostafa Abdu
تنسيق الأزياء | نينورتا مالكي Ninorta Malke
مجوهرات | تيفاني أند كو. .Tiffany & Co
إنتاج | كوثر الريماويKawther Alrimawi
مكياج | دعد الدهامي Daad Alduhami
مساعدا التصوير | عبدالعزيز طارق Abdulaziz Tarek
إسماعيل الحسن Ismail Al Hassan

 

سيدتي عدد سبتمبر
  غلاف سيدتي لـ عدد سبتمبر 2025

 

تصفحوا النسخة الرقمية لـ عدد سبتمبر 2025 من مجلة سيدتي

 

سارة المطلق

مجوهرات من تيفاني أند كو. .Tiffany & Co
عقد وأقراط من مجموعة HardWear Graduated Link
سوار وخاتم Bone من مجموعة Elsa Peretti®
إطلالة من مشاعل الفارس Mashael Al Faris



اهتماماتُكِ متنوِّعةٌ بين دراستكِ الأكاديميَّةِ للهندسةِ المعماريَّة، وعملكِ في عالمِ الفنون. سواء بوصفكِ قيِّمةً على معارضَ فنيَّةٍ عالميَّةٍ، أو من خلال إسهاماتكِ في خلقِ تجاربَ ثقافيَّةٍ متعدِّدةِ الأبعاد، أو عبر الكتابة، كيف تصفين نفسكِ؟

أعدُّ نفسي فنَّانةً ومبدعةً، فكلُّ ما أفعله نابعٌ من شغفي بالإبداعِ المتعلِّقِ بالمفاهيم. غالباً ما يعكسُ عملي، سواء في التنسيقِ الفنِّي أو التصميمِ أو أي ممارسةٍ إبداعيَّةٍ، الواقعَ الذي نعيشه على المستوى الفردي والجمعي المجتمعي. على سبيلِ المثال، آخرُ معرضٍ نظَّمته بـ «فناء الأول» في الرياض، كان مثالاً جيِّداً على هذا النهج. هو حملَ عنوان Unfolding the Embassy، وشارك فيه 12 فناناً، استكشفوا من خلاله واقعنا الحاضر، ومستقبلنا المُتخيَّل من منظورِ التكنولوجيا، والجيوسياسة، والخيال. أعتقدُ أن خلفيَّتي المعماريَّة، تلعبُ دوراً محورياً في عملي، إذ أُولي اهتماماً كبيراً بتجربةِ الزائر، وتصميمِ المعارض، وكيفيَّةِ ارتباطِ ذلك بالسردِ الذي أسعى إلى تقديمه.

كيف بدأ شغفكِ بعالمِ الفنون، وما تعريفكِ لدورِ القيِّم الفنِّي؟

لطالما كان شغفي بالفنونِ مرشدي الأوَّل، إذ قادني لدراسةِ العمارةِ حيث حصلتُ على درجةِ البكالوريوس من جامعةِ نورث إيسترن، ثم أتممتُ دراستي العليا في جامعةِ كولومبيا. أنا ممتنَّةٌ جداً لتجربتي الجامعيَّةِ العليا فقد منحتني الفرصةَ لمقاربةِ فنِّ العمارةِ برؤيةٍ تأمُّليَّةٍ، ما أتاحَ لي الانتقالَ بسلاسةٍ من مجالِ التصميمِ المعماري إلى ممارسةِ التقييم الفنِّي.

أرى أن العملَ بمجالِ التقييمِ الفنِّي في المملكةِ العربيَّةِ السعوديَّةِ اليوم، وربما في العالمِ العربي بشكلٍ عامٍّ، يحملُ طابعاً فريداً، يختلفُ عن ممارسةِ التقييمِ الفنِّي في الغرب. التعليمُ الفنِّي، لم يكن متاحاً تاريخياً في السعوديَّة! وكانت المنحُ الدراسيَّةُ لبرامجِ الفنونِ التشكيليَّةِ قليلةً للغاية، لذا يحتاج القيِّمون الفنيون السعوديون والدوليون في المملكةِ اليوم إلى علاقةٍ قويَّةٍ وداعمةٍ مع الفنَّانين، ليُوجِّهوهم عبر تاريخِ الفنِّ، والسياساتِ العالميَّة، والقضايا المعاصرةِ على المستويين العربي والعالمي. ومع إطلاقِ وزارةِ الثقافة أخيراً المنحَ الدراسيَّةَ في مجالِ الفنونِ والثقافة، بدأنا نشهدُ جيلاً ناشئاً من الفنَّانين، يمتلكُ هذه المهاراتِ، والثقافةَ الفنيَّةَ المتعمِّقة.

مجوهرات من تيفاني أند كو. .Tiffany & Co
سوار وخاتم وقرط T1 من مجموعة Tiffany T
ساعة Tiffany Eternity
عباءة من لِسّ عبايا Less Abayas
قميص من منى الشبل Mona Al Shebil


حدِّثينا عن الشركةِ التي أسَّستِها لتقديمِ الاستشاراتِ الثقافيَّةِ الإبداعيَّة؟

بعد تخرُّجي في نيويورك عامَ 2020، عُرِضَت عليَّ وظيفةٌ في هيئةِ المتاحف، التابعةِ لوزارةِ الثقافة، وحقاً عملتُ هناك لمدةِ أربعةِ أعوامٍ على تطويرِ مشروعاتٍ ثقافيَّةٍ عدة، منها «فناءُ الأوَّل»، و«مستقبلُ فنون الدرعيَّة»، و«متحفُ الذهب الأسود». شكَّل ذلك فرصةً رائعةً، مكَّنتني من التعرُّفِ عن كثبٍ على أفضل الممارساتِ في تطويرِ المتاحف، وكذلك على التحدِّياتِ التي واجهتنا في تحقيقِ رؤانا. من هذا الفهمِ، أسَّسنا، شريكي وأنا، شركةَ Bureau Bayn للاستشاراتِ الثقافيَّة، وكان هدفنا إنشاءُ شركةٍ استشاريَّةٍ محليَّةٍ، تعملُ في المساحةِ الفاصلةِ بين الاستراتيجيَّةِ الثقافيَّةِ والتصميم.

في رأيكِ، ما دورُ المعارضِ الفنيَّةِ في بناءِ الجسورِ بين الحضارات، وما أثرها في الأفرادِ سواء كانوا فنَّانين مشاركين، أو زوَّاراً؟

للفنِّ والفنَّانين قدرةٌ جميلةٌ على إتاحةِ لحظاتٍ من التأمُّلِ في العالم من حولنا. وسطَ سعينا جميعاً نحو مستقبلٍ أفضل، وطموحاتٍ أوسع، يمنحنا الفنُّ لحظةً للتوقُّفِ والتفكير، لذا يمكن للفنِّ أن يكون وسيلةَ تواصلٍ بين البشرِ عبر الحدودِ والأوطان.

تابعي معنا تفاصيل لقاء سابق مع الدكتورة إخلاص سندي

 

 

 

دعمُ الثقافةِ والفنون جزءٌ أساسٌ في مستهدفاتِ «رؤية 2030» لتحقيقِ نموٍّ اقتصادي، وتعزيزِ مكانةِ المملكةِ العربيَّةِ السعوديَّةِ في العالم، كيف ترين انعكاسَ ذلك على الواقع؟

اليوم، يشهدُ الحراكُ الثقافي في المملكةِ العربيَّةِ السعوديَّةِ تطوُّراً لافتاً، يتجاوزُ حدودَ الوطن، ليُحلِّقَ في أفقِ العالم. نرى الزوَّار، يتوافدون إلى فعاليَّاتٍ مثل بينالي الدرعيَّة للفنِّ المعاصر، وإطلاقِ متاحفنا الجديدة، بينما يتَّجه المبدعون الثقافيون نحو الرياض بحثاً عن فرصٍ، ليكونوا جزءاً من هذه الحركةِ النابضةِ بالحياة. لقد أصبح هذا القطاعُ جسراً، يجمعُ بين العقولِ من العالم، ليشاركوا ولو بجزءٍ يسيرٍ في صناعةِ مستقبلنا الثقافي. ومع هذا الزخمِ، يظلُّ واجبنا بوصفنا أبناءً لهذا الوطن، أن نغرسَ الأسسَ بحكمةٍ، فما نبنيه اليوم ليس فقط من أجلِ الحاضر، بل ولنرسمَ أيضاً بخطواتٍ واثقةٍ مهاراتِ المستقبل، ونصون أرشيفنا، ونُحافظ على أصالةِ وروحِ ما نبدعه.

 

"نحن محظوظون لأننا نعيش هذه المرحلة التاريخية حيث تقود الروح والرؤية الطموحة مستقبل وطننا"

 

 

أطلقَ صاحبُ السموِّ الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خريطةَ العمارةِ السعوديَّةِ التي تضمُّ 19 طرازاً معمارياً، ما أثرُ ذلك في المجتمعاتِ بمختلفِ مناطقِ البلاد؟

في السعوديَّةِ اليوم، لا ننظرُ فقط إلى تاريخنا المعماري، بل وننظرُ أيضاً إلى تاريخنا الثقافي، ونسألُ أنفسنا: ما الذي يجعلنا فريدين؟ وما القصصُ التي لم تُروَ بعد، ولم تُوثَّق من قبل في هذا الصحراءِ التاريخي؟ الفنَّانةُ لولوة الحمود، قالت في أحدِ الحوارات: «الفنَّانون اليوم محظوظون فهناك عديدٌ من المصادرِ الأرشيفيَّةِ المتاحةِ لهم للتعرُّفِ على تاريخهم، في حين كان من الصعبِ جداً الوصولُ إلى هذه المعلوماتِ قبل عشرةِ أعوامٍ». هذا القولُ لامسني، لأننا اليوم نشهدُ تعاوناً بين الفنَّانين والمؤرِّخين والأكاديميين في توثيقِ ومشاركةِ تلك السرديَّاتِ الجماعيَّةِ التي تُوحِّدنا بوصفنا أمةً.

مجوهرات من تيفاني أند كو. .Tiffany & Co
عقد Open Heart، وسوار Bone، وأقراط Mesh Scarf من مجموعة Elsa Peretti®
خاتمان Sixteen Stone، من مجموعة Jean Schlumberger by Tiffany.
عباءة من لِسّ عبايا Less Abayas
قميص وبنطلون من منى الشبل Mona Al Shebil
حذاء من مالون سولييه Malone Souliers

 

 

 

أنتِ قيِّمةٌ مساعدةٌ بالجناحِ الوطني السعودي في بينالي البندقيَّةِ للعمارة 2025، ما الدورُ الذي تقومين به؟

كانت تجربةً مميَّزةً للغاية أن أعملَ على هذا المشروع، وأن أشهدَ عن قربٍ الأصالةَ، والدافعَ الحقيقي للمعماريتَين الرائدتَين نجلاء السديري وسارة العيسى. من خلال مكتبهما Syn Architects، تقودُ المعماريتان مشروعاً أرشيفياً لحفظِ العمارة الطينيَّةِ التقليديَّةِ في منطقةِ نجد. كان من دواعي سروري أن أشارك في مشروعٍ، يتميَّزُ بهذا القدرِ من الحساسيَّةِ والاهتمامِ الحقيقي بتاريخِ هذه الأرض.

ما اللحظاتُ الأكثر إمتاعاً بالنسبةِ لكِ عند العملِ على مشروعٍ فنِّي، أو معماري؟

بالنسبةِ لي، أكثر لحظتَين، أستمتعُ بهما في تطويرِ أي مشروعٍ، هما البحثُ، والعملُ التعاوني. أحبُّ الجلوسَ مع مجموعةٍ من الأشخاصِ ذوي الكفاءةِ العالية من تخصُّصاتٍ مختلفةٍ مثل الفنِّ، والتصميمِ، والكتابةِ، والتفكيرِ سوياً حول مغزى المشروعِ وقوَّته. من هنا جاء اسمُ شركتنا Bureau Bayn حيث استوحينا كلمةَ Bayn من اللغةِ العربيَّة أي «ما بين» لتذكيرِ أنفسنا بأن الابتكارَ والإبداعَ، يحدثان من خلال التعاون.

نفترح عليك متابعة هذا الحوار مع الأميرة نورة بنت محمد العبدالله الفيصل

مجوهرات من تيفاني أند كو. .Tiffany & Co
عقد وسوار وأقراط وخاتم من مجموعة Knot


تعيش المرأةُ السعوديَّةُ عصرَها الذهبي عبر التمكينِ اللامحدودِ في مختلفِ المجالات، كيف تصفين تجربتكِ الشخصيَّةَ في هذا السياق؟

تتبوَّأ المرأةُ في المملكةِ العربيَّةِ السعوديَّةِ مواقعَ القيادةِ في مختلفِ القطاعات، ويبرزُ هذا بشكلٍ خاصٍّ في المجالِ الثقافي. لقد كنتُ محظوظةً بالعملِ جنباً إلى جنبٍ مع نساءٍ استثنائيَّاتٍ، منهن منى خزندار، عضوةُ مجلسِ إدارةِ هيئة المتاحف، حيث أتيحت لها الفرصةُ لإبرازِ مواهبها وإبداعاتها في ابتكارِ فضاءاتٍ ثقافيَّةٍ فريدةٍ ومبتكرةٍ في المملكة. هذا النهجُ رافقني في كلِّ تجاربي العمليَّةِ في المجالِ الثقافي، إذ كنتُ دوماً أعملُ بقيادةِ نساء ٍمبدعاتٍ، أتيحت لهن الفرصةُ لتوجيه بلدنا نحو المستقبلِ الذي نؤمنُ جميعاً بتحقيقه.

ماذا يعني لكِ السفرُ، وهل هناك وجهةٌ محدَّدةٌ ألهمتكِ؟

أحبُّ في رحلاتي خوضَ المغامراتِ والاستكشاف، وأستمتعُ بالسفرِ بمفردي. هناك شيءٌ جميلٌ وصامتٌ في أن تكوني بمكانٍ جديدٍ، ومع ذاتكِ فقط. ستكتشفين ثقافاتٍ مختلفةً، وتتعرَّفين على شعوبِ العالم. هذه اللحظاتُ تمنحني مساحةً للتأمُّل، وتُغذِّي خيالي بشكلٍ عميقٍ.

معرض «السفارة الافتراضية» Unfolding the embassy

 

 

"الفن يمنحنا لحظة للتوقف والتأمّل في عالمٍ يركض نحو المستقبل لذا هو لغة تواصل عابرة للحدود"

 

سارة المطلق في معرض «السفارة الافتراضية» Unfolding the embassy

 

 

تمَّ اختياركِ ضمن فريقِ معرضِ «نور الرياض» في نسخته الجديدةِ، هل يمكن أن تُخبرينا المزيدَ عن مشاركتكِ؟

متحمِّسةٌ جداً لكوني جزءاً من فريقِ القيِّمين لمعرضِ «نور الرياض» في العامِ الجاري. الحدثُ سيُفتَتحُ في 20 نوفمبر، وبالنسبةِ لي، تكمنُ متعةُ هذا المشروعِ في دعمِ الفنَّانين لتحقيقِ رؤاهم الفنيَّةِ بأفضلِ شكلٍ ممكنٍ، وبما يتوافقُ مع ممارساتهم الفنيَّة، ومساراتهم المستقبليَّة. أشعرُ بالحماسِ للعملِ مع جميع الفنَّانين، والمشاركةِ في حواراتٍ إبداعيَّةٍ لإعادةِ التفكيرِ في مشروعاتهم، سواء على مستوى مدينةِ الرياض، أو على مستوى تطوُّرهم الشخصي.

ما اهتماماتكِ الأخرى، وكيف تقضين وقتَ فراغكِ؟

أنا شخصٌ مبدعٌ في مختلفِ جوانبِ الحياة، لذا أقضي وقتَ فراغي في القراءةِ، أو الرسم. أستمتعُ بالعزلةِ أحياناً، إذ تمنحني الفرصةَ للانفصالِ قليلاً عن العالم، والتأمُّلِ، والسماحِ لخيالي بالتحليقِ دون قيودٍ.

تابعي معنا لقاء مع المستشارة الماليَّة وقائدة التحوُّل والتطوير المؤسَّسي أبرار محمد باشويعر

عمل الفنان أحمد حمود " جواز لعديمي الجنسية" في معرض "السفارة الإفتراضية"

 


كيف تُبقين شغفكِ متَّقداً بعملكِ، وكيف تُحقِّقين التوازنَ بين العملِ والحياة؟

أعيشُ حياتي بشغفٍ عميقٍ، وأؤمنُ بأننا نملكُ حياةً واحدةً فقط، ويجبُ أن نصنعَ فيها كلَّ ما نحلمُ به ونُقدِّره، لذا عملتُ جاهدةً لأتأكَّدَ أن عملي، هو امتدادٌ لما أحبُّ، وما يُسعدني. هذا الشغفُ، هو ما قادني إلى ممارستي الفنيَّة، وعملي في التنسيقِ الفنِّي، وتأسيسِ Bureau Bayn حيث أسعى إلى تقديمِ مُنتَجٍ إبداعي صادقٍ وأصيلٍ. في كلِّ صباحٍ، أبدأ يومي بتذكيرِ نفسي بالفرح، وبهذه الروحِ، أواجه كلَّ ما أقومُ به.

عملتِ قيِّمةً فنيَّةً على معرضِ «السفارة الافتراضيَّة» الذي لاقى صدى واسعاً العامَ الماضي، كيف بدأت الفكرة؟

هذا المشروعُ من أحبِّ الأعمالِ إلى قلبي، وممتنَّةٌ لفريقِ «فناء الأوَّل» الإبداعي، إذ آمنوا برؤيتي وقدرتي على تنفيذِ المعرض.

أعتقدُ أن المعرضَ، كان أقربَ إلى عملٍ أدائي مسرحي منه إلى معرضٍ تقليدي حيث سعينا من خلال تصميمه، واختيارِ الأعمالِ الفنيَّةِ المشاركةِ فيه إلى خلقِ عالمٍ موازٍ، يُمكِّن الزائرَ من نسيانِ مكانه، والانغماسِ في سيناريوهاتٍ خياليَّةٍ متعدِّدةٍ. الفكرةُ انطلقت من موقعِ المعرضِ نفسه، فهو يقعُ داخلَ الحي الدبلوماسي في الرياض، ما جعلني أعيدُ التفكيرَ في مفهومِ «السفارة». جاء ذلك في وقتٍ، كانت فيه الساحةُ العالميَّة، تشهدُ تغيُّراتٍ جيوسياسيَّةً وتقنيَّةً متسارعةً، لذا اعتقدتُ أن المعرض، يمكن أن يكونَ وسيلةً جماعيَّةً لإعادةِ تخيُّلِ المستقبل. من خلال حواراتٍ متكرِّرةٍ مع فنَّانين وقيِّمين ومبدعين، تطوَّرت الفكرةُ تدريجياً مدفوعةً بأسئلةٍ مستمرَّةٍ، ورغبةٍ في دفعِ المفهومِ إلى أقصى حدٍّ، وفي النهاية، أصبح المشروعُ واقعاً بديلاً غامراً، وجريئاً، وفخورةٌ للغايةِ بالمشاركةِ في تطويره.

مجوهرات من تيفاني أند كو. .Tiffany & Co
عقد وسوار وأقراط وخاتم من مجموعة Knot
إطلالة من فندي Fendi

 

 

 


يُمثِّلُ هذا اللقاءُ قِصَّةَ الغلافِ لعددِ «سيدتي» بمناسبةِ اليومِ الوطني السعودي الـ 95، ما شعورُكِ تجاه هذه المناسبةِ الغالية؟

نحن جميعاً ممتنُّون لرؤيةِ الروحِ، والرؤيةِ التي تقودُ وطننا اليوم. المستقبلُ مشرقٌ، بإذن الله، ونحن محظوظون لأننا جزءٌ من هذه اللحظةِ التاريخيَّة.

ما المشروعاتُ التي تعملين عليها حالياً؟

أنا محظوظةٌ بفريقٍ رائعٍ في Bureau Bayn، يُمكِّنني من العملِ على مشروعاتٍ إبداعيَّةٍ متنوِّعةٍ، وبتعاوني مع أشخاصٍ، أقدِّرهم، وأثق بهم. حالياً، نعملُ على معرضَين، أحدهما «نور الرياض»، إضافةً إلى برنامجِ إقامةٍ فنيَّةٍ، ومركزٍ ثقافي صغيرٍ. في كلِّ هذه المشروعاتِ، حرصنا على استقطابِ خبراءَ من السعوديَّةِ والمنطقةِ لضمانِ الاستدامة، والاهتمامِ الحقيقي بتطويرِ المهاراتِ المحليَّة. كذلك أطلقنا في Bureau Bayn برنامجاً إرشادياً، نستقبلُ من خلاله قيِّمين شباباً، وندعمهم لفهمِ عمليَّاتِ الاستراتيجيَّةِ الثقافيَّةِ والتنسيقِ الفنِّي.

مساحة مبتكرة بطراز Orientalist Kitsch

 

 

 

                                               مجوهرات من تيفاني أند كو. .Tiffany & Co
                                               سوار وعقد مع مدلاة وأقراط وخاتم من مجموعة Lock
                                               زيّ من لويفي Loewe


يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط