تقضي معظم الأمهات أوقاتهن في المطبخ، الذي تفوح منه أطيب الروائح، وأحياناً.. أسوأ الكوارث! فحين يقرر الأطفال دخول هذا العالم الممتع، لا بد أن تكون هناك حكاية طريفة، أو مغامرة كارثية، أو على الأقل فوضى لا تُنسى. في هذا الموضوع، سنغوص في أعماق "مغامرات الأطفال الكارثية في المطبخ على ألسنة الأمهات"، حيث تتحول أدوات الطهي إلى أسلحة سحرية، وتصبح الملاعق طائرات، والدقيق عاصفة ثلجية!.
صنعت البراوني الذي لا يؤكل!

تروىي إحدى الأمهات ذكرياتها مع الطبخ: " كنت في العاشرة من عمري تقريباً عندما صنعت كعكات براونيز لأبي. كان يعمل في وظيفتين لإعالة عائلتنا وأردت أن أفعل شيئاً مميزاً له. عاد إلى المنزل وتناول العشاء وجلس لمشاهدة التلفاز. وضعت طبقاً كبيراً من البراونيز على طبق مع كوب من الحليب المثلج وأحضرته له وأخبرته أنني أحبه. عانقني بحرارة وأخذ قضمة كبيرة من البراونيز وشرب نصف الحليب. ابتسم واستمر في الحديث عن مدى روعة البراونيز الخاصة بي. بعد ذلك بوقت قصير، قال إنه سيخرج إلى الفناء الخلفي لتناول البراونيز لأنه لا يريد أن يسرقها أي شخص آخر. شعرت بشعور جيد للغاية! أحب والدي البراونيز الخاصة بي وكان يعرف كم أحبه وأقدره! ذهبت إلى المطبخ وساعدت أمي في تجفيف أطباق العشاء ووضعها في مكانها. أتذكر أنني فعلت ذلك بسرعة كبيرة لأنني أردت الخروج والجلوس مع والدي! انتهيتُ من وضع الطبق الأخير جانباً وركضتُ للخارج في الوقت المناسب لأرى والدي يرمي آخر قطعة براونيز في السماء على طائر. فصرخت "ماذا تفعل؟" بدا والدي مذنباً للغاية وقال "تعالي إلى هنا يا عزيزتي". ذهبتُ وجلستُ في حجره. أوضح أنه يحبني من كل قلبه، وأنه ممتن جداً لأنني خصصتُ وقتاً لأصنع له براونيز لأُظهر له حبي، ثم قال "لكن يا فتاة، أنتِ بحاجة إلى المزيد من التدريب، كانت تلك البراونيز صعبة القضم جداً لدرجة أنني أستطيع قتل الطيور بها!" (كان صياداً). ثم ضحكنا كلانا وأصبحت مزحة مدى الحياة. ماذا تريد أن تأكل يا أبي؟ كان يقول "ليس براونيز". شكراً على الذكرى.
لماذا يحب الأطفال اللعب بأدوات الطبخ؟
فيلم كرتوني
تحدثت أم عن طفلها الذي تلاحقها نظراته في المطبخ، وقالت: "بالتأكيد سأرجح أن نية الأطفال بريئة. هم فقط يريدون تقليد الأم أو الأب وهم يعدّون الطعام. بدأت المغامرة عندما اختفى طفلي فجأة من غرفة المعيشة، ثم سمعت صوت "طرقة" لم أرتح لها، يتبعها صمتٌ مريب، ثم صرخة: "مامااااا، انسكب الحليب!".
وأنا مشغولة بالحليب، كان طفلي يتسلل الأطفال إلى المطبخ بعيونٍ لامعة، وخيالٍ واسع. يفتح الأدراج كمن يفتح صناديق الكنز، ويتأمل البهارات وكأنها مواد سحرية، ويقلب علب الطعام كأنها ألعاب تركيب. وعندما انشغلت بإبعاده، أصبح الفرن غابة نارية، والمقلاة بحيرة بركانية، والمطبخ كله ساحة مغامرة من فيلم كرتوني.
الفشار الأسود

تروي إحدى الأمهات قصتها مع طفلها، والفشار، إذ تقول: "في أحد الأيام بعد الظهيرة الشتوية الكئيبة، كنت أشعر بنوع من الجوع، وكنت أحاول أن أقرر ما الذي أرغب في تناوله، لكنني فكرت بالعادات السليمة لإطعام طفلي في فترة ما بعد الظهر؟ بالنسبة لي أجبت بالبيتزا، ولكنني أعلم أن طفلي يُفضل الفشار. دخلت المطبخ، وفتحت الدرج ورأيت وعائين
اخترت الخيار الصحيح، وانتهى الأمر بأنه أكبر خطأ في حياتي في الطبخ، قمت بإشعال الموقد، ووضعت الفشار داخل الوعاء، وأضفت القليل من الزبدة، وانتظرت الفشار اللذيذ الذي سأحصل عليه قريباً. بعد مرور دقيقتين، بدأت الفشارات بالفرقعة، لكن رائحة غريبة كانت تأتي من داخل الوعاء. تجاهلتها، معتقدة أنه من الطبيعي أن يحترق بعض الفشار الموجود في القاع.
عندما انتهى الوقت، فتحت الغطاء العلوي، وبحلول ذلك الوقت، أصبحت الرائحة أسوأ، ورأيت الشيء الأكثر فظاعة.
90% من الفشار كان يبدو محروقاً، صدقوني، الرائحة كانت أسوأ. لقد تحديت نفسي لتناول بعض الفشار مع الاطفال، وقد انتهى بي الأمر بتحضير فشار لا يؤكل، وهذا تسبب لي بردة فعل، فقد امتنعت عن تناول الفشار لأكثر من عام. حيث لا يزال بإمكاني تذوق الشعور بالحرقان في حلقي. يومها تذكرت وبعد بضع دقائق، أنني كنت غير مدركة، وبدلاً من استخدام وعاء مقاوم للدهون العادي، استخدمت وعاءً من الخلاط، وبينما كان طفلي ينتظر وجبتي، ذهبت إلى السوبرماركت، واشتريت فشاراً، لكنه علق قائلاً: "ليس طازجاً، وليس شهياً، كيف حضرته ومتى"؟
كعكة الصويا والكركم
تقول إحدى الأمهات: "قررت ابنتاي الطفلتان نورة وفاطمة، ذات يوم أن تُحضّرا كعكة مفاجئة لي أنا أمهما، فدخلت ابنتاي المطبخ بكل حماسة، وبدأتا بجمع المكونات كما رأتا في فيديوهات اليوتيوب. لكن مشكلة صغيرة واجهتهما: فهما لا تعرفان قراءة الوصفات! ولا يفرقن بين المواد ذاتها، استبدلتا السكر بالملح، والكاكاو بالكركم، والفانيليا بصلصة الصويا. لكنهما كانتا فخورتين بنفسهما، فقد وضعتا العجينة في الفرن. لكن الرائحة كانت كفيلة بإثارة الشك في قلبي، حتى دخلت المطبخ لأكتشف مفاجأة: كعكة صفراء بطعم السمك المملح!.
ضحك الجميع في النهاية، وقررت أن أحتفظ بالكعكة كتذكاراً.. وربما كسلاح في حال نشبت حرب!.
فوضى الطحين

كان ابني الصغير فؤاد، يعشق اللعب بالرمل. لكن في غياب الشاطئ، قرر أن يستبدله بالدقيق الموجود في خزانة المطبخ. فتح الكيس الكبير بحماس، وبدأ برشّه على الأرض، ثم فوق الطاولة، ثم فوق رأسه!.
في لمح البصر، أصبح المطبخ وكأنه غابة ثلجية من فيلم خيالي. جاء أخوه الصغير وبدأ "يتمرجح" في العاصفة ويغمر نفسه بالطحين هو الآخر، ثم شاركهما القطّ موني، الذي خرج مغطى بالدقيق وكأنه شبح أبيض صغير. النتيجة؟ ثلاث ساعات من التنظيف، وضحكات لا تنتهي، وصور توثق الكارثة! وعندما شعر طفلاي بالذنب، راحا يساعداني بجمع الطحين، لكن عندما تعب أو شعر طفلي الأصغر بالملل فضل الجلوس، وقال لي: لماذا لا يساعدنا موني بجمع الطحين، ألم يتسبب بهذه الفوضى معنا"؟.
أدخلت الوعاء البلاستيكي إلى الفرن!
تبرر إحدى الأمهات ما حصل معها قائلة: "جميعنا نواجه أخطاءً، ونخشى حدوثها، وأحياناً نتجنب المطبخ لتجنبها. أخطاء المطبخ جزء لا يتجزأ من فن الطبخ، وحتى أمهر الطهاة يرتكبون أخطاءً فيه. حدثت أول كارثة لي في المطبخ عندما كنت في الثامنة من عمري. أردتُ مفاجأة أمي بفطور في السرير، فحضّرتُ بودنغ الخبز في وعاء بلاستيكي. نصّت التعليمات على الخبز على درجة حرارة 180، لذا وضعتُ الوعاء البلاستيكي بحرص في الفرن وتسللتُ للخلف للتأكد من أن أمي لا تزال في السرير. متشوقة لالتقاط رائحة القرفة والسكر اللذيذة، يمكنكم أن تتخيلوا ذهولي عندما قفزت أمي وصرخت، "ما هذه الرائحة المحترقة؟"، هنا ادركت أن البلاستيك الشفاف غير مقاوم للحرارة.
أتمنى أن أقول إنني تعلمت درساً في طهي البلاستيك، لكنني أخطأت بعدها 3 مرات على الأقل.
حين تصبح البيضة كرة قدم

في أحد الأيام، قرر ولداي التوأمان، تامر وعامر، أن يصنعا عجة. لكن البيض في نظرهما لم يكن سوى كرات ناعمة يمكن اللعب بها. بدآ اللعب برمي البيضات من يد إلى يد، حتى انزلقت واحدة وسقطت على الأرض. ثم الثانية، ثم الثالثة.. قبل أن جدتهما، وهي أم زوجي، إلى المطبخ، كان المشهد كالتالي: خمس بيضات على الأرض، وولد يغني، وآخر يرقص فوق البيض المهروس. وبعد تنظيف استمر ساعة، جلست الجدة تضحك وتقول: "هؤلاء الطباخون يحتاجون مدرسة تدريب عسكرية، لا مطبخاً!".
تحدي القلي الخطير
تؤكد إحدى الأمهات قائلة: "أخطر مغامرات الأطفال في المطبخ هي حين يقررون قلي شيء ما بأنفسهم. طفلتي لينا أرادت أن تقلي البطاطس "مثل ماما". سكبت الزيت في المقلاة، وأشعلت الموقد بكل ثقة، ثم وضعت البطاطس المجمدة دفعة واحدة! ارتفعت ألسنة اللهب، وطار الزيت إلى الجدران، وهربت لينا من المطبخ، وهي تصرخ: "النار اشتعلت يا ماماااا!"
لحسن الحظ، كنت قريبة وأطفأت النار بسرعة، لكن المطبخ احتاج إلى عملية تنظيف كبيرة ومنذ ذلك اليوم، قررت لينا أن الطهي "مهنة خطيرة لا تصلح للأطفال".
كعكة سرة البطن

تتذكر أم لثلاثة أطفال، ذلك اليوم من إجازة الصيف عندما قرروا أن يدخلوا المطبخ ليخبزوا، تتابع قائلة: "كان المطبخ أشبه بعالم شتوي غير عادي، مليء بالدقيق والسكر البودرة. المتناثرة على كل سطح. الجدار الخلفي الذي أصبح لوحة فنية حيث تعطل جهاز إنذار الدخان بسبب الاستنشاق، وانفتح أحد أبواب الخزانة تضامناً مع الأطفال. وقد أصبح وجهي رمادياً وأنا أدوس على قشر البيض حرفياً، جميعنا نعلم أن الخَبز ليس للأطفال تحديداً. إنه يتعلق بالدقة والانضباط والتقنية. ليس "حماساً" أو "متعة"، وعندما تجربين الخبز في المنزل مع أطفالك، قد تجدين أن الواقع ليس بتلك الروعة والترتيب والجمال الذي تخيلته. وقد تشاهدين أربع بيضات تدخل، مع ثماني قطع من القشر. ثم أقضي عشر دقائق وأنا أزيلها، ثم تقف ابنتي هناك، ويداها مغطاتان بالبيض النيء. وهي تصرخ وتقول: "يا إلهي يوجد قشر بيض في شعرك، وتقوم بتمشيطها بيديها، وهي تقول: "هذا أفضل يا أمي."، وبينما نسكب الخليط في قالب أنا وأولادي، تذكرت أنني نسيت بالتأكيد أن أدهنه بالزيت، فيما أطفالي فتحوا باب الفرن بسرعة، وهم يتحمسون نشعر بالجوع، ويتوسل ابني هل يمكننا إضافة بعض الرشات من الكاكاو، يا أمي؟ أرجوكِ، بينما أردد لا لا تفعل، كانوا ينتظرون إلى جانب الفرن، بينما كانت النتيجة فظيعة، بطريقة ما، غرقت الشوكولاتة وتجعدّت في المنتصف، مما أعطاها شكلاً مميزاً للغاية.. "هل هذه الكعكة سيئة يا أمي؟" سأل ابني. إنها تشبه سرة البطن! كانوا يسخرون مني، ويطلقون عليها أسماء مضحكة وغريبة، لكنهم أصروا أن يأكلوها حتى لا أتضايق، كما قال أصغرهم: "لأجلك أنا مضطر تناولها يا أمي"!. واشترط وجود الآيس كريم إلى جنبها، وقد فاز به!