سرطان الفم والحلق: عدوى فيروسية قد تسبب المرض، فما الحل؟

الوقاية من سرطان الفم والحلق (المصدر: Pexels )
الوقاية من سرطان الفم والحلق (المصدر: Pexels )
اللقاح يحمي من فيروس الورم الحليمي ومن الإصابة ببعض أنواع السرطان (المصدر: Pexesl)
اللقاح يحمي من فيروس الورم الحليمي ومن الإصابة ببعض أنواع السرطان (المصدر: Pexesl)
الوقاية من سرطان الفم والحلق (المصدر: Pexels )
اللقاح يحمي من فيروس الورم الحليمي ومن الإصابة ببعض أنواع السرطان (المصدر: Pexesl)
2 صور

نسب سرطان الفم والحلق آخذة في الازدياد، وهو أكثر شيوعاً بين الرجال، بسبب التدخين، ولأنَّ العدوى الفموية بفيروس الورم الحليمي البشري HPV تكون أكثر شيوعاً عند الذكور أيضاً.
أعمار معظم المرضى تتراوح بين سن الـ 50-70 عاماً، علماً أن سرطان الفم والحلق الناجم عن فيروس الورم الحليمي البشري آخذ في الانتشار بين فئة الشباب.
في الموضوع الآتي يطلعك د. جريجوري جونز، دكتور في الطب، اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة في نظام مايو كلينك الصحي في أواتونا، مينيسوتا، على طرق الوقاية من سرطان الفم والحلق الناجم عن فيروس الورم الحليمي المسبب لسرطان عنق الرحم.

د. جريجوري جونز


ما هو فيروس الورم الحليمي البشري وطرق الوقاية منه؟

فيروس الورم الحليمي البشري هو عدوى فيروسية تسبب عادةً نمو الزوائد الجلدية أو الثآليل. وهو أكثر الأمراض المنقولة عبر العلاقة الحميمة.
تحدث عدوى فيروس الورم الحليمي البشري عندما يدخل الفيروس الجسم، عادةً من خلال جرح، أو خدش، أو تمزق صغير في سطح الجلد. ثم ينتقل الفيروس من خلال الاتصال الجسدي الحميم أو تلامس الجلد.
ويوجد أكثر من 100 نوع من أنواع فيروس الورم الحليمي البشري. عادة يمكن لجهاز المناعة التغلب، في معظم الحالات، على عدوى فيروس الورم الحليمي البشري قبل تكوّن الثآليل، لذلك من السهل الإصابة به دون إدراك ذلك.
ولتجنّب الإصابة بهذه الأنواع من السرطان، يوصي مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أميركا، أن يتلقى جميع الذكور والإناث بين سن الـ11-12 عاماً، اللقاح المضادّ لفيروس الورم الحليمي البشري، قبل أن يتعرضوا لهذا الفيروس.

هل لفيروس الورم الحليمي البشري علاقة بالسرطان؟

بعض أنواع عدوى فيروس الورم الحليمي البشري قد تؤدي إلى الإصابة بالسرطان؛ إذ معظم أنواع سرطان عنق الرحم يكون سببها عَدوى فيروس الورم الحليمي البشري. كما يمكن لهذا الفيروس أن يسبب أيضاً سرطان الحلق والفم، والذي غالباً ما يكون أقل شراسة من تلك غير المتصلة بفيروس الورم الحليمي البشري.
ربما تصيب عدوى فيروس الورم الحليمي البشري الفم والحلق، مسببة سرطان البلعوم الفموي، والذي يشمل مؤخرة الحلق وقاعدة اللسان واللوزتين.
في حين يزيد احتمال إصابة الرجال بسرطان الفم البلعومي بمقدار الضعف مقارنةً بالنساء، ويرجع ذلك بداية إلى العادات التي تزيد من مخاطر الإصابة به، مثل التدخين والنظام الغذائي السيئ وغير ذلك. كما أن الرجال أيضاً أكثر تعرضاً للمواد السامّة أثناء عملهم. قد يهمك الإطلاع على أعراض سرطان المبيض.

ما هي أعراض سرطان الحلق والفم غير النوعية؟

غالباً ما تكون أعراض سرطان الفم والحلق مشابهة لأعراض مرضية أخرى، من هنا تأتي صعوبة التشخيص. وتشمل هذه الأعراض قرحة لا تلتئم، أو سعال، أو التهاب الحلق، أو ألم الأذنين، أو صعوبة في البلع، أو بحة في الصوت. فهذه الأعراض قد تشي بوجود نزلة برد عادية أو حساسية موسمية معينة أو غير ذلك.

علاج سرطان الحلق والفم.. هل هو ممكن؟

خيارات علاج سرطان الفم البلعومي متنوعة، وتستند إلى العديد من العوامل مثل موقع سرطان الحلق أو الفم ومرحلته، ونوع الخلايا المصابة، وإذا كانت الخلايا تُظهر علامات الإصابة بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري، والحالة الصحية العامة للمريض، وتفضيلاته الشخصية.
يعمد فريق الرعاية الطبي إلى مناقشة فوائد كل خيار ومخاطره، وسيتعاون مع المريض لتحديد أفضل خطة تناسب وضعه وأهدافه.

وقد تشمل العلاجات، ما يلي:
- العلاج الإشعاعي؛
- الجراحة (استئصال السرطان الذي لم ينتقل بعد إلى أماكن أخرى)؛
- جراحة استئصال جزء من الحلق، أو الحنجرة، أو العُقَد اللمفية؛
- العلاج الكيميائي؛
- العلاج الدوائي؛
- العلاج المناعي. ربما تودين التعرف على أعراض سرطان الرحم.

هل من طرق توفر الوقاية من سرطان الحلق والفم؟

اللقاح يحمي من فيروس الورم الحليمي ومن الإصابة ببعض أنواع السرطان (المصدر: Pexesl )


مع الأسف لا توجد طرق مثبتة حتى الآن للوقاية من الإصابة بسرطان الحلق والفم، إلا إنه يمكن اتباع الخطوات الآتية بهدف تقليل المخاطر:

- تلقي لقاح فيروس الورم الحليمي البشري:

فقد وجد مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها أنه يمكن الوقاية من أكثر من 90% من السرطانات التي يسببها فيروس الورم الحليمي البشري عن طريق تلقي اللقاح. ويوصي أن يتلقى جميع الإناث والذكور بين 11 و12 عاماً، تلقي جرعتين من لقاح فيروس الورم الحليمي البشري، بفاصل ستة أشهر على الأقل بين الجرعتين. في حين يمكن للمراهقين والبالغين حتى عمر 26 عاماً تلقي اللقاح أيضاً.
أما البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 27 و45 عاماً، فيتوجب عليهم مناقشة طبيبهم حول إمكانية تلقي اللقاح.

- التخلي عن التدخين:

يجب الإقلاع عن كافة أشكال التدخين بما فيها التبغ عديم الدخان. قد يكون الإقلاع صعباً، لذلك يمكن طلب المساعدة من اختصاصي، حيث يمكن أن يطلعك على طرق تساهم في التوقف عن التدخين.

- اتباع نظام غذائي غنيّ بالفواكه والخضراوات:

تساهم الفيتامينات ومضادات الأكسدة الموجودة بوفرة في الفواكه والخضراوات في تقليل خطر الإصابة بسرطان الحلق. يجب التفكير دائماً بتناول جميع الألوان منها.

- استخدام قناع حين التواجد في بيئة سامّة:

يمكن تقليل تعرضك للمواد الكيميائية، باستخدام قناع التنفس وغيره من معدات الحماية الشخصية.

ما هي نصيحتكم الأخيرة؟

يجب دائماً استشارة الطبيب، عند ملاحظة استمرار الأعراض التنفسية الشائعة، مثل السعال والتهاب الحلق أو تورم غدد الرقبة، للكشف عن أي سرطان محتمل في الفم والحلق.