mena-gmtdmp

ما الذي يخيف الجميع من مهنة المحاسب؟ 5 أسرار تجعل الناس تبتعد عنه

هل هي الأرقام فعلاً أم شيء أعمق يخشاه الموظفون من هذه المهنة؟
هل هي الأرقام فعلاً أم شيء أعمق يخشاه الموظفون من هذه المهنة؟ - المصدر: freepik by snowing


ليس الخوف من مهنة المحاسب مرتبطاً فقط بجداول الإكسل أو الأرقام المعقدة، بل بما لا يُقال عنها، فالجميع يُسلّم أن هذه المهنة ضرورية، لكنها رغم أهميتها، تبقى واحدة من أكثر الوظائف التي يهرب منها الناس بهدوء وكأن خلفها شيء غامض لا يُحتمل، فما الذي يجعل هذه المهنة برغم رواتبها المجزية أحياناً مصدر رعب حقيقي؟ يجيب عن هذه التساؤلات المحاسب مهند الشوابكة بالآتي:

المحاسب يواجه أعين الجميع عند أول خطأ

في مهنةٍ دقيقة كالمحاسبة، يكفي خطأ واحد في خانة واحدة ليُتهم المحاسب كله بالإهمال أو التلاعب، فالمحاسب ليس مجرد موظف بين فريق، بل هو مرآة مالية تعكس كل ما يدور في المؤسسة، ولهذا فإن الضغط الذي يشعر به يومياً يفوق كثيراً مجرد مراجعة الأرقام، كل سطر يُراجعه قد يعني قانونياً فرقاً بين نزاهة ومخالفة، وبين استقرار مالي وانهيار، ولهذا السبب، يُصاب الكثيرون بالتوتر والقلق المزمن من هذا الحمل الخفي.

هل سبق وشعرت بأن خطأ بسيطاً في عملك قد يُعرّضك لتشكيك كامل؟

  • المحاسب يعيش هذا الشعور كل يوم دون استراحة.
  • عمله يتطلب دقة لا ترحم، والمحيط لا يغفر.
  • مجرد غلطة مطبعية قد تتحول إلى شبهة فساد.

تعلم بخطوات: كيف تعالج تقليل زميلك من سلطتك أمام العملاء بـ3 خطوات فعَّالة؟

لا أحد يحب من يُذكّره بالضرائب والمصاريف

المحاسب في نظر الموظفين هو من يخصم، ويحسب، ويراقب التكاليف، لا أحد يراه صديقاً للمال، رغم أنه لا يقرر السياسات المالية، إلا أن صورته الذهنية مرتبطة دائماً بتقارير التقشف، وبإشعارات الاستقطاع، وبالتحذيرات من المصاريف الزائدة، لهذا يشعر الكثير من المحاسبين بالعزلة داخل بيئة العمل، ويُعاملون أحياناً كما لو أنهم ممثلو القيود.

هل يمكنك تخيل عمل يُشعرك فيه الجميع بأنك الشخص السلبي؟

  • المحاسب غالباً ما يُقابل ببرود لأنه حامل للأخبار غير المرغوبة.
  • لا يُحتفل به حين يكتشف خللاً مالياً بل يُلام.
  • وهو أول من يُطلب توضيحاته عند كل أزمة مالية، لا لإنقاذها بل كمشتبه أول.

الروتين القاتل لا يرحم من يحب التغيير

مهنة المحاسب قائمة على القوالب المتكررة والتقارير المتشابهة، مما يجعل التكرار سمة أساسية للعمل، لمن يعشق الإبداع أو التفكير الحر، تعتبر المحاسبة سجناً مفتوحاً، الأرقام لا تقبل الخيال، والمستندات يجب أن تكون مضبوطة بلا زيادة أو نقصان. لهذا يهرب المبدعون من هذه المهنة، ويشعر كثير من المحاسبين بعد سنوات وكأنهم يدورون في المكان نفسه دون تقدم.

هل يمكنك العمل سنوات في مهنة لا تسمح لك بتجاوز السطر الأخير؟

  • المحاسب لا يملك رفاهية الارتجال أو إعادة الاختراع.
  • الخطأ في الاجتهاد هنا يُحاسب عليه بقسوة.
  • وحتى اقتراح التغيير يُقابل أحياناً بالريبة والخوف من اختلال النظام.

المهنة التي لا تغفر الإهمال حتى خارج العمل

ضغط المحاسب لا ينتهي بانتهاء الدوام، فالمراجعات، والموازنة، والنتائج تلاحقه حتى في نومه، من أكثر المهن التي يشعر فيها الموظف بأن وقته ليس ملكه، وأنه دائماً على حافة الإرباك. المحاسب الجيد قد يُطلب منه التدقيق على فواتير قبل سفر المدير، أو مراجعة ملفات فجأة قبل اجتماع طارئ دون سابق إنذار.

هل تعمل في مهنة تجعل منك مُتاحاً دائماً؟

  • المحاسب يُحمّل مسؤولية "الأمان المالي" لأي قرار إداري.
  • مطلوب منه أن يكون مستعداً دائماً، دون أعذار.
  • أي تأخير منه لا يُعتبر تأخراً فردياً، بل هو فشل جماعي قد يُحاسب عليه وحده.

الحياد المهني قد يجعله مكروهاً من الجميع

لأن المحاسب يلتزم بالقوانين، لا يمكنه مجاملة أحد، حتى المدير، هذه النزاهة المهنية قد تُفسر أحياناً على أنها تصلب أو عدم تعاون، فيُصبح المحاسب في صراع دائم بين الحياد والودّ، وعندما تشتد الخلافات في الشركة، يُطلب من المحاسب أن يكون شاهداً على الفروقات بينما هو لا يملك ترف اتخاذ موقف.

هل جربت يوماً أن تكون عادلاً ويُحاسبك الجميع لأنك لم تكن مُنحازاً لهم؟

  • المحاسب يمشي على خيط رفيع بين النظام والودّ.
  • النزاهة قد تُكلفه علاقاته داخل المؤسسة.
  • وقد يُؤذَى من أطراف متنازعة لأنه فقط قال الحقيقة.


هل تعاني من: عقوبات بلا صوت... كيف تهدم وسائل الضغط الخفية علاقتك ببيئة العمل؟

لماذا يهرب الناس من مهنة المحاسب رغم مكانتها؟

  1. لأن هذه المهنة تتطلب دقة تفوق طاقة البشر أحياناً، والضغط فيها لا يظهر على السطح لكنه يأكل الأعصاب.
  2. لأنها مهنة لا تمنح لحظات التقدير، بل تُبقي صاحبها دائماً في موقع الدفاع.
  3. ولأن المحاسب يظل دوماً في الظل، يتحمل مسؤوليات ضخمة دون امتيازات اجتماعية أو ترف المبالغة في الخطأ.