البربارين Berberine مادة موجودة في مجموعة متنوّعة من النباتات، بما في ذلك: الغولدنسال، والبرباريس، وعنب أوريغون، وغيرها.
استُعملت النباتات التي تحتوي على البربارين منذ القِدم في الطب الأيورفيدي والطب الصيني.
وفي العصر الحديث، تُستخدم النباتات التي تحتوي على البربارين لعلاج: العدوى، وأمراض الجلد، واضطرابات الجهاز الهضمي، وغيرها من الحالات.
وتجري حالياً دراسةُ البربارين لمعرفة آثاره على داء السكري، وعوامل خطر الإصابة بأمراض القلب. وقد أصبح شائعاً كعامل مساعد محتمَل لفقدان الوزن في الآونة الأخيرة.
للاطلاع على حقيقة البربارين، التقت «سيّدتي» الدكتورة نيفين بشير (أستاذة محاضِرة ودكتورة في علم التغذية وتنظيم الوجبات، واختصاصية في الكيمياء العضوية، وحائزة على دكتوراه في الهندسة الغذائية والبوتكنولوجيا)، وعادت بالمعلومات الآتية.

فوائد البربارين باختصار
تستهل الدكتورة نيفين بشير متحدّثةً باختصار عن البربارين؛ قائلة: "تشير الدراسات الحديثة إلى أن للبربارين فوائدَ صحية هامّة؛ حيث تساعد على: خسارة الوزن، وتنظيم مستوى السكر في الدم، والتقليل من مخزون السكر، من خلال العمل على الأيض في الجسم. كما تساعد على التقليل من مستويات الكولسترول الضارّ LDL والدهون الثلاثية، وعلى زيادة مستويات الكولسترول الجيد HDL.
تعمل كذلك على تعزيز جهاز المناعة في الجسم في مواجهة الأمراض".
دراسات علمية حول البربارين

أُجريت مراجعة تعود لعام 2022 لـ18 دراسة بحثت في تأثير البربارين على وزن الجسم، و23 دراسة بحثت في تأثيره على مؤشر كتلة الجسم (BMI)، وهي قيمة تعتمد على الوزن والطول قد تساعد في تحديد، ما إذا كان الشخص يتمتع بوزن صحي. ووجدت انخفاضاً ملحوظاً في كلٍّ من الوزن ومؤشر كتلة الجسم لدى الأشخاص الذين تناولوا البربارين.
ولوحظت التأثيرات على الوزن بشكل رئيسي لدى الأشخاص الذين تناولوا البربارين بجرعات تَزيد عن غرام واحد يومياً ولأكثر من 8 أسابيع.
كانت نتائج الدراسات الفردية متضاربة. لذلك، ستكون هناك حاجة إلى أبحاث إضافية عالية الجودة؛ للوصول إلى استنتاجات قاطعة حول، ما إذا كان البربارين يُقلل الوزن ومؤشر كتلة الجسم.
من الصعب أيضاً تقييم آثار البربارين؛ نظراً لاختلاف كمياته وتركيباته المستخدَمة في مختلف الدراسات، ولكون معظم المشاركين في الدراسة يعانون من مشاكل صحية، مثل: داء السكري أو مرض الكبد الدهني؛ مما قد يؤثّر على النتائج.
المخاطر المحتملة لتناوُل البربارين
تم الإبلاغ عن بعض الآثار الجانبية للبربارين في دراسات بحثية، أبرزها أعراض الجهاز الهضمي مثل: الغثيان، وآلام البطن، والانتفاخ، والإمساك، أو الإسهال.
والبربارين قد يتفاعل مع أدوية معيّنة. على سبيل المثال: ثبت تفاعله مع دواء يُستخدم لمنع رفض الأعضاء المزروعة.
يرتبط تناوُل البربارين بتراكُم البيليروبين الضارّ لدى الرُضّع، والذي قد يُسبب تلفاً في الدماغ. لذلك، من المرجّح أن يكون البربارين غيرَ آمن للرُضّع؛ مما يعني أنه غيرُ آمن للاستخدام أثناء الحمل.
إذا كنتِ تتناولين أدوية معيّنة لأمراض مزمنة؛ خصوصاً الأدوية الخافضة لضغط الدم؛ فتحدّثي إلى طبيبك، إذا كنتِ تفكرين في تناوُل مكملات البربارين.
ولا تفكّري على الإطلاق بتناوُل البربارين بكميات كبيرة أو مكملاته، من دون متابعة طبية؛ لتجنُّب المخاطر الصحية.
وشددت الدكتورة نيفين بشير في ختام حديثها، على أن إدارة السكر والكولسترول والدهون الثلاثية، تتحقق من خلال: اعتماد نظام غذائي صحي ومدروس (عجز في السعرات عند الحاجة إلى فقدان الوزن)، ممارسة الرياضة بوتيرة يومية، التقليل من التوتر، النوم الصحي وشرب الماء بوفرة.
* ملاحظة من «سيّدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب مختص.