بعض الأشخاص ربما يعانون من عدم وضوح الرؤية فور الاستيقاظ من النوم، ويشعرون وكأن هناك ستاراً شفافاً يجعل العالم يبدو ضبابياً.
هذه الظاهرة شائعة أكثر مما نعتقد، وقد تكون عابرة مرتبطة بسلوكيات النوم، أو علامة على مشكلة صحية تحتاج إلى متابعة، فما هي الأسباب المحتملة؟ وكيف يمكن التعامل معها؟
إعداد: إيمان محمد
أسباب ضبابية الرؤية فور الاستيقاظ
هناك أسباب عديدة لضبابية الرؤية في الصباح، والتي قد تسبب صعوبة في ممارسة الحياة بشكل طبيعي مع بداية اليوم، ويمكن تحديد هذه الأسباب في التالي:
جفاف العين
أحد أكثر الأسباب الشائعة لضبابية الرؤية في الصباح هو جفاف العين. ما يحدث تحديداً، هو أنه أثناء النوم يقل معدل الرمش وإفراز الدموع، ما يؤدي إلى تبخر الطبقة المرطبة للعين، وفي بعض الحالات، قد لا تُغلق الجفون تماماً أثناء النوم، وهي حالة شائعة، ما يعرِّض العين للهواء ويزيد من فقدان الرطوبة، وهنا يشير موقع Sleep Foundation إلى أن هذا الجفاف يجعل القرنية أقل رطوبة، فيسبب عدم وضوح مؤقت في الرؤية يختفي بمجرد الترطيب أو بعد الرمش المتكرر عند الاستيقاظ.
الإفرازات الليلية وتراكم البروتينات
أثناء النوم، تُنتج العين مواد واقية مثل البروتينات والدهون التي تتجمع في زوايا العين يُسمى "عماص العين"، هذه الإفرازات، وفقاً لموقع All About Vision، قد تلتصق بالسطح الأمامي للعين أو بالجفون وتؤدي إلى ضبابية مؤقتة، ولكن بمجرد الاستيقاظ وغسل الوجه يزول عماص العين وتبدو الرؤية واضحة.
النوم بالعدسات اللاصقة
النوم بالعدسات اللاصقة يزيد احتمال ضبابية الرؤية صباحاً، يؤدي ذلك إلى تقليل وصول الأكسجين للقرنية، وزيادة ترسب الشوائب على سطح العدسة، ما ينعكس مباشرة على صفاء الرؤية، الأطباء ينصحون بإزالة العدسات قبل النوم، حتى لو كانت من النوع المسموح بالاستعمال الليلي، لتقليل مخاطر الجفاف والالتهابات.

الحساسية والبيئة المحيطة
العين تتأثر بالعوامل البيئية، كما أن الحساسية الناتجة عن الغبار أو وبر الحيوانات أو حتى المنظفات المنزلية قد تؤدي إلى تورم الجفون وزيادة الدموع، وهو ما يترك أثراً صباحياً على وضوح الرؤية، كما يوضح خبراء صحة العين أن النوم في غرفة جافة مع تشغيل المكيف أو المروحة مباشرة على الوجه قد يُفاقم جفاف العين، وبالتالي يزيد من ضبابية الرؤية عند الاستيقاظ.
إليك المزيد من الاستيقاظ مبكراً في هذا التوقيت يومياً سيغير حياتك!
تناول بعض الأدوية
إن مضادات الهيستامين، وأدوية ضغط الدم، والمهدئات، وحتى أدوية البرد؛ جميعها قد تقلل إنتاج الدموع، هذا الانخفاض في إفراز الدموع يعني أن العين تفتقد للترطيب الكافي أثناء النوم، فتظهر الضبابية كأول علامة في الصباح.
سكر الدم
ترتبط هذه الحالة أيضاً باضطرابات سكر الدم، سواء كان ارتفاعاً أو انخفاضاً حاداً، يمكن أن يؤثر على عدسة العين ويغير من وضوح الرؤية، وهنا تصبح المشكلة أكثر خطورة، خصوصاً لدى مرضى السكري، حيث قد تكون الضبابية عارضاً لمشكلة في الشبكية أو بداية مضاعفات أخرى مرتبطة بمرض السكري.
أخطاء انكسارية في العين غير مصححة
في بعض الحالات، يكون السبب بسيطاً لكنه يتطلب تدخلاً وتشمل أخطاء الانكسار مثل قصر النظر، طول النظر، أو اللابؤرية. إن هذه المشكلات تجعل العين تبذل جهداً إضافياً للتركيز، وقد يظهر أثرها بشكل أوضح عند الاستيقاظ. إذا لاحظ الشخص أن الضبابية مستمرة رغم غسل العين أو الترطيب، فقد يكون الوقت قد حان لتغيير النظارة أو العدسات الطبية.
أمراض العين المزمنة
لا يمكن إنكار أن ضبابية الرؤية الصباحية قد تكون إشارة إلى أمراض أكثر خطورة، يحذر الأطباء من أن حالات مثل الجلوكوما (المياه الزرقاء)، إعتام عدسة العين (المياه البيضاء)، أو التنكس البقعي قد تبدأ بأعراض بسيطة كالرؤية الضبابية عند الاستيقاظ.
متى يجب القلق من الضبابية في الرؤية؟
بحسب المصادر السابقة، فإن الضبابية المؤقتة التي تزول سريعاً بعد غسل الوجه أو استخدام قطرات مرطبة ليست مقلقة عادة، لكن هناك علامات تستدعي زيارة طبيب العيون فوراً، مثل:
- استمرار الضبابية طوال اليوم.
- ألم شديد في العين أو صداع مصاحب.
- فقدان مفاجئ للرؤية الجزئي أو الكلي.
- تكرار الأعراض مع أعراض جهازية أخرى مثل الدوخة أو ضعف الأطراف.
طرق علاج ضبابية الرؤية
وفقاً للأسباب السالف ذكرها تتحدد طريقة العلاج، والعلاجات التالية قد تكون الحل:
- استخدام قطرات مرطبة عند الحاجة.
- تجنّب النوم بالعدسات اللاصقة.
- الحفاظ على بيئة نوم رطبة ومريحة.
- مراجعة وصفة النظارات بشكل دوري.
- مراقبة مستويات السكر في الدم لمرضى السكري.
- الفحص السنوي للعين، خصوصاً بعد سن الأربعين.
* ملاحظة من «سيّدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب مختص.