ثقة المرأة بنفسها هي إيمانها بقدراتها وقيمتها، مما يمكنها من اتخاذ قراراتها وتحمل مسؤولية حياتها؛ ولتعزيز استعادة الثقة بالنفس بعد علاج سرطان الثدي، يمكن ذلك من خلال الحصول على الدعم النفسي والاجتماعي من العائلة والأصدقاء، وممارسة الهوايات، والاستعانة بالاستشارة النفسية، والاهتمام بالنفس جسدياً ونفسياً، كلها خطوات فعالة لاستعادة الثقة بنفسها.
إعداد: سامر سليمان
الاهتمام بالنفس نحو استعادة الثقة بها
بالسياق التالي "سيدتي" التقت ندى سالم اختصاصية التنمية البشرية والدعم الذاتي للمتعافيات من سرطان الثدي، وتقول ندى سالم لكي تتم استعادة الثقة، لابد من التركيز على الجوانب الإيجابية للشخصية، مثل القوة المكتسبة من التجربة، وتبني أسلوب حياة صحي يشمل الغذاء الصحي والنشاط البدني المنتظم، والتواصل بصراحة مع الآخرين حول المشاعر والتغييرات، وطلب الدعم النفسي والاجتماعي من الأصدقاء والعائلة والفريق الطبي، إلى جانب ممارسة الرياضة بانتظام والعناية بالصحة العامة، فذلك يمكن أن يعزز الشعور بالتحسن والقوة أيضاً، والاهتمام بالنفس جسدياً ونفسياً، كلها خطوات فعالة لاستعادة ثقة المرأة بنفسها بعد العلاج، مع ضرورة النظر إلى هذه المرحلة كفرصة لإعادة بناء الحياة من جديد.
إستراتيجيات فعالة لتعزيز الثقة لدى المرأة بعد العلاج من سرطان الثدي
الاهتمام بالصحة البدنية
يُمكن التركيز على الاهتمام بالصحة البدنية، وذلك من خلال ممارسة الرياضة بانتظام لزيادة القوة وتقليل أعراض القلق والاكتئاب، والالتزام بنظام غذائي متوازن وصحي، فالتمارين الرياضية المنتظمة تساعد في تحسين الحالة المزاجية، وزيادة القوة والطاقة، وتقليل أعراض القلق والاكتئاب والإجهاد، لذلك لابد من التركيز على الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة مثل الخضروات والفواكه لدعم جهاز المناعة والحفاظ على وزن صحي.
الحفاظ على وزن صحي
يساعد تجنب السمنة والمحافظة على وزن طبيعي في دعم الصحة العامة وتقليل خطر عودة المرض مرة أخرى، فتجنبي زيادة الوزن، ويمكنك التركيز على نظام غذائي صحي يدعم احتياجات الجسم الغذائية بعد العلاج، ويساهم في الشعور بالعافية العامة.
قد ترغبون في التعرف إلى: أسئلة صعبة تدور في رأسنا عند إصابة أحبابنا بالسرطان.. وكيف نتجاوزها؟
دعم الصحة النفسية والعاطفية
لتعزيز ثقة المرأة بنفسها بعد العلاج من سرطان الثدي، من الضروري دعم صحتها النفسية والعاطفية من خلال بناء شبكات دعم قوية، وطلب المساعدة المهنية من استشاري نفسي، إلى جانب ممارسة تقنيات الاسترخاء والتمارين البدنية، وتخصيص وقت للعناية الذاتية والأنشطة الممتعة والمفيدة.
تقبل التغيرات
من الطبيعي أن تشعر الشابة المصابة بسرطان الثدي بالخجل والحزن أو الصدمة من التغيرات الجسدية التي يسببها السرطان، لكن السماح لنفسها برؤية هذه التغييرات مبكراً قد يسهل التعود عليها، لذلك من المهم قبول التغييرات الجسدية بعد الجراحة، أي تقبل الجسد الجديد والتركيز على الإيجابيات، كالندوب التي تشهد على قوة الشفاء والنظر إلى جسدها بشكل أكثر إيجابية، لذلك من الضروري أن تمنحي نفسك وقتاً للشعور بالحزن، لكن لاتنسي أن تحاولي أيضاً التركيز على الجوانب التي جعلت منكِ امرأة أقوى.
مواجهة مشاعر الحزن

اسمحي لنفسك بالشعور بالحزن، والقلق، والخوف، فهي مشاعر طبيعية بعد تشخيص السرطان، وابحثي عن شخص تثقين به لمناقشة هذه المشاعر معه، وابحثي عن أماكن آمنة للتعبير عن مشاعرك، مثل مجموعات الدعم أو مستشار نفسي أو طبيب مختص، فمن خلال وجودك في مجموعات دعم مرضى السرطان، يستطيع أن يوفر لك شعوراً بالانتماء، ويوفر بيئة آمنة لمشاركة الخبرات أيضاً.
التواصل والاندماج
لتعزيز ثقة المرأة بنفسها بعد العلاج من سرطان الثدي، لابد من التركيز على التواصل الصادق والاندماج الاجتماعي؛ حيث يمكنها التعبير عن مشاعرها في بيئة آمنة، إلي جانب الانضمام لمجموعات دعم مع الناجين الآخرين، واستعادة الأنشطة والهوايات التي تستمتع بها، كما يمكنك الحفاظ على تواصل فعال مع العائلة والأصدقاء الذين يقدمون الدعم.
التركيز على الجوانب الإيجابية
لزيادة ثقة المرأة بنفسها بعد العلاج من سرطان الثدي، ينصح بالتركيز على الإيجابيات، وبالتركيز على الأنشطة التي تستمتع بها، وطلب الدعم من الآخرين ومن الناجين من السرطان، والعودة إلى الأدوار والأنشطة الهامة لها، قدر الإمكان، ومن الضروري أيضاً الاهتمام بالصحة النفسية والجسدية من خلال ممارسة الرياضة وتخصيص وقت للاسترخاء، وذلك من خلال إعادة اكتشاف الذات، والتركيز على جوانبك الإيجابية وقوتك الداخلية، ومحاولة التركيز على الإنجازات التي قمتِ بها.
تنمية مهارات جديدة
لزيادة ثقة المرأة بنفسها وتنمية مهارات جديدة بعد العلاج من سرطان الثدي، يجب التركيز على التعبير عن الذات، وذلك بالانضمام إلى أنشطة اجتماعية جديدة، وذلك من خلال الانضمام إلى نادٍ أو ورشة عمل أو دورة تدريبية، فذلك يمكن أن يساعد في بناء الثقة الاجتماعية، وزيادة الراحة في التفاعل مع الآخرين، شاركي في أنشطة جديدة، ويمكنكِ تنمية مهارات جديدة؛ لتشعري بالحيوية والانخراط في الحياة من جديد.
دعم الأسرة
يعتمد استعادة ثقة المرأة بنفسها بعد العلاج من سرطان الثدي بشكل كبير على دعم الأسرة من خلال توفير الدعم العاطفي، والعملي، والمعلوماتي، وتشجيعها على تقبل المرض والحفاظ على استقلاليتها وأنشطتها اليومية، لذا لابد أن تتأكدي من أن بيئة منزلك داعمة، وأن أفراد العائلة يركزون على أهميتك كشخص وليس فقط على صورة جسدك.
الدعم النفسي
يجب توفير الدعم النفسي من خلال الاستماع الفعّال لمشاعرها، وتشجيعها على ممارسة هواياتها وأنشطتها اليومية، وتذكيرها بصفاتها الإيجابية، وتوفير معلومات صريحة عن المرض والعلاج لتعزيز شعورها بالسيطرة، عبّر عن تفهمك لمشاعر الخوف والحزن لديها، واستخدم كلمات تشجيعية لتعزيز ثقتها بنفسها، وفي حال صعوبة تقبل الجسد، قد يكون الحصول على المساعدة من إستشاري أو معالج متخصص أمراً مفيداً.
دعم اجتماعي قوي
الدعم الاجتماعي القوي عنصر أساسي في تعزيز ثقة المرأة بنفسها بعد العلاج من سرطان الثدي، حيث يساهم في تحسين احترام الذات، وتقليل التوتر والقلق الناتج عن المرض وعلاجه، وذلك من خلال دعم الأهل والأصدقاء، والتواجد في بيئة داعمة من خلال التأكيد على الجوانب الأخرى لشخصية المرأة وتعزيز مشاعر الأمومة والأخوة، دون شفقة، فذلك له دور كبير في رفع معنوياتها، وهو عامل مهم جداً في بناء ثقتها بنفسها.
العلاقات الإنسانية
من المهم بناء شبكة دعم اجتماعي قوية عبر الأصدقاء والعائلة، والانضمام إلى مجموعات دعم الناجين لمشاركة الخبرات، كما يجب على المرأة التركيز على نقاط قوتها، والمشاركة في أنشطة جديدة لزيادة الراحة مع الناس، وأن تكون صبورة مع نفسها ومع الآخرين، ويساعد الاجتماع مع صديقات ناجيات من المرض في تعزيز قوة المريضة وإيجابيتها تجاه المستقبل، ولابد أن تتواصلي مع الأصدقاء والعائلة، واقبلي المساعدة منهم.
ونحو المزيد للتعرُّف إلى كيفية التعامل مع صديقة مصابة بالسرطان، تابعي السلسلة: