سرطان الثدي هو مرض تنمو فيه خلايا غير طبيعية في نسيج الثدي، بشكل غير منتظم وخارج عن السيطرة، يمكن أن تبدأ هذه الخلايا في القنوات (الأنابيب التي تنقل الحليب)، أو الفصوص (الغدد التي تنتج الحليب) ومع مرور الوقت قد تنتشر إلى أنسجة مجاورة أو أعضاء أخرى في الجسم إذا لم يُكتشف مبكراً ويبدأ العلاج.
تجربة الإصابة بسرطان الثدي تختلف من امرأة لأخرى، لكن هناك جوانب مشتركة كثيرة تعيشها معظم النساء المصابات، إليكِ رحلة العلاج المؤلمة والتحديات التي خاضتها كل من سناء وأمل، والتي كانت مليئة بالقوة، الأمل والتحدي، كثير من النساء يواجهن المرض بشجاعة، وبتشخيص مبكر وعلاج مناسب، تنجو نسبة كبيرة من النساء لتستمر الحياة بشكل طبيعي.
سرطان الثدي: الصدمة والتشخيص

- عند سماع التشخيص، تشعر الكثير من النساء بالصدمة، الخوف وعدم التصديق.
- أول ما يتبادر لأذهانهن غالباً: "هل سأموت؟" أو "ماذا عن عائلتي وأطفالي؟".
- تبدأ رحلة من الفحوص: ماموغرام، خزعة، تصوير بالرنين المغناطيسي، تحاليل دم... وجميعها مرهقة نفسياً.
القلق والخوف من المستقبل
- القلق من فقدان الثدي، تغير شكل الجسم، تأثير العلاج الكيميائي (تساقط الشعر، الإرهاق والغثيان).
- الخوف من نظرة الآخرين أو فقدان الشريك أو التغييرات في الحياة الزوجية.
- التفكير في احتمال عودة المرض حتى بعد العلاج.
سرطان الثدي: خوض رحلة العلاج
- الجراحة: سواء كانت استئصالاً جزئياً أو كلياً، لحظة صعبة لكنها ضرورية.
- العلاج الكيميائي والإشعاعي: يسبّب آثاراً جانبية مرهقة جسدياً ونفسياً، مثل التعب، ضعف المناعة، تساقط الشعر وفقدان الشهية.
- بعض النساء يواجهن اكتئاباً أو اضطرابات نفسية خلال العلاج.
ما رأيكِ بالاطلاع إلى كيف يمكن للمرأة أن تبدأ رحلتها نحو الوقاية في أكتوبر الوردي؟... إليك نصائح الخبراء.
أهمية الدعم العاطفي والمجتمعي للمصابات
- الدعم من الأسرة، الصديقات، والمجتمع الطبي يُحدث فارقاً كبيراً.
- كثير من السيدات يجدن قوة كبيرة من مجموعات الدعم (سواء مباشرة أو عبر الإنترنت).
- بعض النساء يصبحن أكثر وعياً بذواتهن، ويعدن التفكير في أولويات الحياة.
الحياة بعد العلاج من سرطان الثدي
- كثير من النساء يشعرن بـ"ولادة جديدة" بعد انتهاء العلاج.
- يبقى القلق من عودة السرطان موجوداً أحياناً.
- تبدأ رحلة "التأقلم مع الجسد الجديد"، خاصة بعد استئصال الثدي أو التغيّرات الهرمونية.
- بعض النساء يصبحن مصدر إلهام، ينشطن في التوعية بسرطان الثدي، أو يكتبن عن تجاربهن.
تجربة حقيقية في مواجهة سرطان الثدي

تجربة سناء في التغلب على سرطان الثدي والمواجهة بشجاعة
تقول سناء دياب (47 عاماً) التي تعمل في مجال الصحافة: "لمَ اختارني المرض؟ هو السؤال الأول الذي قد تطرحينه على نفسكِ، كما على عموم الكون متى عرفتِ أنّكِ تعانين من السرطان. نعم، لا يسعني القول إن هذا المُصاب هيّن، فهو يرادف العلاجات المؤلمة والأنين النهاري والليلي وفقدان بعض الإشارات الأنثوية والانكفاء إلى كمّامة تدرأ عن الجسم فاقد المناعة، كل أسباب الوباء، هذا حقيقي، هذا واقعي، لكن مهلاً! ثمّة حقيقة أخرى، ناصعة البياض، عميقة الدلالات، وجليّة المعاني: اختاركِ المرض لأنّكِ الأكثر قوّةً والأكثر قدرةً على اجتياز الحواجز ومقارعة التحديات. اختاركِ لأنّ الشفاء سيضيف إلى أنفاسكِ عبقاً جديداً وسيملؤكِ حباً للحياة، فلا تقفي على قارعة الوجع باكيةً، بل قومي، الآن، بخطوتكِ الأولى على طريق الانتصار، وقرّري من ستكونين؟ قائدة المعركة أم الخاضعة لإملاءات العدو المنتصر؟ أنتِ الحكم..".
تضيف سناء قائلة:"كنت وحدي، في منزلي، حين سمعت رنين هاتفي الجوال، لم يكن اتصالاً عادياً، قرأت على الشاشة الصغيرة اسم المستشفى حيث أجريت لي الفحوصات الدورية (مدام، للأسف تبين من خلال الفحص أنّك تعانين من ثلاثة أورام سرطانية؛ اثنين في الصدر، وثالث في الغدد الليمفاوية).
خرجتُ من هذا الخبر المفاجئ على عجل، سألتها عما يمكنني فعله، فأشارت عليّ بضرورة التحدث إلى طبيب جراح. مَن؟ أضفتُ، فاقترحت عليّ اسماً ودونتُ رقم الهاتف على دفتر ملاحظاتي. انتهت المكالمة، بكيت بهدوء.. نظرت إلى السماء وقلت: (الحمدلله، امنحني القوة يا رب)، ثم اتصلت بزوجي وأعلمته بما حدث فقرر العودة إلى المنزل، وقبل وصوله استفدت من مساحة الوقت وحدثت نفسي قائلة: (لن أموت، لديّ من القوة ما يكفي لمواجهة المرض.. لن أنهار، سأعيش). نعم، قررت خلال دقائق قليلة ألا أدع العواطف تغلبني وأن أجعل عقلي سيّد الموقف..
أبلغني الطبيب الجراح أنه عليّ الخضوع لعملية استئصال لكامل الثدي وللغدد الليمفاوية.. أبديت استعدادي التام لذلك، فتم الاتفاق على موعد الجراحة، في ذلك اليوم أصبحت أكثر إصراراً على المواجهة حين قدّم لي زوجي كل ما أحتاج إليه من دعم نفسي وقال (لا تجزعي، سأدعمك بكل ما أوتيت من قوة)، وبعد ذلك قررت إبلاغ عائلتي، فكتبت على مجموعة واتساب: (أنا مصابة بالسرطان، شجعوني)".
تتابع سناء مشيرة: "بعد أيام قليلة، خضعتُ للعملية الجراحية، تمّ استئصال كامل الثدي المصاب.. وفي مساء ذلك اليوم قررت التصالح مع واقعي الجديد، ذهبت إلى حمام غرفتي في المستشفى خلسةً ونظرت إلى موضع البتر، خلال مدة قياسية تعافيت من أثر الجراحة، أعاد الطبيب الأمر إلى أنني أعتمد نمط حياة صحياً، وأن جسمي خال من السموم، اتبعت كل إجراءات ما بعد العملية إلى أن حان موعد أولى جلسات العلاج الكيميائي، في الليلة السابقة لها عزمت على النوم في وقت مبكر، لعدد ساعات كافٍ، وفي صباح اليوم التالي كان عليّ بدء رحلة جديدة، كانت مدة الجلسة الأولى طويلة إلى حد ما.. فقد وُضعت على رأسي قبعة جليدية قد تمنع تساقط الشعر، رجوتُ زوجي أن يغادر إلى مكان عمله، رفض، فكررت الطلب حتى تمكنت من إقناعه بالذهاب، أيقنت أن مدة العلاج طويلة وأنه ليس على حياة المقربين مني أن تتوقف. لذا، حرصت على جعلهم يشعرون بالاطمئنان، عبر دفعهم إلى التصرف كما لو أنني أعاني من مرض عادي، وهكذا أصبحت جلساتي الـ16 مناسبة لأعيد النظر في كثير من شؤون حياتي، في نهج التفكير الخاص بي، في بعض سلوكياتي.
كما أنها كانت فرصة لأتابع عملي ولأؤدي فروض اللغة الألمانية. نعم، لم تكن الجلسات ثقيلة الظل، بل كانت خفيفة الوزن، سهلة رغم أنها أدت إلى معاناتي من آثار جانبية مزعجة: غثيان، قيء، ألم في كل أنحاء الجسم، بثور موجعة في الفم، ألم في أصابع اليدين.. منذ الجلسة الثانية رفضت ارتداء القبعة الجليدية، قصصت شعري وأعلنت استعدادي لفقدانه. قررت تحمل كل التبعات، كل النتائج، كل الأعراض لأنني كنت أعلم تماماً أنها مجرد مرحلة عابرة، مجرد جولة في معركة الحياة الطويلة، والآن ولدت من جديد، أصبحت أكثر قوة، أكثر قدرة على مواجهة المصاعب، أكثر تفاؤلاً، ابتساماً وإيجابية، وأنا مستعدة دائماً لتقديم الدعم النفسي لكل من يحتاج إليه من أمثالي من مرضى السرطان".
تجربة أمل في الانتصار على سرطان الثدي: في داخلي قوة لا تُقهر
لم أكن أتخيل أنني سأسمع يوماً عبارة "أنتِ مصابة بسرطان الثدي"، كانت الكلمات ثقيلة، كأنها جمدت الزمن للحظات، بدأت القصة حين لاحظتُ تغيّراً بسيطاً في شكل الثدي، لم أهتم في البداية، لكن شيئاً في داخلي دفعني لإجراء فحص، وكم أنا ممتنة لذلك الحدس، عندما جاء التشخيص، اجتاحني الخوف، ليس من المرض فقط، بل من المجهول، من الألم ومن فقدان السيطرة على حياتي، لكنني قررت من اللحظة الأولى ألا أكون ضحية، بدأت رحلة العلاج بكل ما فيها من تحديات كالجراحة، جلسات الكيميائي، تساقط الشعر، التعب الجسدي والنفسي"، هكذا استهلت الناجية أمل خوند (44 عاماً) التي تعمل كمدرّسة.
وتضيف أمل: "شخّصت إصابتي بسرطان الثدي، وعبرت رحلتي بانتصار، كان قراري ألا أكون مجرد رقم. علّمتُ نفسي أن أحوّل الحزن إلى فرح، والانكسار إلى شجاعة، بعد التشخيص، استخدمت المرض كدافع للوعي والمشاركة، وليس فقط كحالة للمعاناة.
الإصابة بهذا المرض لم تكن النهاية، بل كانت بداية لقوة داخلية جديدة، لقد قدرت قيمة الدعم النفسي والتعامل الإيجابي مع المرض بخلاف البعد الجسدي فقط، وجانب النجاة لم يكن فقط بالشفاء، وإنما بتجسّد دور جديد في الحياة.
رسالتي اليوم لكل امرأة هي كالآتي: الكشف المبكر مهم جداً مع المبادرة للفحص والتأكّد، الدعم النفسي والعاطفي لا يقلّ أهمية عن العلاج الطبي، تجربة المرض يمكن أن تُحوّل إلى رسالة، نحو الذات والآخرين، ليس من الخطأ أن نشعر بالخوف أو الحزن، لكن المهم ألا نركن لهما، بل نستخدمهما كبداية".
تختم أمل قائلة: "كل من حولي منحني القوة: عائلتي، صديقاتي، وحتى غرباء دعموني بكلمة أو ابتسامة، شعرت أنني أقوى مما كنت أظن، كل مرحلة مرت، جعلتني أُقدّر الحياة من جديد، أفرح بالأشياء الصغيرة وأحب نفسي أكثر. اليوم، وأنا أكتب هذه الكلمات، لست فقط ناجية، بل محاربة، وهذه التجربة رغم ألمها، جعلتني أؤمن أن في داخلي قوة لا تُقهر، وأن كل امرأة تمر بهذه التجربة قادرة أن تنهض من الألم بشجاعة تفوق الوصف، رسالتي لكل امرأة هي افحصي نفسكِ، استمعي إلى جسدكِ، ولا تخافي من المواجهة، أنتِ أقوى مما تعتقدين".
ينصح بمتابعة عادات يومية بسيطة تعزز صحة المرأة في أكتوبر الوردي
*ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج تجب استشارة طبيب مختص.





