mena-gmtdmp

هل كثرة شرب الماء تَضُرّ الجسم؟.. تابعي الإجابة الصادمة

امرأة تشرب الماء - المصدر freepik
امرأة تشرب الماء - المصدر freepik

عادةً ما تتجه النصائح إلى أهمية شرب الماء بالكميات الكبيرة، وما تحمله هذه العادة من فوائد، لكن هل فكرتِ في أن المبالغة في شرب الماء ربما يكون ضاراً للجسم؟
ذهبت الدراسات الحديثة إلى الاستنتاج بأن الإفراط في شرب الماء، قد يرتبط بحالة تسمى "التسمم بالماء"، والتي تسبب خللاً في الجسم بسبب اضطراب في توازن الأملاح، ما يؤدي إلى مضاعفات قد تصل في بعض الحالات إلى الوفاة.


إعداد: إيمان محمد

متى يصبح شرب الماء خطراً على الصحة؟

الماء يمثل نحو 60% من وزن الجسم، من ثم هو عنصر أساسي لصحة الجسم، وبالماء تسير العمليات الحيوية على نحو سليم، وهنا يمكن تحديد أهمية الماء للجسم في التالي:

  • تنظيم درجة الحرارة.
  • نقل المغذيات.
  • التخلص من الفضلات.
  • مرونة المفاصل.

لكن يجب الانتباه هنا إلى أهمية ألا يختل توازن الأملاح في الجسم بسبب شرب كميات كبيرة فوق حاجة الجسم من الماء، خصوصاً الصوديوم، لضمان استمرار عمليات الجسم الحيوية بشكل سليم، ولتجنّب حالة "نقص صوديوم الدم" التي تعتبر خطيرة جداً.

ما الذي يحدث للجسم عند الإفراط في شرب الماء؟

تسمم الماء يصحبه غثيان وألم في البطن- المصدر freepik

أوضح الخبراء كيف يؤثر الإفراط في شرب الماء على الجسم، علماً بأن الكلى السليمة تستطيع معالجة ما بين 0.8 إلى 1.0 لتر من الماء في الساعة، عندما يفرِّط الشخص في شرب الماء بنسبة تفوق ذلك، فهنا تصبح كميات الماء أكبر من قدرة الكلى على المعالجة، من ثم يبدأ الماء الزائد في التراكم في مجرى الدم، هنا تتعرض الخلايا للتمدد بسبب امتصاص الماء الزائد. ونتيجة لهذا التمدد، في خلايا الدماغ تحديداً، قد تظهر أعراض خطيرة تشمل:

  • الغثيان.
  • الصداع الشديد.
  • تشوش الوعي.
  • التشنجات.
  • غيبوبة.

ويؤكد الخبراء أن تسمم الماء ليس شائعاً بين الأشخاص العاديين، بل يحدث غالباً في ظروف خاصة مثل:

  • الرياضيين الذين يشربون كميات كبيرة من الماء أثناء سباقات التحمل.
  • الأفراد الذين يعانون من أمراض في الكلى أو القلب والتي تجعل أجسامهم أقل قدرة على التخلص من السوائل.

هناك عدة دراسات دللت على الفرضية السابقة، من بينها دراسة نُشرت في مكتبة المعهد الوطني الأميركي للتكنولوجيا الحيوية (NCBI)، فسرّت هذه الظاهرة بتفصيل علمي. وأوضحت الدراسة أن الكلى هي المسؤولة الأولى عن إخراج فائض الماء من الجسم، وأن الحد الأقصى لقدرتها يقدر بنحو 20-28 لتراً يومياً في الظروف المثالية، وتجاوز هذا الحد أو شرب كميات ضخمة في وقت قصير، يعطل آلية التوازن الداخلي ويعرض الإنسان لتسمم الماء.

تزيد خطورة الإفراط في شرب الماء لدى الأشخاص الذين يتبعون أنظمة غذائية قليلة الصوديوم، أو الذين يتناولون أدوية تؤثر في هرمون “الفازوبريسين” المسؤول عن توازن الماء في الجسم.

أعراض تسمم الماء

هناك أعراض تُشير إلى ارتفاع خطر الإصابة بتسمم الماء، والغريب أنها قد تشبه أعراض الجفاف في البداية، وتظهر كالتالي:

  • صداع متزايد وثقل في الرأس.
  • غثيان متكرر وتقلصات عضلية.
  • تورم اليدين أو القدمين.
  • تشوش الرؤية أو فقدان التركيز.
  • تشنجات وغيبوبة في الحالات المتقدمة.

جميع الأعراض السابق ذكرها، مرتبطة بانخفاض الصوديوم في الدم (اختلال مستوى الماء والأملاح)، وليس تسمماً ناتجاً عن الماء في حد ذاته.
اقرئي أيضاً أعراض أملاح الكلى وطرق الوقاية والعلاج

متى يتحول شرب الماء إلى عادة خطيرة؟

هنا الأمر يتوقف على الكمية التي يشربها الشخص، ولكن ليس هناك رقم محدد ينطبق على الجميع، فكمية الماء التي يحتاجها الجسم تعتمد على:

  • الوزن.
  • النشاط البدني.
  • درجة الحرارة.
  • الحالة الصحية.

إلا أن القاعدة العامة، بحسب الدراسة السابق ذكرها هي أن شرب الماء عند الشعور بالعطش يكفي عادةً للحفاظ على الترطيب دون خطر. أما الإفراط في الشرب دون حاجة، خصوصاً خلال فترات قصيرة، فهو ما يُعد خطيراً.

كيف يمكن الوقاية من خطر الإفراط في الترطيب؟

يشير الخبراء أن الوقاية من تسمم الماء تتحقق بالاعتدال، وقدموا توصيات يجب أن تؤخذ في الاعتبار:

  • شرب الماء عند الشعور بالعطش، وليس بدافع القلق من الجفاف.
  • مراقبة لون البول، إذا كان أصفر فاتحاً، فهذا مؤشر على الترطيب الجيد.
  • عدم إجبار الجسم على شرب كميات محددة مثل ثمانية أكواب إن لم تكن بحاجة إليها.
  • في حالات التمارين الطويلة أو الجو الحار، يمكن التعويض عن السوائل المفقودة بمشروبات تحتوي على أملاح ومعادن، وليس بالماء فقط.
  • استشارة الطبيب عند المعاناة من أمراض الكلى أو القلب، لأن احتياجات الجسم من السوائل قد تختلف.

*ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج تجب استشارة طبيب مختص.