mena-gmtdmp

كيف تساعدين طفلك على مواجهة الإجراءات الطبية من دون خوف؟

صورة طفلة خائفة
كيف تساعدين طفلك على مواجهة الإجراءات الطبية من دون خوف؟

تُعدّ الإجراءات الطبية، كالتطعيمات وسحب الدم، أمراً شائعاً طوال فترة الطفولة. وعند سؤال الأطفال، يُجيبون بثقة أن أكبر مخاوف الأطفال بشأن الإجراءات الطبية هي الإبر والألم. كما يخشون ألا تُؤخذ راحتهم في الاعتبار. وهم مُحقّون في ذلك في أغلب الأحيان، واعلمي أن مناقشة وممارسة جميع خطوات الإجراء الطبي مع الأطفال يمكن أن يساعدهم على التغلب على الخوف، ذلك أن التجارب السلبية التي يمر بها الأطفال مع أشياء مثل الحقن وسحب الدم والاختبارات الطبية لا تجعلهم يخافون من هذه الإجراءات فحسب، بل قد يكون لها آثار طويلة المدى، بما في ذلك تجنب الإجراءات الطبية كبالغين. فكيف تساعدين طفلك على مواجهة الإجراءات الطبية من دون خوف، كما يوضح الأطباء والاختصاصيون النفسيون؟


تشير الأبحاث إلى أن عدم إدارة ألم الأطفال وخوفهم جيداً أثناء الإجراءات الطبية يُسفر عن عواقب قصيرة وطويلة المدى، فقد تستغرق الإجراءات وقتاً أطول، وتزداد احتمالية حدوث آثار جانبية (مثل الإغماء أو التقييد الجسدي)، ومن المرجح أن يحتاج الأطفال إلى المزيد من الأدوية لتسكين الألم عند الطفل، وأن تُكوّن لديهم ذكريات سلبية أو مؤلمة.
وقد تؤدي هذه المخاوف إلى تأخير أو تجنب الرعاية الصحية الضرورية، حتى عندما يصبح الأطفال بالغين. إن الضغوط النفسية الناجمة عن الإجراءات الطبية تختلف من شخص لآخر: فتجربة الطفل الشخصية للإجراء الطبي، والخوف من رد فعله تجاهه، أكثر أهمية من شدة التجربة "الموضوعية".

نصائح لتدريب الطفل على مواجهة الإجراءات الطبية

نقدم لكِ فيما يلي نصائح لجعل الفحوص الطبية واستخدام الإبر مريحة ، وهذه التوصيات مهمة جداً. لكن المشكلة تكمن في أن ما يُخفف الألم والخوف الخفيف إلى المتوسط لا يكفي عندما يكون الأطفال خائفين جداً.
إذا لم يُعالج ألم الأطفال وخوفهم جيداً في كل مرة، فقد تزداد الإجراءات الطبية صعوبةً حتى يبدأ الأطفال بالرفض. أحياناً يُفسر الناس رفض الطفل على أنه سوء سلوك. وهذا أبعد ما يكون عن الحقيقة. ومع تكرار التجارب السلبية، قد يتفاقم ضيق الطفل وخوفه لدرجة تُثير استجابةً حقيقيةً للقتال أو الهروب، كما لو كان في مواجهة شبح إن الصدمة النفسية الناتجة عن الإجراءات الطبية تُرى من منظور الشخص نفسه. فتجربة الطفل الشخصية للإجراء، وخوفه منه، أهم من شدته "الموضوعية" أو مدى الألم أو الرعب الذي قد يبدو للآخرين.

شجّعي طفلك دائماً


إن التشجيع من أحد الوالدين، وأخذ بعض الأنفاس العميقة، يمكن أن يساعد الأطفال على إدارة الإجراءات. وهناك أولياء أمور يبدون رغبتهم في معرفة المزيد عما يجب فعله عندما يرفض طفلهم إجراءً ما بسبب خوفه الشديد، والذي غالباً ما يكون ناتجاً عن تجربة سلبية أو مؤلمة سابقة. أحياناً، عندما يُصاب الأطفال بضيق شديد، يُحاول الكبار كبح جماحهم في محاولة "لإنهاء الإجراء ببساطة".
لكن اعلموا أن احتجاز طفل يعاني من ضائقة شديدة لإجراء طبي روتيني ليس أمراً مقبولاً أبداً، ولا يمثل رعاية تركز على المريض، ولديه القدرة على جعل الأمور أسوأ بشكل كبير على المدى الطويل.
يجب أخذ خوف الطفل على محمل الجد ومعالجته قبل أن يستفيد من جهود إدارة الألم والخوف الخفيف إلى المتوسط . إذا كان طفلك يخشى بشدة إجراءً طبياً (مثل التطعيمات، وسحب الدم، وعلاج الأسنان)، فإن الخطوات المدعومة علمياً ضرورية.

تأكدي أن طفلك مستعد لجعل هذه التجربة إيجابية

وهذا ما يسمى العلاج القائم على التعرض حيث من الأفضل التأكد أن طفلك مستعد قدر الإمكان، في العلاج القائم على التعرض، يواجه الطفل مخاوفه تدريجياً، بدءاً من المواقف الأسهل وصولاً إلى المواقف الأكثر صعوبة. في هذه الحالة، يتضمن ذلك تثقيف طفلك حول ما سيحدث وأسبابه، وتمكينه من التدرب تدريجياً على مواجهة كل خطوة من خطوات الإجراء الطبي قبل بدء الإجراء نفسه.

اعرفي ما هو مصدر خوفه

غالباً ما يُخبرك الأطفال الأكبر سناً والشباب بما يقلقهم بشأن الإجراء. أما بالنسبة للأطفال الأصغر سناً، فقد تحتاجين إلى تقديم اقتراحات أو بدائل، وتخمين أفضل الحلول.
درّبي ابنك على مواجهة الخوف
عندما يكون الخوف غير متناسب مع الخطر الذي تشكله الإجراءات، فإن إنشاء "سلم الخوف" يمكن أن يساعد الأطفال على العمل من خلال الإجراء خطوة بخطوة. وبالنسبة للمخاوف التي لا تتناسب مع الخطر المُحدق، سيحتاج الأطفال إلى التدرب على مواجهة مخاوفهم وجهاً لوجه. عليك إعداد قائمة بالمواقف المُثيرة للخوف والمتعلقة بالإجراء، مثل:
التحدث عن الإجراء؛ ورؤية صور أو مقاطع فيديو لها (نصيحة: تأكدي من أن هذه مقاطع فيديو إيجابية حيث لا يظهر فيها سوى الحدّ الأدنى من الضيق أو لا يظهر فيها أي ضيق على الإطلاق).

افسحي المجال لمشاعره واجري محادثة معه

افسحي المجال لمشاعره واجري محادثة معه


تحققي من مخاوف طفلك، واعترفي بمشاعره، ولماذا تبدو منطقية (حتى لو كنت لا توافقين أو لا تستطيعين التعاطف معه). اكتشفي ما الذي يقلقه بشأن هذا الوضع. اتبعي نهجاً منفتحاً وغير حكمي وفضولياً لفهم ما يخيفه بشأن الإجراء الطبي.
لا تفترضي، بل اسألي وتأكدي من أن طفلك يفهم ما يُطلب منه القيام به كجزء من الإجراء الطبي، ولماذا يُطلب منه القيام به، وماذا سيحدث، وكيف سيشعر، وكم من الوقت سيستغرق، ومن سيكون موجوداً؟. أجيبي عن أي أسئلة لديه وصححي أي مفاهيم خاطئة. قد تحتاجين إلى الحصول على بعض المعلومات من طبيب حتى تحصلي على جميع الإجابات.
كيف أجعل طفلي يتخلص من الخوف؟

دعي طفلك يجرّب المعدات الطبية

الخطوات الصغيرة التي تؤدي إلى الإجراء نفسه (مثل الجلوس على كرسي، أو وضع عاصبة أو تنظيف الذراع بقطعة قماش مبللة بالمعقمات، وما إلى ذلك). رتّبي المواقف من الأسهل إلى الأصعب، واحصلي على تقييم للخوف لكل موقف. يُصبح هذا "سلّم الخوف" الخاص بهم.
يمكن للمبادئ المدعومة علمياً أن تساعد الأطفال وأولياء أمورهم على الشعور بالثقة بشأن الإجراءات الطبية. وبالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين خمس إلى سبع سنوات، يمكنك استخدام مقياس خوف الأطفال؛ بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سبع سنوات وما فوق، مقياس من صفر إلى 10 يتراوح من عدم الخوف على الإطلاق إلى أقصى درجة ممكنة من الخوف؛ بالنسبة للأطفال الأصغر سناً، يمكنك ترتيب المواقف عن طريق مطالبتهم باتخاذ خيارات من خلال مقارنات وجهاً لوجه، حيث يختار الطفل أيهما أسهل من بين اثنين، أو إذا فشلت كل المحاولات الأخرى، أفضل تخمين لديك.

دعي طفلك يواجه مخاوفه من خلال تجربة هذه المواقف

يجب أن يبقى في الموقف لفترة كافية حتى يهدأ خوفه، و/أو ليتعلم أن ما يقلقه لن يحدث، أو أنه إن حدث، سيتمكن من تجاوزه. تذكري، هذا ينطبق على المخاوف التي تكون أسوأ من الخطر الحقيقي للموقف.
هذا عمل شاق! لذا، لكل تجربة أو تمرين، يجب أن يحصل طفلك على مكافأة. يمكنكِ وضع برنامج مكافآت مع كل خطوة على سلم الخوف. يجب أن تكون المكافآت صغيرة، بحيث يمكنكِ منعها إذا لم يحصل عليها، ولا تتطلب تكلفة مالية (مثل لعب لعبة لوحية خاصة أو تقديم تدليك لمدة خمس دقائق، بدلاً من لعبة جديدة).

علّمي طفلك استكشاف الأخطاء وإصلاحها

علمي طفلك استكشاف الأخطاء وإصلاحها


يمكن للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سبع سنوات فما فوق بناء سلم الخوف الخاص بهم باستخدام مقياس من صفر إلى 10 يتراوح من عدم الخوف على الإطلاق إلى أقصى درجة ممكنة من الخوف.
يجب أن يبقى طفلك في هذا الموقف لفترة كافية. إذا نجا من الموقف قبل أن يهدأ خوفه إلى مستوى معقول، فسيؤدي ذلك إلى استمرار خوفه. أخذ أنفاس عميقة وتشجيع منك قد يُساعدان!
إذا كانت إحدى الخطوات أصعب بكثير من سابقتها (فجوة كبيرة جداً في السلم)، فحاولي تحليل الموقف بناءً على عوامل مختلفة، مثل من سيدعمك، أو ابدئي بتخيله أولاً قبل تجربة هذه الخطوة في الواقع. قد تحتاجين إلى التدرب على كل خطوة عدة مرات قبل أن يتلاشى خوف الطفل.
خوف الأطفال الزائد: هل لأسلوب التربية علاقة؟
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص