تطمح الكثير من النساء إلى الولادة الطبيعية، لكن العديد منهن قد يضطررن للخضوع لولادة قيصرية بسبب ظروف طارئة وتعد إحدى المشكلات الشائعة التي تستدعي الولادة القيصرية هي قصور عنق الرحم أو عدم اتساع عنق الرحم بالشكل الكافي خلال المخاض، مما يعيق خروج الطفل وعلى رغم أنه قد لا يكون شائعاً في هذا التوقيت المتأخر من الحمل، إلا أن الانتباه لأعراض قصور عنق الرحم في الشهر التاسع أمر بالغ الأهمية فيُعد قصور عنق الرحم حالة قد تترتب عليها مضاعفات صحية خطيرة تهدد استمرارية الحمل وسلامة الأم لأنه قد يؤدي إلى الإصابة بأعراض الإجهاض أو الولادة المبكرة ويزيد من احتمالية تمزق الرحم كما أنه قد يسبب نزيفاً داخلياً أو الإصابة بـ عدوى لذلك، تتطلب هذه الحالة متابعة طبية دقيقة جداً.إليك وفقا لموقع "هيلث"طرق التعامل مع عدم اتساع عنق الرحم في الشهر التاسع
آلية اتساع عنق الرحم الطبيعي

يبدأ عنق الرحم، وهو فم الرحم المكون من عضلات ملساء، في التمدد مع اقتراب موعد المخاض والولادة. يحدث اتساع طبيعي بمقدار سنتيمتر إلى سنتيمترين حتى قبل بدء المخاض النشط (المرحلة التي تشتد فيها الانقباضات). وبمجرد دخول المرأة في المخاض، من المتوقع أن يتوسع عنق الرحم بمعدل 1 إلى 2 سم كل ساعة ليصل إلى الاتساع الكامل (10 سم) للسماح بمرور الطفل. لكن في حالات قصور عنق الرحم، لا يحدث هذا التمدد بالصورة المطلوبة.
تعرفي إلى المزيد حول 4 أسباب مرتبطة بالأم الحامل تؤدي إلى الولادة المبكرة
أسباب عدم اتساع عنق الرحم في الشهر التاسع
هناك مجموعة من العوامل والأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى قصور عنق الرحم:
- عوامل وراثية: ولادة بعض النساء بتشوهات خلقية يسبب قصوراً في عنق الرحم.
- اضطرابات في النسيج الضام: مثل متلازمة إهلرز دانلوس، وهو اضطراب يؤثر على الأنسجة الضامة كالمفاصل والجلد والأوعية الدموية.
- متلازمة مارفان: وهي حالة تؤثر بشكل أساسي على القلب والعينين والأوعية الدموية والهيكل العظمي.
- إصابات سابقة في عنق الرحم: مثل الإصابة أثناء حمل سابق، أو الخضوع لجراحات سابقة على عنق الرحم.
- قصر عنق الرحم: عندما يكون طول عنق الرحم أقصر من المعدل الطبيعي المعتاد.
علامات وأعراض قصور عنق الرحم
قد لا تعاني بعض النساء المصابات بقصور عنق الرحم من أي أعراض واضحة. لكن، قد تشمل العلامات التحذيرية التي قد تظهر بين الأسبوع 14 و 20 من الحمل ما يلي:
- ظهور بقع من الدم.
- الشعور بضغط مفاجئ وغير مسبوق في منطقة الحوض.
- ألم مفاجئ في الظهر لم يكن موجوداً من قبل.
- مغص شديد.
- نزيف خفيف.
- تغير في طبيعة الإفرازات الخارجة من الرحم.
تشخيص قصور عنق الرحم
يصعب تشخيص قصور عنق الرحم قبل الحمل، ولا توجد فحوصات قطعية لذلك. يمكن استخدام بعض الاختبارات مثل التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو الموجات فوق الصوتية لتشخيص حالات غير طبيعية قد تسبب القصور.
بعد الحمل، يتم التشخيص وفقا للتالي:
- التاريخ الطبي للحامل والأعراض التي تذكرها.
- وجود تاريخ سابق للولادة خلال الثلث الثاني من الحمل، أو إذا بدأ عنق الرحم بالانفتاح والترقق قبل الأسبوع الرابع والعشرين من الحمل.
- اختبارات التشخيص: مثل الموجات فوق الصوتية عبر الرحم وفحص الحوض لمعرفة ما إذا كانت الأغشية بارزة من عنق الرحم.
- فحوصات مخبرية (بزل السلى): قد يُجري الطبيب بزل السلى لأخذ عينة من السائل الأمنيوسي لاستبعاد وجود عدوى، حيث يمكن أن تكون العدوى سبباً في القصور.
خيارات علاج قصور عنق الرحم

يتوفر العديد من خيارات العلاج التي قد يقترحها الطبيب للتعامل مع قصور عنق الرحم:
- التطويق (Cerclage): هي عملية وضع غرزة حول عنق الرحم للمساعدة في إبقائه مغلقاً. تُجرى عادة بين الأسبوعين 12 و14 من الحمل وتتم إزالة الغرز في حوالي الأسبوع 37. لا يُنصح بالتطويق في حالات الحمل بتوائم أو أكثر لعدم إثبات فائدته.
- علاج البروجسترون: إذا كان لدى الحامل تاريخ للولادة المبكرة جداً، قد يصف لها الطبيب جرعات أسبوعية من هرمون البروجسترون خلال الثلث الثاني والثالث من الحمل.
- الراحة في السرير: إذا تم اكتشاف قصور عنق الرحم في مرحلة متأخرة من الحمل، قد يصف الطبيب الراحة التامة في السرير لبقية فترة الحمل، مما يعني ضرورة البقاء في السرير والامتناع عن الأنشطة العادية.
مخاطر ومضاعفات قصور عنق الرحم
يرتبط قصور عنق الرحم بعدد من المخاطر والمضاعفات المحتملة التي قد تهدد صحة الأم والجنين، منها:
- الولادة المبكرة.
- الإجهاض.
- تمزق الرحم.
- النزيف الداخلي.
- الإصابة بالعدوى.
- تمزق أو قطع في عنق الرحم.
هل يمكن منع قصور عنق الرحم؟
لا توجد طريقة مؤكدة للوقاية التامة من قصور عنق الرحم. ومع ذلك، هناك عدة خطوات يمكنكِ القيام بها لضمان حمل صحي قدر الإمكان:
- اتباع نظام غذائي صحي: التركيز على الأطعمة الغنية بالحمض الفوليك، الكالسيوم، الحديد، والمغذيات الأخرى، وتناول فيتامينات ما قبل الولادة.
- اكتساب الوزن الصحي: اكتساب الوزن المناسب (ما بين 25 و 35 رطلاً إذا كان الوزن صحياً قبل الحمل) يساعد طفلك على النمو بشكل سليم.
- الحصول على رعاية منتظمة قبل الولادة: من الضروري زيارة الطبيب بانتظام ومراقبة صحتك وصحة الجنين، وإبلاغ الطبيب عن أي مشاكل سابقة في حالات الحمل الماضية.
- الامتناع عن المواد الضارة: استشري طبيبك قبل تناول أي دواء (وصفة طبية أو عشبية)، والإقلاع عن التدخين.






