أصبح ترند الصحة والرجيم، في السنوات الأخيرة وحتى الآن، من أكثر المواضيع انتشاراً وتأثيراً في حياة الأشخاص، خاصة مع تزايد الوعي بأهمية نمط الحياة الصحي.
لم يعد الاهتمام بالغذاء وممارسة الرياضة مجرد وسيلة لتحسين المظهر الخارجي، بل تحوّل إلى أسلوب حياة يهدف إلى تعزيز الصحة الجسدية والنفسية، والوقاية من الأمراض المزمنة.
ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، ظهر العديد من الأنظمة الغذائية والبرامج الصحية التي تشجّع الأنظمة الغذائية المتوازنة، اختيار الأغذية الطبيعية، وممارسة الأنشطة البدنية المنتظمة، مما جعل مفهوم الرجيم أكثر شمولية ومرونة، حيث يركّز على الاستمرارية والصحة على المدى الطويل بدل الحلول السريعة والمؤقتة.
"سيّدتي" تطلع من اختصاصية التغذية الحائزة على ماجستير في الصحة العامة لمى نبوت غبالي، على ترند 2026 في الصحة والرجيم.

العيش الطويل والصحي.. ترند العام الجديد
تستهل اختصاصية التغذية حديثها قائلة: "إذا أردنا التحدث عن أبرز ترند للعام 2026، فيمكن القول بأنه ترند (العيش الطويل والصحي- Longevity).
الفكرة الأساسية خلف هذا الترند هي تخفيف الضغط عن خلايا الجسم، وتأخير شيخوختها، للحفاظ على صحة مثالية وجسم خالٍ من الالتهابات المزمنة المسببة للأمراض الخطيرة مثل:
- السمنة: إذ ترتبط الخلايا الدهنية الزائدة بإفراز مواد التهابية تؤثر على توازن الجسم.
- أمراض القلب والشرايين: الالتهاب المزمن يساهم في تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم، مما يزيد من خطر الجلطات والنوبات القلبية.
- مرض السكري من النوع الثاني: تؤدي الالتهابات إلى ضعف استجابة الجسم للإنسولين؛ وهو عامل أساسي في تطور المرض.
- أمراض المفاصل: مثل الروماتويد، حيث يهاجم الالتهاب المفاصل مسبباً الألم والتورم وتآكل الغضاريف.
- أمراض الجهاز الهضمي: مثل التهاب القولون التقرحي وداء كرون، نتيجة الالتهاب المستمر في الأمعاء.
- بعض أنواع الأمراض السرطانية: الالتهاب المزمن قد يساهم في تلف الخلايا وزيادة احتمال تحولها إلى خلايا سرطانية.
- الأمراض العصبية: مثل الزهايمر والاكتئاب، حيث تشير الدراسات إلى وجود علاقة بين الالتهاب المزمن واضطرابات الجهاز العصبي".
الأنظمة الغذائية لعام 2026

وتتابع اختصاصية التغذية لمى نبوت مشيرة إلى أن ترند "العيش الطويل والصحي" يركز على العناية بصحة الجهاز الهضمي، وتحسين امتصاص الغذاء، من خلال اتباع أنظمة غذائية غير مرهقة للجسم، ولا تضعه تحت ضغط أو حرمان شديد.
الهدف من الأنظمة الغذائية التي تنضوي تحت راية هذا الترند، هو الاستماع إلى احتياجات الجسم، ودعم وظائفه بشكل طبيعي، والوقاية من الأمراض المزمنة، من خلال التغذية السليمة، بدلاً من اللجوء إلى حلول جذرية وقاسية.
ما هي التغذية السليمة؟
ورداً على سؤال حول ماهية التغذية السليمة قالت لمى: "التغذية السليمة هي أساسيات هذا الترند الذي سبق وأشرت إليه، وهي تعني:
ضمان حصول الجسم على حاجاته من البروتينات والدهون الجيدة.
عدم إقصاء أي مجموعة غذائية أساسية.
وذلك كي يعمل الجسم بكفاءة وتوازن. وعندما نقول (تغذية سليمة)، فنحن نقصد تأمين جميع الفيتامينات والمعادن الأساسية للجسم من مصادر غذائية طبيعية، بدون أي نقص، خاصة الفيتامين دي D والمغنيسيوم".
ماذا نعني بمفهوم "الصحة السليمة"؟
إضافة إلى ما ذكرته، تتابع خبيرة التغذية أن الصحة السليمة تشمل أيضاً الآتي:
- الحفاظ على عمل الغدة الدرقية بشكل متوازن.
- الحرص على إيجاد توازن صحي في البكتيريا الجيدة داخل الجهاز الهضمي.
- التمتع بحالة ذهنية ونفسية مستقرة وحياة عقلية متزنة، وهو العنصر الأهم؛ فالصحة العامة ليست فقط جسدية، بل توازن شامل بين الجسم والعقل.
- الاهتمام بصحة العضلات: عندما تكون عضلات الجسم قوية ونشطة، خصوصاً من خلال ممارسة الرياضة بانتظام، فهذا الأمر يساعد على الوقاية من الأمراض المزمنة ويحافظ على وزن صحي بطريقة طبيعية، يدعم وظائف الجسم كافة، بدءاً من الأيض إلى التوازن والمرونة. والأهم، أنه يمنحنا نوعية حياة أفضل مع التقدم في العمر.
التركيز لا يجب أن يكون فقط على الغذاء والهضم، بل على بناء عضلات صحية تحمينا وتدعمنا يومياً.
*ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.





