هكذا تتحول علاقة الأبناء والآباء إلى صداقة

هكذا تتحول علاقة الأبناء والآباء إلى صداقة

للأب هيبة كبيرة، وهناك أشخاص علاقتهم ضيقة جداً، خاصة مع والدهم، بعكس علاقة الأبناء بالأم، والتي قد يكون فيها أخذ وعطاء وعلاقة صداقة تنشأ بين الأم وأبنائها، ولكن كيف يكون الأبناء أصدقاء والدهم؟ كيف يمكن أن تتحول علاقة الأب مع أبنائه إلى علاقة صداقة فيها مجال للنقاش والتفاهم مع الاحتفاظ بدور كل منهما ووجود الاحترام المتبادل؟
كوب من البوظة
ريم ميمش «طبيبة مبتعثة» قالت: رغم انشغال الوالد؛ لأنه طبيب، إلا أن بيننا علاقة صداقة بحيث أستطيع التحدث معه في أشياء كثيرة، وأخذ رأيه في أشياء أكثر، وهو يستمع لي، وأنا أحب الاستماع إلى آرائه ووجهة نظره، وفي أوقات كثيرة ألجأ إليه لأخذ رأيه بمواضيع تخصني في الحياة، ورغم ضيق وقته، إلا أن هناك مجالاً لنخرج سوياً لتناول كوب من البوظة معاً، ونتحدث في شؤون الحياة، وتُخلق أحاديث مختلفة في مدة قصيرة قد نقضيها سوياً لا تتعدى مدة تناول كوب البوظة، إلا أنها جميلة ومفيدة ونعتز سوياً بها لتكرارها كلما سمحت الفرصة، وبالطبع علينا اختيار الوقت المناسب، فلابد أن يهتم كل شخص باختيار الوقت المناسب الذي يريد أن ينفرد به مع والده لزيادة روابط الصداقة بينهما؛ لأن كل أب لديه بالتأكيد مسؤوليات وأوقات قد يكون فيها معكر المزاج وغير صافي الذهن.
• صداقة متبادلة
أمير مكي «طالب في كلية الهندسة» قال: لدي خمسة إخوة، جميعنا رجال، ورغم صداقتي بهم، إلا أن والدي أيضاً هو أقرب صديق لي «رحمه الله»، وكنت حريصاً جداً على أن أبني علاقة صداقة مع والدي، وأن لا تكون العلاقة فقط كعلاقة أب وابنه، أو علاقة تسير في اتجاه واحد من خلال أوامر الوالد والتنفيذ من جانبنا، إنما كنت أذهب معه مشاويره لأقضي ما يريد معه، وأذهب برفقته أيضاً لمقابلة أصدقائه والقيام بواجبات التعازي والأفراح، ومن هنا نشأت علاقة صداقتنا حتى أصبحنا نحدد يوماً لنخرج سوياً لتناول القهوة وتبادل الأحاديث في كل مجالات الحياة حتى أحاديثنا الشخصية، فأصبحت صداقتنا متبادلة، وأطلب الحديث معه، وهو أيضاً كان يناديني تحديداً ليحكي لي عن ما يضايقه.
• الوقت المناسب
محمد الحضرمي «يعمل في مجال الدعاية والإعلان» قال: إن علاقتي بوالدي في البداية كانت علاقة أبوية بحتة، أما الآن فتخالطها الصداقة، إذ بدأت أتقرب من والدي؛ لأن أي شاب بحاجة أن يكون لديه صديق حقيقي صادق صدوق معه، ولم أجد أفضل من والدي، فهو الشخص الوحيد الذي يتمنى أن أكون أفضل منه، وسيقدم لي كافة الدعم والنصائح التي تجعلني أفضل، فبدأت أقترب منه بالجلوس معه واستشارته في أمور بالعمل والدراسة، وبعد ذلك بدأت أحكي له عن أصدقائي حتى أصبح يعرفهم جميعاً، وهم أيضاً أصبحوا أصدقاء له، ويطلبون حضوره عندما نذهب لمشاهدة مباراة ما، ثم أصبح والدي يستدعيني لقضاء وقت معي، وأصبح هو الآخر يأخذ رأيي في أشياء عديدة، ويحكي لي مواقف أكثر، وحتى تكون صديق والدك، اختر الوقت المناسب لاختراق علاقة الأبوة ودمجها بالصداقة.
• اللبنة الأولى في طريق الصداقة
أما إيلاف عبدالجليل «23 عاماً- بائعة» فقالت: حتى تكوني صديقة والدك، قومي بإذابة الجليد بينكما، واكسبي ثقته، واستشيريه في أمور حياتك، واجعليه ليس أباً فقط، بل هو صديق وسند ومستشارك الخاص، ولابد أن تأخذي رأيه في كل شيء، وتحكي له عن مشاكلك، وعن طموحاتك وأحلامك ليساندك في تحقيقها ويزيل العقبات من أمامك، وحاولي اختيار أوقات مناسبة، ولا تنتظري أن يقتحم هو خصوصيتك، بل أعطي له المجال باقتحامه في المرات الأولى، واطلبي منه أن تذهبي معه إلى الفطور سوياً، أو لتتشاركا في كوب القهوة، عندها ستجدين مائة موضوع تستطيعين الحديث فيها، وستبدأ أول لبنة في طريق صداقة والدك.