العشر من شهر ذي الحجة هي أيامُ عظيمة ومفضلة يُضاعف فيها الأجر والعمل، ويُرجى فيها أكثر من غيرها الزيادة من عمل الخير بشتى أشكاله، والتي منها صيام العشر من ذي الحجة وأيضًا الدعاء والأذكار وقراءة القرآن والصدقات وغيرها من باقي الطاعات والأعمال الصالحة، وقد أقسم الله بها في كتابه تنويهًا بشرفها وعظم شأنها فقال سبحانه وتعالى: {والفجر * وليال عشر * والشفع والوتر}.
ويكمن فضل هذا الشهر في كونه من أعظم الشهور التي خصها الله بمزيد من الفضائل والأجر، حيث يشهد هذا الشهر موسم الحج وأيام العشر التي أقسم الله بها، وجعل أعظم الأعمال في عشر ذي الحجة أفضل من غيرها، ليكون ذلك دافعاً للمؤمنين لزيادة الطاعات وتقوية عزائمهم.
صيام العشر الأوائل من ذي الحجة
صيام العشر الأوائل من ذي الحجة يعد من الأعمال الصالحة والسنن في هذه الأيام المباركة، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله ما من أيام العمل الصالح فيها خير وأحب إلى الله من هذه الأيام العشر رواه البخاري في الصحيح.
كما روى أحمد بإسناد جيد: ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر؛ فأكثروا فيهن من التهليل والتحميد والتكبير.
أسباب صيام العشر من ذي الحجة
ويستحبُّ صيام هذه الأيام العشر بقدر الاستطاعة، وقد تتعدد أسباب صيام العشر الأوائل من ذي الحجة، ولكن أهمها أن أجر الصيام عظيم عند الله تعالى، كما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به)، فإن اجتمع الصيام مع فضل الأيام العشر صار أجره مضاعفاً بإذن الله، ففيها:
- تقربٌ إلى الله تعالى، وزيادة الإيمان والتقوى.
- مغفرة للذنوب، ومحو الخطايا.
- تجديد القرب من الشعائر والعبادات.
- الحصول على الثواب العظيم.
فضل صيام العشر من ذي الحجة
وقد ورد في السنة النبوية حديث شريف يؤكد فضل العشر من ذي الحجة والعمل الصالح فيها ومنه الصيام، حيث روي عن ابنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللَّه عَنْهُمَا، قالَ: قالَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ: مَا مِنْ أَيامٍ العَمَلُ الصَّالحُ فِيها أَحَبُّ إِلى اللَّهِ مِنْ هذِهِ الأَيَّامِ يعني: أَيامَ العشرِ، قالوا: يَا رسولَ اللَّهِ وَلا الجهادُ في سبِيلِ اللَّهِ؟ قالَ: وَلاَ الجهادُ فِي سبِيلِ اللَّهِ، إِلاَّ رَجُلٌ خَرجَ بِنَفْسِهِ، وَمَالِهِ فَلَم يَرجِعْ منْ ذَلِكَ بِشَيءٍ رواه البخاريُّ.
هذه الأحاديث تؤكد فضل صيام العشر من ذي الحجة، لكن هذه الأيام المقصود بها التسع الأولى من ذي الحجة والتي تسمى العشر بضم يوم النحر إليها في العدد، لكن المقصود صيام التسع الأيام الأولى من ذي الحجة حتى يوم عرفة لأن يوم العيد لا يصام.
والعشر الأوائل من ذي الحجة هي أيام فضيلة ورد ذكرها في القرآن الكريم بقول الله تعالى "وليال عشر" في سورة الفجر، وهي أيام عظيمة يشرع للمؤمن الإكثار فيها من أعمال الخير من صدقات وصوم وتسبيح وتهليل وتحميد وتكبير، عيادة مريض أمر بمعروف نهي عن منكر إلى غير هذا.
أفضل الأعمال في عشر ذي الحجة
ومن بعض الأعمال التي يجب ألا تغيب عن أصحاب الطاعات في العشر الأوائل من ذي الحجة:
- صيام التسع الأوائل من ذي الحجة.
- الإكثار من الأعمال الصالحة.
- الإكثار من قراءة القرآن.
- الإكثار من الدعاء.
- التهليل والتكبير والتحميد.
- الصدقة.
- صيام يوم عرفة.
- قيام الليل ولو بركعات قليلة.
- حفظ الجوارح ومن أهمها اللسان.
دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة
الدعاء من أعظم الأعمال في عشر ذي الحجة، وقد وردت العديد من الأدعية في السنة النبوية، منها دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة، وهو متعدد، ومنه:
- قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: (خيرُ الدُّعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ، وخيرُ ما قلتُ أَنا والنَّبيُّونَ من قبلي: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، لَهُ الملكُ ولَهُ الحمدُ وَهوَ على كلِّ شَيءٍ قديرٌ).
- قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: (ما مِن أيَّامٍ أَعظَمَ عِندَ اللهِ، ولا أَحَبَّ إلَيهِ مِنَ العملِ فيهِنَّ مِن هذِه الأَيَّامِ العَشرِ؛ فأَكثِرُوا فيهِنَّ مِنَ التَّهليلِ، والتَّكبيرِ، والتَّحميدِ).
- قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: (اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُكَ مِن الخيرِ كلِّه عاجلِه وآجلِه ما علِمْتُ منه وما لَمْ أعلَمْ وأعوذُ بكَ مِن الشَّرِّ كلِّه عاجلِه وآجلِه ما علِمْتُ منه وما لَمْ أعلَمْ، اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُكَ مِن الخيرِ ما سأَلكَ عبدُك ونَبيُّكَ وأعوذُ بكَ مِن الشَّرِّ ما عاذ به عبدُك ونَبيُّكَ وأسأَلُكَ الجنَّةَ وما قرَّب إليها مِن قولٍ وعمَلٍ وأعوذُ بكَ مِن النَّارِ وما قرَّب إليها مِن قولٍ وعمَلٍ وأسأَلُكَ أنْ تجعَلَ كلَّ قضاءٍ قضَيْتَه لي خيرًا).

فضائل يوم عرفة
ومن أفضل هذه الأيام في العشر من ذي الحجة، هو اليوم التاسع وهو يوم عرفة، ويبدأ من فجر اليوم التاسع، ويمتد إلى طلوع الفجر بالنسبة إلى الحجاج، أما لغيرهم فينتهي بغروب شمس اليوم التاسع، ومن فضائل هذا اليوم:
- يوافق أهم أركان الحج، وهو الوقوف على جبل عرفة، وقد قال الرسول، صلى الله عليه وسلم: "الحج عرفة".
- يعد من أيام الأشهر الحُرم التي ورد ذكرها في سورة التوبة بقوله تعالى: "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ"، والأشهر الحرم هي: ذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم، ورجب.
- هو أحد أيام أشهر الحج التي قال عنها الله تعالى في سورة البقرة: "الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ"، وأثنى عليها في سورة الحج بقوله: "لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ".
- يوم عرفة أحد الأيام العشر التي أقسم الله بها للتنبيه إلى قدرها وعظمتها وفضلها حيث قال في سورة الفجر: "وَلَيَالٍ عَشْرٍ".
- تُعظَّم في يوم عرفة أجور الأعمال، إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من عمل أزكى عند الله - عز وجل- ولا أعظم أجراً من خير يعمله في عشر الأضحى قيل: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء".
- أُكمِلَ الدين في يوم عرفة، ونزلت آية: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا".
- لصيام يوم عرفة فضل خاص، حيث قال الرسول، صلى الله عليه وسلم: إنه يكفر السنة الماضية والسنة القابلة لغير الحاج، أما الحاج فيعد عيدًا له، كما ورد في السُّنة، إضافة إلى يوم النحر وأيام منى.
- يعد الدعاء في يوم عرفة أفضل من الدعاء في أي يوم غيره، فقد قال النبي، صلى الله عليه وسلم: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة".
- يكثر فيه العتق من النار فقال، النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة".
في سياق متصل: موعد وقفة عرفات 2025.. فضل الدعاء والأعمال المستحبة في هذا اليوم
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على منصة اكس