mena-gmtdmp

في أسبوع الرضاعة الطبيعية.. تجربتي مع طفلي

صورة لأم تحمل رضيعها
أم ورضيعها وفرحة تعلن نجاح دورة الرضاعة الطبيعية
بمناسبة الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية، الذي بدأ من اليوم الأول لشهر أغسطس ويستمر حتى 7 من الشهر نفسه، يحتفل العالم بدعم الفعالية من قبل منظمة الصحة العالمية واليونيسف، والعديد من وزارات الصحة؛ بهدف تعزيز صحة الرضع والأمهات، وتوعية المجتمع، ودعم الأمهات المرضعات، لهذا كانت الفرصة مُناسِبة لأقصُ عليكنّ "تجربتي" في الرضاعة الطبيعية مع طفلي، التي اختلط فيها الحليب بمشاعر الحب والخوف وفترات من البكاء. وبسبب نتائجها الإيجابية التي أرضت أمومتي، وزادت من ثقتي بنفسي وحفزتني لتقديم المزيد والمزيد لطفلي؛ سوف أعرضها لكنَّ في نقاط محددة سهلة التقليد والتنفيذ.
اللقاء مع الدكتورة عايدة النجار، أستاذة طب النساء والولادة، والحاصلة على دبلوم الرضاعة الطبيعية؛ لتعيد تقييم التجربة، وتشاركنا الرأي بنصائحها وتوجيهاتها.

"تجربتي" مع الرضاعة الطبيعية

أم تقبّل طفلها بعد الرضاعة
أنا "دعاء"، أم لطفل في الثالثة من عمره الآن، لكني مازلت أحتفظ بتفاصيل تجربتي في الرضاعة الطبيعية مع طفلي، بداية أخبركنَّ بأن "علي" ابني أخذ نصيبه كاملاً من الرضاعة الطبيعية لمدة عامين كاملين، قدمتها بحب وحنان، ورغبة شديدة في العطاء، وفي المقابل بادلني "علي" -ولم يُقصر- ما يرضيني ويسعدني كأمّ؛ فتمتع بالصحة والعافية وقوة المناعة، وزاد معدل نموه بشكل طبيعي يوماً بعد يوم، ورغم أن لكل تجربة مكاسب وخسائر، فإن تجربتي سارت في اتجاه واحد؛ من نجاح إلى نجاح طوال مدة الرضاعة، وحتى بعد الرضاعة.

هل الرضاعة الطبيعية تمنع الحمل؟ تعرفي إلى الجواب داخل التقرير

"تجربتي" ومشاعر الحب والخوف

أم تقبّل طفلها بحب وحنان
والآن هل أحكي لكنّ مشاعري أم تجربتي؟
وهل تصدقنني إن أخبرتكنّ بأنني كنت أنتظر بلهفة شديدة خبر الحمل والولادة بمجرد زواجي؟! متشوقة للقيام بمهامي كأمّ، والتي تبدأ بإرضاع طفلي بشكل طبيعي؛ فأعددت نفسي وهيّأت صدري، وعملت على نجاح التجربة، رغم اعتقادي وخوفي الشديد من عدم قدرتي على الإرضاع وعدم امتلاء صدري بالحليب المُشبع لطفلي؛ وذلك نظراً لصغر حجم الثدي لديَّ ونحافة جسدي، ولكن كان للعناية الإلهية رأي آخر؛ حيث بدأت الرضاعة وتدفق اللبن واستمر طوال عامين.

وأخبركنّ صديقاتي:

أم تحمل طفلها وترضعه
وتواصل "دعاء":
هل تعلمن بأنني خضت تجربة الرضاعة الطبيعية بروح الأمومة وحدها من دون سؤال أو استفسار، كيف ومتى ولماذا؟ وكل اعتقادي أن وفرة الحب والعطاء من الأم للمولود لا يحتاج لوسائط، يكفيني أن ولدي ينتظر حليب صدري وحبي وعطائي ورعايتي ليحيا ويعيش! لكنني لا أنكر بأنني تعلمت الكثير من ملاحظة تجارب الأمهات المرضعات بعائلتي، ومن صفحات الكتب المتخصصة والاشتراك بدورات التدريب على رعاية المولود، ومن متابعتي أيضاً لمواقع النت، وفي النهاية أعددت كراسة وسجلت بأسلوبي الخاص مئات المعلومات المرتبطة بواجباتي كأم، وأخرى لها علاقة بمتابعة علامات تطور النمو الصحي والنفسي للمولود، وسار الحال.

"تجربتي" ويوم تدفقت فيها دموعي

أم تحتضن طفلها بسعادة
وتضيف: بجانب الحب الذي قدمته لطفلي، حدث في يوم ما أن بكيت بدموع انسابت ساخنة متدفقة، وبعد مرور شهرين من رضاعتي لطفلي. هل تعلمن السبب؟ وهل تعرفن السرّ وراء هذه الدموع؟ لن تصدقن!
لقد انتابني شعور بالخوف والفزع، نعم! خوف بعد أن لاحظت أن صدري وقد كفّ عن إدرار الحليب، توقف عن العطاء، وما تبع ذلك من إحساس مؤلم بأنني أم فاشلة! أعطاني الله منحة ولم أصُنها، نعمة ولم أُحسن استخدامها، استجاب لطلبي وأرضعت طفلي، لكنني لم أشكره كفاية!
للحظات صديقاتي شعرتُ بالذنب والتقصير لسبب لا أعرفه، وفعل أقسم بالله لم أفعله! إلى أن انفكّت الغُمة وعاد اللبن وحده، وكأنه استجاب لدموعي وتوسلاتي، وحتى الآن لا أعرف لماذا توقف وانقطع لساعات؟ وكيف عاد وحده ومن دون مقدمات؟ والآن سأسرد عليكنَّ ما قرأت، وكيف استفدت ونفذت.

قرأت والتزمت بقواعد الرضاعة الصحيحة

أولى الخطوات كانت اكتساب المعرفة، والتواصل مع فريق الدعم.
بدأت الرضاعة مبكراً، وعملت على ملامسة الجلد للجلد مع طفلي.
تعرفت إلى علامات الجوع، وأتقنت جلسات الرضاعة.
وفرت بيئة مريحة وقت الرضاعة، وشربت السوائل.
استعنت بكل دعم ممن حولي، وتعلمت الصبر والمثابرة.
عرفت طرقاً كثيرة لتحفيز الرضاعة الطبيعية.

تقييم التجربة ورسالة لكل أم مرضعة:

طفل ينتظر الحليب بعد ضخه من ثدي الأم
وهنا تؤكد الدكتورة عايدة النجار، أستاذة طب النساء والولادة، التزام كل أم تخوض تجربة الرضاعة الطبيعية بعدة توجيهات، ومنها:
  • استخدمي مضخة الثدي بانتظام؛ فكلما زادت كمية حليب الثدي التي يتم ضخها، زاد إنتاج الحليب من الثدي.
  • قومي بإرضاع الطفل بشكل متكرر، وفقاً لما يحتاجه، من 8 إلى 12 مرة يومياً، وإذا أراد المزيد؛ قومي بتحفيز إدرار حليب الثدي.
  • تأكدي من نظافتك ونظافة المعدات التي تستخدمينها، واختاري مكاناً مريحاً للجلوس، فأنتِ ستجلسين مدة ليست قليلة.
  • تجربة الرضاعة الطبيعية ليست مجرد إطعام للطفل، بل هي عملية بناء علاقة قوية وتعدّ غذاءً صحياً ونفسياً ضرورياً للطفل.
  • ابدئي الرضاعة الطبيعية لمولودك بمجرد نزول الطفل، واطلبي من المحيطين بكِ أن يضعوه على صدرك وأنتِ نائمة.
  • انتبهي ولا تفوتي فوائد حليب اللبأ أو السرسوب لطفلك؛ وهو أول ما ينزل من حليب الأم بعد الولادة.
  • اهتمي باستمرار الرضاعة بعد الولادة، ولا تتركي خمس ساعات، على أكثر تقدير، أن تمر من دون أن يرضع الطفل.
  • اتخذي طريقة وجلسة مريحة لكي تقومي بالرضاعة، ويمكن لأحد أن يساعدك؛ عن طريق حمل المولود وتقريبه من صدرك.
  • استمري بتفريغ الصدر من الناحيتين من الحليب، ولا تعتقدي أن رفض الطفل للرضاعة منكِ يعني أن تتوقفي عن المحاولة.
  • احرصي على أن تحصلي على تغذية متوازنة، غنية بالفواكه والخضروات، وأكثري من شرب الماء والعصائر الطازجة الطبيعية.
  • استخدمي الحلمة الصناعية في حال حدوث تشققات في حلمة صدرك، وخلال ذلك قدمي الحليب للرضيع بكوب الرضاعة.
  • داعبي طفلك وتحدثي معه خلال الرضاعة؛ لكي يشعر بالحنان والحب، مما يعزز مشاعر الأمومة لديكِ ويزيد من إدرار الحليب.
  • احرصي على إخراج الهواء من بطن الطفل بعد إرضاعه من كل جهة من صدرك؛ لكي يكون هناك متسع للرضاعة بشكل أفضل.
قيمة حليب الثدي:
الغذاء الأمثل للرضيع يحتوي على العناصر الغذائية التي يحتاجها لنموه وتطوره.
يحتوي حليب الأم على أجسام مضادة؛ تساعد في حماية الطفل من الأمراض.
الرضاعة الطبيعية تقلل من خطر إصابة الطفل بالعديد من الأمراض؛ مثل السكري وأمراض القلب.
الرضاعة الطبيعية تعزز العلاقة بين الأم والطفل، وتمنح الطفل شعوراً بالأمان والحب.
الرضاعة الطبيعية تساعد الأم على فقدان الوزن الزائد بعد الولادة، وتقليل خطر إصابتها بسرطان الثدي والمبيض.
* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.